ماهي أول قبيلة سكنت حضرموت ؟ ماهي أول مدينة بنيت في حضرموت ؟ ماهي الدول التي توالت على حكم حضرموت في الوادي والساحل ؟ ايهما اقدم في التسلسل التاريخي الدولة القعيطية أم الدولة الكسادية ؟أم أنهما تعاصرتا ؟ متى بنيت مدينة تريم رمز الثقافة الحضرمية ؟ التي يقول عنها ابن العماد الحنبلي في كتابه «شذرات الذهب» في المجلد العاشر ،لما تحدث عن رجال سنة 914 فقال: ) وفيهاالقطب الرباني شمس الشموس أبوبكربن عبدالله باعلوي….ولدبتريم–وتريم…بلدة من حضرموت أعدل أرض الله هواء وأصحها تربة وأعذبها ماء وهي قديمة معشش الأولياء،ومنشأ العلماء، ومسكن الأشراف ال باعلوي). كل هذا وأكثر مما يجهله ابناؤنا المتعلمون وحملة الشهادات قبل غيرهم عن بلادهم الغالية حضرموت . فلا نجد في المناهج الدراسية إلا إشارة بسيطة إلى تاريخنا المجيد وإلى آبائنا الأفذاذ الذين ملأوا الدنيا دينا وعلما وفقها ..وخاضوا البحار وبرعوا في التجارة ..فقد عرف الشرق والغرب آباءنا بينما نحن نجهل عنهم الكثير . واذا القينا نظرة عامة على كتب التاريخ في المنهج الدراسي اليمني , فإننا نجد النتائج التالية : 1.كتاب التاريخ للصف الخامس : الفصل الدراسي الاول : هو الكتاب الوحيد الذي نجد فيه درس كامل يتحدث عن تاريخ حضرموت من 1060ق.م حتى 300م مع بعض الاشارات الطفيفة عن حضرموت في مواضع اخرى . 2. كتاب التاريخ للصف الثامن : الفصل الدراسي الاول : وهو افضل الكتب التي تحدثت واشارت الى تاريخ حضرموت بشكل جيد في مواضع مختلفة من خلال ذكر شخصيات حضرمية ساهمت في نشر الاسلام وذكر وقادة وعلماء وقبائل من حضرموت ساهمت في الفتوحات الاسلامية , ولعل هذا الموضع الافضل في خلال السنوات الدراسية الاثنا عشر الذي يعطي لحضرموت تعريفا مبسوطا لابأس به. كتاب التاريخ للصف الاول الثانوي : الفصل الدراسي الثاني : تم الحديث فيه عن حضارة كندة الذي التي امدت من حضرموت الى الشام في جزء من درس وليس في درس كامل وذكر سوق الشحر ضمن اهم الاسواق العربية قبل الاسلام , وكما ترى اخي القارئ انها اشارة مقتضبة دون المستوى المطلوب. 3.كتاب التاريخ للصف الثاني الثانوي : الفصل الدراسي الثاني :في الوحدة الاولى يوجد تكرار لما تم دراسته في الصف الثامن خلال الفصل الدراسي الاول ,مع اضافة بعض التفاصيل . 1. اما باقي الكتب الدراسية لمادة التاريخ ففيها اشارات طفيفة في بعض المواضع عن تاريخ حضرموت لا تتجاوز نصف السطر . وبناء على هذه النظرة العامة نقول التالي : 1.إن المناهج الدراسية في الجمهورية اليمنية تغفل جزء كبيرا من ارثها الحضاري عندما تغفل تاريخ حضرموت , فحضرموت تكاد تكون ثلث مساحة الجمهورية اليمنية ولا تخفى اهميتها الاقتصادية وارثها الثقافي الممتد والحي الى يومنا هذا ,ومع هذا لا تحصل على حصتها من الاهتمام المعرفي في المناهج الدراسية . 2.نحن الحضارم هويتنا تتكون من اربع حلقات : الحلقة الاولى : الانتماء الى أرض حضرموت . الحلقة الثانية: الانتساب الى أرض اليمن . الحلقة الثالثة : قوميتنا العربية . الحلقة الرابعة وهي الاوسع : انتماءنا الديني الاسلامي . فلماذا يتم اغفال الحلقة الأولى ؟!!!!!!!! -أليس من العيب أن يجهل الانسان تاريخه التي هي ركيزة أساسية في هويته ؟ -ألا يجدر بمناهج التعليم في بلادنا أن تتوسع في توضيح تاريخ حضرموت ؟ -ألا يجدر بنا نحن الحضارم شبابا وشيبا أن نطلع على كتب التاريخ والثقافة الحضرمية ونجعلها في قائمة اهتماماتنا ؟ من يجهل ماضيه يتوه في حاضره ومستقبله , وتتخطفه أيدي العبث الفكرية . إن الشعوب التي تحترم نفسها لا تغفل عن تاريخها, ولسنا بأقل من الآخرين . إن مئات السنيين من الإنجاز الحضاري للإنسان الحضرمي لا ينبغي أن تكون ضحية النسيان . من ذا الذي ننتظره ليبرز هذا التاريخ ويعلي شأنه ويثقف ابناء الوطن به ؟الغرباء من الشرق او الغرب ؟!!!! ومن هنا نطالب بإدراج تاريخ حضرموت بشكل يليق بمستواها الحضاري في المناهج الدراسية فالشكل الحالي لا يعبر عن تاريخنا كما يجب . ختاما ..أقول إن حضرموت الحبيبة تنتظر منا الكثير وتستحق منا الأكثر ..فلنكن خير سكان لخير ارض . حضرموت العلم والحضارة ….