هل ستُصبح العملة الوطنية حطامًا؟ مخاوف من تخطي الدولار حاجز 5010 ريال يمني!    في ذكرى عيد الوحدة.. البرنامج السعودي لإعمال اليمن يضع حجر الأساس لمشروع مستشفى بمحافظة أبين    حدادا على شهيد الريح : 5 أيام في طهران و7 في صنعاء !!    مفاتيح الجنان: أسرار استجابة الدعاء من هدي النبي الكريم    الرئيس رشاد العليمي: الوحدة لدى المليشيات الحوثية مجرد شعار يخفي نزعة التسلط والتفرد بالسلطة والثروة    رئيس إصلاح المهرة: الوحدة منجز تاريخي ومؤتمر الحوار الوطني أنصف القضية الجنوبية    قيادي إصلاحي: الوحدة اليمنية نضال مشرق    الرئيس العليمي يبشر بحلول جذرية لمشكلة الكهرباء    الرئيس العليمي : قواتنا جاهزة لردع اي مغامرة عدائية حوثية    "العدالة تنتصر.. حضرموت تنفذ حكم القصاص في قاتل وتُرسل رسالة قوية للمجرمين"    "دمت تختنق" صرخة أهالي مدينة يهددها مكب النفايات بالموت البطيء!    بطل صغير في عدن: طفل يضرب درسًا في الأمانة ويُكرم من قِبل مدير الأمن!    خبير جودة يختفي بعد بلاغ فساد: الحوثيون يشنون حربًا على المبلغين؟    الونسو: اتالانتا يشكل تهديدا كبيرا    بن عديو: الوحدة تعرضت لسوء الإدارة ولا يعني ذلك القبول بالذهاب نحو المجهول    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    إيقاد الشعلة في تعز احتفالا بالعيد الوطني 22 مايو المجيد والألعاب النارية تزين سماء المدينة    محمد قحطان.. والانحياز لليمن الكبير    في ذكرى إعلان فك الارتباط.. الانتقالي يؤكد التزامه باستعادة دولة الجنوب (بيان)    أبين.. منتخب الشباب يتعادل مع نادي "الحضن" في معسكره الإعدادي بمدينة لودر    الوزير الزعوري يناقش مع وحدة الإستجابة برئاسة مجلس الوزراء الملف الإنساني    وزير الشؤون الاجتماعية يشيد بعلاقة الشراكة مع اليونيسف في برامج الحماية الإجتماعية    التعادل يسيطر على مباريات افتتاح بطولة أندية الدرجة الثالثة بمحافظة إب    القبض على متهم بابتزاز زوجته بصور وفيديوهات فاضحه في عدن    تراجع أسعار النفط وسط مخاوف من رفع الفائدة الامريكية على الطلب    الامين العام للجامعة العربية يُدين العدوان الإسرائيلي على جنين    لاعب ريال مدريد كروس يعلن الاعتزال بعد يورو 2024    المبعوث الامريكي يبدأ جولة خليجية لدفع مسار العملية السياسية في اليمن مميز    إحصائية حكومية: 12 حالة وفاة ونحو 1000 إصابة بالكوليرا في تعز خلال أشهر    الآنسي يعزي في وفاة الشيخ عبدالمحسن الغزي ويشيد بأدواره العلمية والدعوية والوطنية    الوزير البكري يلتقي رئيس أكاديمية عدن للغوص الحر "عمرو القاسمي"    تناقضات الإخواني "عبدالله النفيسي" تثير سخرية المغردين في الكويت    الحوثي للاخوان: "اي حرب ضدهم هي حرب ضد ابناء غزة"!!!!    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن حملة علاجية مجانية لمرضى القلب بمأرب    "وثيقة".. كيف برر مجلس النواب تجميد مناقشة تقرير اللجنة الخاصة بالمبيدات..؟    تقرير برلماني يكشف عن المخاطر المحتمل وقوعها بسبب تخزين المبيدات وتقييم مختبري الاثر المتبقي وجودة المبيدات    الحوثيون يعبثون بقصر غمدان التاريخي وسط تحذيريات من استهداف الآثار اليمنية القديمة    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاس ومكناس وموسيقى ناس الغيوان تذهب بالنعاس
نشر في هنا حضرموت يوم 03 - 09 - 2014

بعد منتصف النهار بقليل انطلقت الحافلة. وقد امتلأت مقاعدها التي خلت بمن نزل في تازة. وجلس الى جواري طفل لم يتعد العاشرة من عمره. وكان ضمن مجموعة ربما كانت اسرة مؤلفة من رجل وامرأة وطفلتين وهذا الطفل الذي جلس الى جواري ولم يجد مقعداً خالياً يجاور اسرته غير هذا المقعد الذي تركه الشيخ الوقور الصامت.وكالعادة التزمت الصمت وعدم الثرثرة مع جاري الطفل، وكما كان حالي مع جاري الشيخ المهاب، وربما يأتيني جار آخر في محطة اخرى استطيع ان اتحدث معه. والمحطة القادمة هي مدينة فاس والتي لاتبعد عن تازة باكثر من مائة كيلو متر، اي على بعد حوالي ساعة ونصف. وانشغلت بمتابعة الطريق وما يظهر امامي من قرى وبلدات وعمران. وكان الطفل كثير الحركة والصخب والشغب، وكما هي عادة بعض الاطفال في هذ السن. وكان يكثر من التنقل من مقعده الى حيث تجلس اسرته خلفي. ولم ألق بالاً الى حركته وتركته على سجيته.
واخذت استذكر ما جرى لي في هذه الرحلة وما ينبغي علي فعله فيما تبقى منها في هذه البلاد المغربية والمسماة سابقاً ببلاد مراكش، وحيث كان اسم مراكش يطلق على جميع هذه الاراضي رغم انه اسم لمدينة مغربية واحدة. ولكن عند استقلال المغرب عام 1957م اتخذ اسم المغرب اسماً عاماً لكل هذه الاراضي. وظل اسم مراكش يطلق فقط على احدى مدن المملكة المغربية، والذي يعني بالامازيغية (ارض الله). وهي اليوم رابعة المدن المغربية من حيث الاهمية السكانية والادارية والسياسية بعد كل من الرباط العاصمة السياسية والدار البيضاء العاصمة الاقتصادية وفاس العاصمة الثقافية والدينية. اما مراكش فهي عاصمة التاريخ المغربي وبألقه الاسلامي ووهجه الحضاري في المنطقة ببعديه الامازيغي والعربي.
وبعد مرور حوالي ربع ساعة من انطلاقنا من تازة ظهرت لنا اولى القرى في هذا الطريق وهي قرية ( دوار جديد) وتلتها قرية (باب مرزوقة) . وبعد بضع دقائق رأيت على الجانب الايسر من الطريق جبال خضراء مرتفعة ومكسوة بالغابات. وعلمت فيما بعد انها منتزه طبيعي يسمى تازكة، وهي على ارتفاع يصل الى 1980 متراً فوق سطح البحر، وتعد من ضمن 154 منتزهاً طبيعياً تحافظ عليه السلطات الرسمية المغربية ويرتاده الزوار من المغاربة وغيرهم. وقد انشئ هذا المنتزه في عام 1950. وعلى قمم مرتفعاته تنمو شجرة الارز المعروفة في جبال لبنان والمرسومة في العلم اللبناني. وهي شجرة تنتمي الى فئة السنديان ذات الاوراق دائمة الخضرة ويصل طولها الى اكثر من عشرين متراً. كما ان عمرها يبلغ احياناً 500 سنة. وتوجد في هذا المنتزه اشجار البلوط وغيرها، واصناف من الطيور والثدييات والزواحف والبرمائيات وكما تقول الكتيبات السياحية المغربية، والتي تجعل منه مكاناً جميلاً يستحق الزيارة لمن واتته فرصة الوصول الى هذه المنطقة.
وبعد ان تخطينا منتزه تازكة الطبيعي بحوالي عشرين دقيقة وصلنا الى قرية وادي امليل والى الجنوب منها قرية اخرى تسمى تاهلة ثم وصلنا الى (بير طم طم) ودخلنا الى قرية سيدي حرازم التي لا تبعد اكثر من عشرة كيلو مترات عن مدينة فاس ، ولعلها تكون احدى ضواحيها الشرقية.
ودخلنا الى وسط مدينة فاس قبل الثانية ظهراً بقليل. واخبرنا سائق الحافلة بانه سيتوقف في فاس لمدة نصف ساعة ، وحيث اننا قد قطعنا اكثر من نصف المسافة الى الدار البيضاء. ونظرت من نافذة الحافلة ووجدت امامي سوقاً يموج بالحركة والضوضاء التي تشبه حركة وضوضاء الميادين الشعبية في القاهرة او دمشق او بغداد او غيرها من المدن العربية الكبرى. وألتفت الى جاري الطفل فوجدته قد غادر الحافلة مع اسرته. وفكرت لحظتها في النزول الى هذا الميدان الشعبي والتعرف على ما فيه وما حوله، ولكنني آثرت البقاء في مقعدي والاسترخاء بل ومحاولة النوم لأخذ قسط من الراحة من السفر لخمس ساعات متوالية منذ انطلاقنا من وجدة ولم يكن التوقف في تازة غير لبضع دقائق فقط.
وبالفعل اخذ النعاس يتسرب الي تدريجياً حتى غفوت. وفجأة سمعت ضجيجاً واصواتاً موسيقية مطربة ومنغمة تذكرني بايقاعات ونغمات حضرمية، فانتبهت وطار النعاس من جفوني ووجدت امامي شابين احدهما يعزف على آلة وترية شبيهة بالعود وان كانت اصغر حجماً من العود المشرقي المعروف، وهو من النوع الذي يظهر مع الفرق الموسيقية المغربية. والشاب الثاني يضرب ايقاعات على طبلة مزدوجة مربوطة الى رقبته. وقد دخل هذان الشابان المطربان الى داخل الحافلة واخذا يعزفان ويغنيان معاً في الممر الفاصل بين المقاعد. وحاولت ان افهم ما يقولانه من كلمات لاغنيتهما، فلم افهم غير كلمة (الله يا مولانا). ولم يدم هذا المشهد الموسيقي الطريف والبديع في داخل الحافلة غير دقائق معدودة. وقد بادر بعض الركاب بدفع قطع نقدية لهذين الشابين ثم خرجا من الحافلة.
وعلمت فيما بعد ان هذين الشابين من الفنانين المتجولين والمنتشرين في الاسواق والساحات الشعبية وبعض الاماكن العامة، وهي وسيلة لكسب العيش قد لايرضى عنها البعض، ولكنها ايضاً وسيلة لنشر الفن الموسيقي والغنائي المغربي بل ووسيلة للاحتجاج الشعبي تعبر عن معاناة الفقراء والبؤساء في المجتمع. وكان هذان الشابان يغنيان اغنية لفرقة شعبية معروفة في المغرب حينها وهي فرقة (ناس الغيوان). وهي من الفرق الغنائية التي تغني ما يطلق عليه الفن الملتزم، اي انه يعبر عن قضايا الناس وهمومهم وطموحاتهم. وهي شبيهة باغاني (الراي) في الجزائر. والمنشأ لهذا الفن الغنائي(الملتزم) هو الثقافة الصوفية في المغرب العربي، وحيث يستمد هذا الفن جذوره من رؤية صوفية فلسفية للدين وللحياة. وكانت اولى الفرق المغربية في هذا الفن هي فرقة (جيل جلالة) وقد اسسها محمود السعدي وآخرون في عام 1972. وظهرت في الحي المحمدي وهو من افقر احياء مدينة الدار البيضاء. واسم هذه الفرقة محرّف عن اسم شاعر ومفكر عراقي صوفي هو (عبدالقادر الجيلاني) صاحب الطريقة القادرية. ويطلق عليه اهل المغرب (بو علام الجيلاني). وقد أقام في بغداد وتوفي بها عام 1166م. وعرف بمعارضته ومقاومته للظلم والقمع السائد في زمن العبا سيين. ويطلق عليه انصاره ومريدوه سلطان الاولياء وتاج العارفين. وينسبه البعض الى الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه. كما استمدت موسيقى وكلمات فرقة جيل جلالة ومن بعدها فرقة ناس الغيوان من شاعر صوفي آخر هو عبدالرحمن المجذوب الذي عاش في المغرب وتوفي عام 1568م وقد بقيت اشعاره وازجاله تراثاً شعبياً تتوارثه الاجيال هناك. اما فرقة ناس الغيوان والتي انسلخت عن جيل جلالة،فقد ظهرت هي الاخري في الحي المحمدي بالدار البيضاء، حيث المعاناه والبؤس الشقاء. ومن مؤسيسها بو جميع والعربي باطما وعمر السيد وعبد العزيز الطاهري وغيرهم . وكلمة (الغيوان) هي الغاوون جمع غاوي ، اي المولع بالشيء. وقد اكتسحت اغاني ناس الغيوان وكذلك جيل جلالة الفن الغنائي في المغرب العربي، وخاصة في اوساط الشباب وغيرهم، وكذلك انتشرت في الوطن العربي ومجتمعات المغاربة والعرب في اوروبا وغيرها، خاصة وانها موسيقى تراثية وكلماتها ثورية تستهوي الشباب وتتناول معاناة المغاربة وغيرهم من بني البشر في السعي من اجل حياة افضل خالية من الاستبداد والظلم والقهر.
ومن ضمن اغاني هذا الفن (الملتزم) بقضايا وهموم الناس والتى نالت شهرة واسعة في المغرب العربي وخارجه خلال العقود الثلاثة الاخيرة من القرن العشرين المنصرم اغاني (سبحان الله) و(فين غادي بيا خويا) و (الله يامولانا) و(ما يخفاك الواحد ربي) و(سبحان الحي الباقي) و(مهمومة) و( ضايعين ضايعين). وهناك اغاني تتناول هموم ومعاناة الشعوب المقهورة ومنها الشعب الفلسطيني الصامد في وجه العدوان الصهيوني ، وذلك في اغنية ( صبرا وشاتيلا) ، وكذلك اغنية لكفاح الافارقة ونضالهم نحو الحرية والاستقلال وهي اغنية (افريقيا الدم السائل). وقد سادت هذه الاغاني الملتزمة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي وخلال حقبة تاريخية سوداء شهدتها المغرب عرفت بسنوات الرصاص مع اشتداد الصراع بين نظام الحكم المغربي ومعارضيه. وهي مرحلة انتهت مع الانفتاح الديمقراطي والمدني الذي يسود المغرب اليوم.
ويتهم البعض هذه الفرق الغنائية الملتزمة بالتطرف والنزعة اليسارية التحريضية لتكرارها لكلمات عن القهر والاستبداد ، بل والحث على الثورة والتمرد على نظام الحكم، حتى في الاغاني ذات الطابع الديني مثل اغنية (سبحان الله) والتي تقول كلماتها:
سبحان الله
صيفنا ولى شتوة
جور الحاكم زادنا تعب وقسوة
لاراحة والعباد في نكد وتعسيف
والحاكم كايصول كا يقبض الرشوة
وقد وثق لنشوء وظهور فرقة ناس الغيوان في الدار البيضاء فيلم وثائقي ظهر في عام 1981 وعنوانه (الحال) وقد اخرجه واعده السينمائي المغربي أحمد المعنوني.
ومن كل ما تقدم فقد التقطت أذني (غير الموسيقية) ايقاعات حضرمية مميزة في هذا الفن الشعبي الغنائي المغربي، ولعلها تعبر عن امتداد حضاري وتاريخي تربط حضرموت بالمغرب العربي بشكل او آخر. ولا شك ان البحث في ذلك والتأكد منه وإيضاحه هي مسؤلية الباحثين والمختصين في هذا المجال الذي لا استطيع ان ادعي فيه فهماً او دراية او معرفة.
وانقضت نصف الساعة التي توقفنا خلالها في فاس، ثم تحركت الحافلة نحو مدينة مكناس والتي تقع على مسافة 65 كيلو متراً غربي فاس ، اي ان وصولنا الى مكناس سيكون بعد حوالي ساعة زمن. وعاد الى مقعده المجاور لي ذلك الطفل المغربي المشاغب في حركته وتنقله من مكان الى آخر.
واما مدينة فاس التي توقفنا بها فهي حاضرة من حواضر العالم الاسلامي ويسكنها ما يقرب من مليون نسمة (2004م)، وهي ثالثة مدن المملكة المغربية بعد الدار البيضاء والرباط. وقد تطور عدد سكان مدينة فاس من 180ألف سنة 1956 اي قبل الاستقلال بعام الى حوالي 320 ألف نسمة عام 1960. ومن المتوقع ان يكون عدد سكانها قد وصل عام 2011م الى اكثر من مليون نسمة. وهي عاصمة لجهة ادارية تسمى (فاس – بولمان). وتضم هذه الجهة الادارية عمالة واحدة هي عمالة فاس وثلاثة اقاليم هي بو لمان وصفرو ومولاي يعقوب. وبولمان هي منطقة امازيغية اشتق اسمها من لفظة باللغة الامازيغية تعني (الارض المعشو شبة) لكثرة اعشابها. وقرى اقليم بولمان هذا تعد متحفاً طبيعياً وبشرياً وعمرانياً وثقافياً وحضارياً للامازيغ. ومن خلاله يتعرف المرء على ابعاد ومقومات وايجابيات الحضارة الامازيغية وبجذورها الضاربة في عمق التاريخ منذ آلاف السنين، وهي لاتزال صامدة الى اليوم، وخاصة من حيث اللغة والعادات والتقاليد والازياء والطبخ والمراسيم الاجتماعية والقبلية ، بل والسمات الاثنية، ودون انقطاع عن الحضارة المعاصرة والمدنية الحديثة. ولاشك ان الاسلام قد جعل منهم شعباً محباً للسلام والتآخي وللعدل والانصاف والنزوع نحو الحرية والتطور. وساهم بعضهم في الفتح الاسلامي في بلاد الاندلس والمغرب الاسلامي ومنهم طارق بن زياد وغيره. وقد ساعد الاسلام على ادماج الامازيغ في منظومات الحكم التي توالت على المغرب العربي وبخاصة مع العرب. واعترفت حكومة المملكة المغربية مؤخراً اي منذ سنوات خلت باللغة والثقافة والهوية الامازيغية واصبحت مكوناً هاماً في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة المغربية، وتحت مظلة حكم يسعى لان يضم في كنفه الجميع من عرب وامازيغ وافارقة وغيرهم.
واما صفرو والمعروفة منذ عام 1919م بمهرجانها السنوي لفاكهة الكرز الذي تشتهر بزراعته فهي تقع الى الجنوب من مدينة فاس بحوالي 28 كيلو متر. وهي كذلك امازيغية المنشأ، وحيث يعني اسمها بهذه اللغة ( المنطقة المقعرة) لوقوعها في ارض مقعرة السطح يمر عليها نهر أكاي وتحيط بها بحيرات عذبة وشلالات وتطل عليها جبال الاطلس المتوسط بغاباتها الكثيفة الاشجار. وتكمن اهمية مدينة صفرو بانها اتخذت عاصمة ثانية (مؤقتة) لدولة الادارسة بعد انتقال ادريس الثاني اليها من مدينة ويليلي بشمال مكناس. ومدينة ويليلي هذه هي امازيغية اطلق عليها الرومان مسمى (فوليوبيليس). وقد احتضنت ادريس الاول وتزوج ابنة زعيم الامازيغ فيها فبايعوه بان يكون اميراً عليهم فظهرت دولة الادارسة بالمغرب العربي. وبعد مقتله عام 793م انتقل ابنه ادريس الثاني الى صفرو. ومنها اخذ يفكر في بناء عاصمة لدولة الادارسة، فاختار منطقة فاس ليبني عليها عاصمة له. وقد شرع في بنائها منذ الرابع من يناير من عام 808م. وعندما اكتمل البناء قال قولة شهيرة يعتز بها اهل صفرو وهي (سأرحل من مدينة صفرو الى قرية فاس). ويبدو ان لسان الدين بن الخطيب الذي عاش بعد ادريس الثاني بحوالي خمسة قرون قد استمد مقولة (قرية فاس) من مقولة ادريس الثاني هذا وذلك حين وصف تازة بانها مدينة وان فاس هي قرية. ومهما يكن من امر فكل المدن الكبرى في التاريخ كانت نشأتها قرى صغيرة ثم اصبحت مدناً كبيرة عامره بالسكان والحياة. ولاشك ان مدينة فاس تمتلك من الامكانات الجغرافية الطبيعية والبشرية والدور الحضاري ما جعلها عاصمة من عواصم العالم الاسلامي لقرون عدة. وقد خصصت لها المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم سنة 2007م لتكون سنة احتفائية بمدينة فاس.
واما الاقليم الثالث من اقاليم جهة (فاس – بولمان) فهو اقليم مولاي يعقوب نسبة الى السلطان المريني يعقوب بن عبد الحق والذي كان له الدور الملحوظ في نمو العمران بمدينة فاس وذلك منذ عام 1276م. وحيث توجد بهذه المنطقة مياه معدنية يقال انها تشفى المرضى باذن الله عز وجل. وكان يعاني من مرض فعولج بمياه هذه المنطقة وشفي منها بامر الله تبارك وتعالى.ولذلك اطلق على هذه المنطقة اسم (مولاي يعقوب).
وحول تسمية فاس بهذا الاسم يقول البعض ان ادريس الثاني استخدم فأساً عند البدء ببنائها عام 808م. وهناك روايات اخرى حول اسم فاس ومنها ان اسم فاس جاء من كلمة اما زيغية هي (افازاز) وهو اسم قديم لجبال الاطلس المطلة على هذه المنطقة. وظلت مدينة فاس عاصمة للمغرب الاقصى قروناً عدة حيث اتخذها عاصمة له كل من الادارسة والمرينيين والوطاسيين والسعديين والعلويين ، كما ظلت عاصمة للمغرب خلال فترة الاحتلال الفرنسي من 1912 الى 1957 حين انتقلت العاصمة السياسية الى مدينة الرباط وظلت فاس عاصمة ثقافية ودينية وعلمية للمغرب الاقصى.
وتنقسم مدينة فاس الحالية الى ثلاث كتل عمرانية هي (فاس البالي) اي المدينة العتيقة ويحيط بها سور معزز بحوالي 14 باباً وابراج للمراقبة، ثم (فاس الجديد) والتي نشأت خارج اسوار المدينة القديمة، ثم الحي الحديث ( الاوروبي) والمسمى (لافيل نوفيل) وتعني بالفرنسية المدينة الحديثة وتكاد تطوق المدينة العتيقة. ويخترق نهر فاس وهو احد روافد نهر سبو مدينة فاس مما يضفي عليها جمالاً الى جانب كونه مصدر لمياه الشرب للمدينة. وفي فاس مطاراً دولياً يسمى (مطار فاس – سايس) ، وسايس هذا هو اسم سهل يحيط بمدينة فاس.
وتعتبر مدينة فاس البالي او العتيقة واحدة من معالم التراث الحضاري الانساني العالمي وقد صنفتها منظمة اليونسكو عام 1981 بذلك. واهم ما في هذه المدينة العتيقة هو جامع القرويين والذي بنته امرأة ثرية من القيروان بتونس عام 859م في عهد يحي بن محمد بن ادريس الثاني ثم اصبح بعد سنوات قليلة جامعة اسلامية تعد من اهم الجامعات الاسلامية التي ظهرت في التاريخ الاسلامي، بل وتعتبر ثانية الجامعات الاسلامية في الظهور بعد جامعة الزيتونة بتونس والتي ظهرت عام 737م. كما ان جامعة القرويين سبقت جامعة الازهر بالقاهرة باكثر من قرن من الزمان، وحيث تعتبر جامعة الازهر هي ثالثة الجامعات الاسلامية والتي ظهرت عام 972م.
واما سبب تسمية جامع وجامعة القرويين بهذا الاسم فتعود الى المرأة القيروانية التي بنت هذا الجامع واسمها فاطمة بنت محمد الفهري القيرواني. وفي هذا يقول الاستاذ محمد العروسي المطوي رئيس اتحاد كتّاب تونس في صفحة 83 من العدد 276 من مجلة (العربي) الكويتية الصادرة في نوفبر 1981م (…. انه من جامع الزيتونة (بتونس) خرج الرجال الذين اقاموا جامع القرويين في فاس. ومن تونس خرج الرجال الذين اقامو الجامع الازهر والذين صاحبوا جوهر الصقلي الى القاهرة) .
ويكثر في مدينة فاس القديمة المارستانات او المستشفيات والتي اعتنى باقامتها سلاطين بني مرين ومن اتى بعدهم ومنها مارستان خاص بالامراض العقلية والنفسية، مما يدل على عناية الحكام في ذلك الزمان باحوال المسلمين.وقد ازدهرت الصناعات التقليدية في فاس القديمة، ومنها صناعة الطربوش الفاسي والذي تكاد تحتكر فاس صناعته حتى انتقل في العهد العثماني الى اسطنبول.
واصبحت فاس بتاريخها وحضارتها وماقدمته من مآثر بارزة للاسلام وللانسانية جديرة بالاحترام والاهتمام والدراسة والاستفادة منها عبرة وعظة لبناء مستقبل افضل لاهلها ولكافة العرب والمسلمين والبشرية جمعاء. وقد سجلت فاس دورها الريادي في خدمة الاسلام والانسانية باحرف من نور فيما قدمته ليتوارثه الاجيال جيلاً بعد جيل.
وبعد مرور اكثر من ساعة منذ مغادرتنا لمدينة فاس لاحت لنا ضواحي مدينة مكناس، و يظنها البعض توأم لمدينة فاس لقربهما من بعض، ولكن لكل منهما صفتها الخاصة ووظيفتها التي اعتمدت عليها في قيامها، وحيث ان مكناس اقدم تاريخياً في نشأتها من فاس، ولكن وقوعها بجوار فاس جعلها وكأنها تحت ظل هذه المدينة الكبيرة التي كانت عاصمة للمغرب الاقصى قروناً طويلة من الزمن.
ولم تمر الحافلة في وسط مدينة مكناس وانما سلكت طريقاً خارج المدينة، وهو من الطرق الدائرية او السريعة او ما يعرف دولياً بالاوتو ستراد. وتوقفت الحافلة على هذه الطريق وفي محطة محددة لانزال ركاب وصعود آخرين اليها.وكانت مدينة مكناس حين رأيتها من نافذة الحافلة (مكوّمة) وملتفة على بعضها فوق تلة مرتفعة وحولها ما يشبه المدرجات الزراعية او الحدائق الملحقة بالمنازل البيضاء ذات الطابق والطابقين. وكان منظراً بديعاً اراه امامي لمدينة مكناس هذه. وودت لو سلكت الحافلة طريقاً آخر يصلنا الى داخل مدينة مكناس حتى نشاهدها بصورة افضل. ولكن هكذا جرت الامور بمشيئة الرحمن تبارك وتعالى الذي لا ترد مشيئته.
وفيما بعد استكملت معرفتي بمدينة مكناس هذه والتي يعود مسماها الى قبيلة مكناسة الامازيغية التي قطنت هذه المنطقة منذ آلآف السنين، وحيث تعني مكناس بالامازيغية (المحارب). وهذه القبيلة هي التي وضعت البذرة الاستيطانية الأولى لمدينة مكناس وجعلت اسمها (تاقرارات) وتعني بالامازيغية المعسكر. كما ان المرابطين ثم الموحدين ومن بعدهم المرينيين كانت لهم بصمات واضحة في عمران هذه المدينة خلال القرون الخمسة السابقة على ظهور العلويين في حكم المغرب. ومن الآثار الباقية لتلك الفترة مدرسة بوعنانيا نسبة الى السلطان المريني ابي عنان.
ورغم ذلك ينسب الى السلطان اسماعيل بن محمد الشريف العلوي والذي يسميه اهل المغرب (مولاي اسماعيل) الدور البارز في بناء وتطور العمران بمدينة مكناس، وخاصة بعد ان جعلها عاصمة للدولة العلوية في حدود عام 1672م اي عند توليه مقاليد الحكم في هذه الدولة. وكان من قبل والياً على مكناس من قبل اخيه السلطان رشيد بن محمد مؤسس هذه الدولة والمستمرة في حكمها للمغرب الى يومنا هذا ولاكثر من اربعة قرون ماضية. اي منذ عام 1666م. وبوفاة رشيد هذا في عام 1672م واجه السلطان اسماعيل خليفة اخيه تمرداً وثورة داخل العائلة العلوية قام بها احد ابناء اخوته وهو احمد بن محرز الشريف والذي تمكن من السيطرة على مراكش عاصمة الدولة العلوية آنذاك، كما انه دفع باهل فاس الى الثورة ضد عمه اسماعيل. وهذا ما دفع اسماعيل الى التفكير في نقل عاصمة ملكه الى مكناس. ورغم ان هذا تاريخ سياسي يمكن ان يمر عليه المرء مروراً عابراً الا ان اهميته تكمن في انه جعل مكناس ولاول مرة في تاريخها لتكون عاصمة من المدن العواصم بالمغرب ولمدة نصف قرن من الزمان وهي فترة حكم المولى اسماعيل التي انتهت بوفاته عام 1727م. وبعدها لم تعد مكناس عاصمة مغربية والى اليوم.
وما قام به هذا السلطان العلوي في بناء عاصمته مكناس والتي سميت في زمنه (مكناس الملكية) يعد مذهلاً ومثيراً بمقاييس العمران والبناء آنذاك، فقد جعل منها مدينة جمعت كل الوظائف والخدمات الضرورية من سياسية الى ادارية الى عسكرية الى امنية الى تجارية الى علمية وصناعية وحضرية وغيرها، رغم ان وظيفتها الاساسية التي قامت عليها هي وظيفة مخزنية وتسويقية كما يقول الدكتور عبدالرحمن حميدة في صفحة 211 من كتابة المشار اليه سابقاً والذي بعنوان(المملكة المغربية: دراسة في الجغرافيا البشرية). وقد حصن المولى اسماعيل عاصمته هذه بسور هو الاطول في اسوار المدن القديمة ويصل طوله الى حوالي 40 كيلو متراً، اي بطول مسافة ما بين المكلا وغيل باوزير. وعلى هذا السور بنيت مجموعة من الابراج والابواب ومنها باب المنصور وهو اضخم الابواب المغربية القائمة الى اليوم. كما بنى خارج المدينة مايسمى (صهريج الصواني) وهو بركة ماء عذبة تتجمع فيها مياه العيون والامطار ويستفاد منها في ري المزروعات، ولاتزال تسخدم الى اليوم. واقام في مكناس مكتبة عامة عامرة بالمخطوطات والمؤلفات ولاتزال تقوم بدورها في نشر المعرفة والوعي. وفي الاتجاه المعاكس فانه قد بنى سجناً تحت الارض يعد من اكثر السجون التاريخية رهبة ومنعة ويسمى ( سجن قارة) نسبة الى مهندس برتغالي كان كان اسيراً لديه اسمه قارة فكلفه ببناء هذا السجن الرهيب مقابل حريته.
ورغم الانجازات الكبيرة التي حققها هذا السلطان العلوي سياسياً وعمرانياً وعسكرياً الا ان التاريخ يتحدث عنه بانه دموي وشديد الغلظة والقسوة مع معارضيه واعدائه. وكان مزواجاًُ، ويقال انه تزوج اكثر من 500 أمراة وانجبن له اكثر من الف طفل وطفلة. وقد اصبح هذا الرجل محور لتاريخ مكناس لا يمكن تجاوزه.
واليوم نجد ان مكناس العتيقة تتألف من ثلاث كتل عمرانية هي تاقرارات (النواة الامازيغية) ثم مكناس تازة ثم مكناس الزيتون، وهي تقع على ارتفاع ملحوظ يصل الى حوالي 522 متراً فوق سطح البحر وتطل على وادي (نهر) بو فكر ان، اي وادي السلحفاة، وحيث ان الفكران في المغرب او الفكرون في تونس تعني السلحفاة. وعلى هذا الوادي جسر حجري لا يزال قائماً الى اليوم. وقد بنت فرنسا على الضفة الشرقية من هذا الوادي في عام 1920م مدينة حديثة ذات شوارع عريضة، وهي التي مرت عليها الحافلة التي كنا نركبها.
وذكر الرحالة المغربي ابن بطوطة مكناس عند زيارته لها عام 1325م ووصفها وصفاً بديعاً وجميلاً فقال عنها (وصلت الى مكناسة العجيبة،الخضرة النضرة، ذات البساتين والجنات المحيطة بها بحائر الزيتون من جميع نواحيها).
ومن العجائب والطرائف في هذه المدينة العجيبة ان بها طائفة تسمى (العيسوية) نسبة الى رجل دين يسمى محمد بن عيسى عاش في مكناس وتوفي عام 1523م وضريحه بجوار احد ابواب مكناس القديمة ويسمى (باب الجن). وقد سمح هذا الرجل لافراد طائفته باكل العقارب والثعابين والنباتات السامة بعد ان اتوا اليه وهم جياع، فسمح لهم بأكل كل شيء حتى العقارب والنباتات السامة، ودون ان يمسهم سوء من ذلك، كما يقول الاستاذ سليم زبال في صفحة 87 من مجلة العربي (الكويتية) في عددها 115 الصادر في يونيو 1968. ولعل ذلك ضرباً من الاساطير والخرافات السائدة في المجتمع المغربي.
واطرف ما اشار اليه الاستاذ سليم زبال عن مكناس وذكره في صفحة 83 من مجلة العربي تلك هو (أزمة الشاي في مكناس)، وكيف ان اهل مكناس شريبة شاي من الدرجة الاولى وهم يشربونه اخضراً ومع النعناع وفي كل الاوقات ولا يطيقون حرمانهم منه كالقات عند اهل اليمن وليس عند الحضارمة. واذا حدث ان انقطع الشاي عن مكناس فان كل الجهات الرسمية والشعبية وفي مقدمتها السلطات المحلية تجند من اجل حل هذه المشكلة.
ورغم ان مكناس تعرف بمدينة الزيت والزيتون وبها مليون شجرة زيتون واكبر مصانع زيت الزيتون في المغرب ، وكذلك بها حوالي ربع مليون شجرة فاكهة، الا ان بها ايضاً اكبر مصانع النبيذ والخمور في المملكة المغربية، وهو ما لايرضى عنه غالبية اهلها من المسلمين، وهم في اغلبهم أهل فضل وعلم وتقوى وصلاح.
واليوم نجد ان مكناس تعد مدينة مغربية هامة وتضم احدى الجامعات المغربية، وهي جامعة مولاي اسماعيل. وقد سجلت منظمة اليونسكو الدولية مدينة مكناس في عام 1996م ضمن مدن التراث العالمي. وهي سابع مدينة مغربية من حيث السكان ويسكنها حالياً (2004م) حوالي نصف مليون نسمة، وهي عاصمة لجهة ادارية تسمى (جهة مكناس – تافلات) وتضم عمالة واحدة هي عمالة مكناس وخمسة اقاليم هي الحاجب وخنيفرة والراشدية وميدلت وافران. والاخيرة هذه بها احدى المنتزهات الشهيرة بالمغرب، وهو من اجمل المنتزهات الطبيعية المعروفة في المملكة المغربية.
المكلا – حي السلام
1 سبتمبر 2014م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.