حذر استاذ امراض القلب والأوعية الدموية في كلية الطب بجامعة صنعاء من ارتفاع حالات الجلطات القلبية واحتشاء عضلة القلب في مستشفيات امانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية. وأشار أ.د احمد لطف المترب استاذ امراض القلب والأوعية الدموية بجامعة صنعاء ومستشار وزير الصحة العامة والسكان لأمراض القلب في تصريح ل"الثورة نت" إلى مخاطر ارتفاع حالات الجلطات القلبية لدى الشباب ومختلف الفئات العمرية بسبب تزايد وارتفاع نسبة التدخين وعدم ممارسة الرياضة بشكل يومي بالإضافة الى العادات السيئة التي انتشرت في المجتمعات المحلية والشباب والمتمثلة باستخدام الشيشة والتدخين بين اوساط الشباب والشابات. وأفاد بأن جلطة القلب او احتشاء عضلة القلب عبارة عن انسداد في أحد شرايين القلب التاجية التي تغذي عضلة القلب بالدم، وتعتبر الجلطة القلبية من الامراض الاكثر انتشاراً في وقتنا الحالي وتسبب الكثير من المضاعفات، وتحتل نسبه كبيرة من الوفيات في اليمن. وقال: ما يزيد قلق ومخاوف اطباء ومختصي امراض القلب في اليمن عدم وجود احصائيات دقيقة عن نسبة وعدد حالات الوفاة بسبب الجلطة القلبية، إلا ان هناك تحذيرات لعدد من الاطباء المتخصصين في مجال امراض وجراحة القلب والاوعية الدموية من خطر ارتفاع عدد حالات الوفاة والإصابة بالجلطات القلبية في اليمن، مع العلم ان جلطات القلب يمكن الوقاية منها والحد من مخاطرها بسهولة ويسر وتحتاج الى معالجات سهلة وسريعة، إذ أن الدقائق الاولى تلعب دوراً كبيراً في نجاح أي معالجات لحالات الجلطات القلبية، ومع هذا فإن نتائج ومضاعفات الجلطة القلبية مازالت كبيرة ومؤثرة جداً في بقية عمر المصابين بها. ويشير الدكتور المترب الى ان الوقاية من الجلطة القلبية وإمكانية منعها هي الهدف الذهبي للحفاظ على صحة الناس وحياتهم قبل العمل على توفير المعالجات الناجحة والتي قد تتوفر ظروفها او لا تتوفر لإنقاذ كل المرضى المصابين بالجلطة القلبية، ولذلك تفيد التقارير الصحية والدراسات الطبية العالمية ان الجلطة القلبية يمكن تجنبها بطرق سلة وبسيطة وغير معقدة وفي متناول اليد، فإذا توفرت لدى المريض مفاهيم صحية ومعلومات كافية حول الجلطة، وتوفرت الارادة والعزيمة لدى الشخص في تغيير اسلوب الحياة واتباع خطوات صحية ارشادية معينة لمنع حدوث الجلطة او التقليل من مخاطرها.. ويؤكد استاذ امراض القلب في كلية الطب بجامعة صنعاء الى ان هناك بعض الخطوات الضرورية للوصول الى حياة خالية من الجلطة القلبية تتمثل في فهم أسباب وعوامل خطورة الجلطة القلبية بشكل صحيح والقناعة التامة بضرورة السيطرة على هذه العوامل ومعالجتها في أول فرصة مبكرة من العمر والتوقف فوراً عن التدخين بكل انواعه وأشكاله، مع الاستعانة بالمختص عند الاحتياج لذلك، مع العلم ان تدخين المداعة او الشيشة أكثر خطراً من السجائر بمرات عديدة، فالتدخين عامل قوي من عوامل خطورة الجلطة القلبية يؤدي الى نقص الاكسجين بالدم والى تصلب الشرايين التاجية وغير التاجية بالإضافة الى تجمع الصفائح الدموية فليس هناك مستوى امن للتدخين اطلاقا حتى الذين لا يدخنون ويتعرضون لدخان السجائر يكون الخطر ايضا موجوداً وتأثير الدخان، وعند الاقلاع عن التدخين تكون مخاطر الاصابة بالجلطة القلبية قليل وفي تناقص كبير. ويفيد الدكتور المترب بأن ممارسة الرياضة اليومية المنتظمة يقلل من مخاطر الاصابة بالجلطة القلبية من خلال السيطرة على الوزن الطبيعي والحفاظ على معدلات السكر والدهون بالدم والتقليل من اثار التوتر العصبي وبالتالي توقف ومعالجة تصلب الشرايين والإحساس بالعافية والصحة بشكل عام وهذا يعزز الحالة المعنوية ألعامة كما ان الرياضة الممتعة والمفيدة هي التي تؤدي الى زيادة ضربات القلب وتسارع مقبول لعملية التنفس يتحمله الشخص وتزيد الفائدة كلما زادت مدة الرياضة وشدتها. وتؤكد الدراسات الطبية ان تغيير انواع الاكلات مهم لتعزيز الصحة العامة لدى الانسان بحيث تتكون من الكثير من الخضروات والفواكه والقليل من اللحوم والزيوت والتي تحمي الشخص من زيادة دهون الدم (الكوليسترول) وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وبالتالي يحمي الاكل المتوازن الشخص من امراض القلب من خلال تجنب أكل اللحم الاحمر قدر الامكان مثل لحم الغنم ولحم الابقار وأكل لحوم السمك والدجاج ثلاث مرات في الاسبوع اذا امكن وتناول شرب الحليب ومشتقات الالبان قليل الدهون والامتناع عن تناول الملح او الاقلال منه الى اقل مستوى وأكل الخبز الاسمر مع نخالته والإكثار من تناول الاكلات التي تحتوي على الخضروات الطازجة والفواكه. ويمكن الاستعانة بأخصائي تغذية لرسم برنامج عملي يناسب الشخص خاصة اولئك الذين يعانون من زيادة الوزن او السمنة وكذلك مرضى ارتفاع ضغط الدم والسكري وفشل عضلة القلب. ويلمح استاذ امراض القلب والأوعية الدموية بجامعة صنعاء الى ان زيادة الوزن ليس دليل على صحة الانسان بل تشير الى وجود فرصة أكبر للإصابة بالأمراض المختلفة خاصة امراض ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع نسبة دهون الجسم وليس زيادة في العضلات وهذه الزيادة تعني زيادة في فرصة الاصابة بالأمراض المختلفة ومنها امراض القلب والأوعية الدموية. ويمكن حساب الوزن الطبيعي بقياس مؤشر كتلة الجسم حيث يتم تقييم الوزن الطبيعي او زيادة الوزن من خلال حساب العلاقة بين طول ووزن الجسم أي ان "مؤشر كتلة الجسم هو عبارة عن الوزن بالكيلوغرامات مقسوما على مربع الطول والأمتار،او مؤشر (كتلة الجسم = الوزن (كغ)/ مربع الطول بالسنتيمتر).. والوزن الطبيعي المطلوب يكون أقل من 25كغ/م2 وما زاد على ذلك يعتبر زيادة غير طبيعية.. ولذلك فإن محاولة انقاص الوزن بالتأكيد يقلل من فرص الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.. وينوه مستشار وزير الصحة العامة والسكان لأمراض القلب والأوعية الدموية الى ضرورة الالتزام بالفحص الدوري لمعرفة عوامل ومراحل خطورة امراض القلب قبل حدوثها من خلال معرفة مستوى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الدهون بالدم وكذلك ارتفاع سكري الدم قد لا يكون مصحوباً بأعراض يشكوا منها الشخص المصاب ويمكن لهذه الامراض ان تؤدي الى مضاعفات في القلب والأوعية الدموية بدون معرفة الشخص المصاب بها اصلا ولذلك تأتي اهمية الفحص الدوري لعوامل خطورة امراض القلب ولاكتشاف هذه العوامل قبل بدء الاعراض وقبل ظهور المضاعفات، علما بأن المعالجة الدوائية وغير الدوائية في هذه المرحلة تجنب الشخص امراض القلب وتحميه منها ومن مضاعفاتها والمتمثلة بضرورة قياس ضغط الدم بشكل دوري فعندما يكون مستوى ضغط الدم غير مثالياً أي اقل من 80-120ملم زئبق فقد يحتاج الانسان الى متابعة قياس ضغط الدم واستشارة طبيب القلب حول ذلك وضرورة معرفة المريض بمستويات ضغط الدم الطبيعية وغير الطبيعية وكذلك مسببات ضغط الدم ومضاعفاته لنجاح ضبط مستوى الضغط وتجنب مضاعفاته، كما يستحسن ان يكون مع الشخص جهاز منزلي لقياس ضغط الدم ومتابعته في المنزل وهذا يسهل كثيراً لاكتشاف وجود ارتفاع في ضغط الدم والذهاب للطبيب في الوقت ألمناسب وأيضا لا بد ان يغرف أي شخص وبشكل دوري مستوى نسبة الدهون وسكري الدم كونها عوامل خطورة امراض القلب والشرايين ولذلك يجب فحص مستوى سكري الدم بشكل دوري منذ الثلاثينيات من العمر خاصة اذا كان الشخص لديه زيادة في الوزن او لديه تاريخ عائلي بوجود سكري الدم. ويؤكد الدكتور المترب بأن امراض القلب والأوعية الدموية يمكن تجنبها قبل حدوثها وكذلك السيطرة التامة على عوامل خطورتها مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وكذلك دهون الدم وزيادة الوزن وقلة ألحركة وهناك اهمية قصوى للوصول الى نمط حياة صحية لكل شخص ليس فقط للإقلال من خطر امراض القلب ولكن للحصول على حياة نشيطة خالية من الامراض ومضاعفاتها ألمختلفة.