للوهلة الأولى يبدو أن خطاب الدعاة وأوصياء الكلمة والتوجيهات بلغ من السقم والعقم شأوا يستحيل معه الإقناع بجديته ومصداقيته ، ذلك أن جلّ أصحاب الخطاب يقولون في اجترار وتكرار مالا يفعلون . هذا ما أثبته الزمان ولا نرغب في تناول المسألة الدينية حفاظا على ما تبقى من وئام وحتى لا نزيد في اتساع الخرق ولكننا سندخل في عالم ما يسمى بعالم السياسة المريض … على أن تكون الإنطلاقة من البلاد السعيدة ، اليمن الصابر… وقبل تناول حيثيات هذه اللعبة القذرة ينبغي علينا نفي صفة الخيانة والعمالة عن الذين نختلف معهم في المصير المنتظر لوطن يكاد يحتضر لأننا لا نملك الدليل وليس لدينا وقت للمزايدات والمهاترات ، غير أننا نتهم بعض اللاعبين بالقصور في الأداء نتيجة القصور في الوعي أو أنه لغايات مرسومة ومحددة وكل ذلك يأتي في الممارسة والنتيجة على حساب الوطن المنكوب… إنه اليمن الذي تصوّر فيما مضى من تاريخه المشرق الزاهر العريق في أجمل صوره الحضارية رغم صفحات سوداء لم تسر الأصدقاء وهي ظواهر صحية على كل حال إلا أن المشهد الحالي وبأمانة ومع شديد الأسف لا يتناسب وقيم هذا البلد الطيب والطيبون أهله ، ذلك أنه اليوم في صورة البلد المنكوب ، البائسون أهله بفعل فاعل والذي تتنازعه الأهواء والأطماع فأصبح أسير بعض الأفراد النافذين وتجاذبات الأحزاب ، يغرق في بحر من ظلمات بعضها فوق بعض بدافع تيارات لا يمكن وصفها بأقل من تيارات اللاوطنية واللاإنسانية بدليل أنها اختارت المصالح الضيقة على حساب الوطن الحاضن لعشرات الملايين من الأنفس الحائرة ، البشر الهائمون على وجوههم يمشون سكارى وماهم بسكارى وعلى حساب التاريخ الزاخر بصفات النبل والشجاعة والكرم والنشاط الجسدي والذهني فأضحى هذا الشعب العملاق مصدر قلق لكل من يعيث في الأرض فسادا ويعمل عبثا منتهكا العدالة وحقوق الإنسان تحت شعارات كاذبة وخادعة… هذا اليمن الواعد سيكون مآله كما سمعنا وقرأنا إلى: 1- دويلات . أو 2- الجمهورية اليمنية ودولة الجنوب العربي . أو 3- شطر شمالي وشطر جنوبي . أو 4- اليمن الفيدرالي . أو 5- اليمن الصومالي . أو 6- اليمن الأفغاني . أو 7- اليمن المعلّق: ( لا أمن .. لا استقرار .. لا انهيار ) أو 8- اليمن المتصدع حتى إشعار آخر ، الخاضع للوصايات . قلنا أن هناك قصور في الأداء والدليل التالي: 1- أين مسئولية قياديي الوحدة اليمنية خلال عقدين من الزمن . 2- الوحدة ولم تكن ذلك الهدف المؤمل والحلم التاريخي ، فأين حق الجنوب والجنوبين من قبل الناشطين في شمال اليمن وجنوبه؟ . 3- بدأ الجنوبيون بحراك سلمي موحّد لانتزاع حقوقهم هم اليوم حراك غير موحّد ويا للأسف … تماما مثل ما بدأت الوحدة بأفراح ولحمة وتكاد تنتهي بوظائف أمراء الحروب القذرة الملعونة والسيئة . قلنا إن الذين يعيثون في الأرض فسادا ، منتهكين حقوق الإنسان هم اليوم من يخترق الساحات والأجواء والذهنية اليمنية وكذلك الذاكرة بدأت فبركت مفرداتها وعناوينها وما تختزنه من وثائق المراحل السابقة عبر الإعلام المكثف . هل بعد هذا نفترق في جهادنا ونختلف في رؤانا نحو إرساء كياننا وتقرير مصيرنا أم نتوحّد؟ سؤال نتركه للضمير وقبل ذلك نوجهه إلى الذين يخافون الله ويتقونه ، وإذا لم يستجيبوا فإن الشعب في هذا الظرف العصيب قد انكشفت له قدور مطابخ الساسة المغطاة وعرف ما بداخلها وعرف الطهاة الذين هم في الواقع والحقيقة من المتلاعبين والطغاة ، وإن الكلمة الأخيرة ستكون لهذا الشعب المظلوم وعليه أن يختار القيادة التي تمثله حقيقة بالفعل وليس بالظواهر الصوتية والتلاعب بالجمل والمفردات والشعارات الجوفاء.