لم اندهش في حقيقة الامر عندما سمعت من مصادر مختلفة ومتعددة ابتهالات وهتافات الاخوان المسلمين والسلفيين في سوريا وخارج سوريا بالعدوان التي شنه العدو الاسرائيلي على سوريا العروبة سوريا الاسلام قلعة الصمود والمقاومة العربية والإسلامية في زمن الخنوع والخضوع والتهافت على العمالة لإسرائيل وحلفائها في المنطقة. لم اندهش اطلاقا رغم ان الامر يشيب له الولدان ويجعل ذا اللب حيرانا ، اذ كيف يمكن لعربي او مسلم ولو حتى بمجرد الاسم ان يحتفل ويبتهج ويهتف ويكبر لعدوان اسرائيلي على بلده او على بلد عربي مسلم ، خاصة وان من يهتف بقلة حياء وعهر سياسي رخيص ومبتذل هم من كان يردد حديث لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيصيح الحجر والشجر يا مسلم ورائي يهودي تعال فاقتله ، ولما جاء اليوم الذي يقاتل فيه المسلمون اليهود صمت الحجر والشجر ونطق الاخوان المسلين والسلفيين تعال يا يهودي واضرب المسلمين واقتلهم ، تعال يا يهودي دمر مركز ابحاثهم ومخازن اسلحتهم ، تعال يا يهودي اضرب مراكز قوتهم ونحن سنحتفل ونبتهل ونهتف ونكبر. البعض يندهش من مواقف الجماعات الاسلامية ويستغرب على مواقفها لعدة اسباب منها انه يصدق ان تلك الجماعات هي فعلا جماعات اسلامية تسير على نهج الاسلام القويم وهدي القران الكريم وسنة سيد الانبياء والمرسلين ، ويعتقد ايضا ان تلك الجماعات صادقة في شعاراتها واطروحاتها فيندهش عندما يرى مواقف هي على العكس من تلك الطروحات ، ايضا لأنه لا يعرف تاريخ هذه الجماعات وظروف نشأتها وصناعتها ومن الذي تبناها ورعاها ووفر لها كل وسائل النمو والانتشار ، كذلك لأنه لا يعلم سوابق هذه الجماعات وسلوكها السياسي المريب عبر تاريخ نشأتها وتوسعها وانتشارها ، فهو لا يعرف مواقف الاخوان والسلفيين في مصر ابان حكم الرئيس عبد الناصر ، حيث وقفت تلك الجماعات دون خجل او حياء الى جانب اسرائيل وأمريكا وبريطانيا ضد مصر في كل المعارك التي خاضتها مصر في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات ، ومن المواقف المخزية التي سجلتها تلك الجماعات في سفر تاريخها الاسود احتفالها بهزيمة مصر والأمة العربية في نكسة 1767م. ان الذي يعلم حقيقة الجماعات اللا اسلامية وإنما الجماعات الارهابية العميلة ، جماعات الخونة والمرتزقة ، جماعات الخراب والدمار لأمة العرب والمسلمين ، جماعة التضليل والدجل والخداع ، التي تبيع نفسها وشعبها ووطنها ودينها لليهود وحلفاء اليهود ، مقابل المال الحرام والمدنس واللهث وراء الدنيا وزينتها الزائلة دون حياء من الله ورسوله او من الناس الذين ينكرون عليهم عمالتهم لاسرائيل وخذلانهم لبلدانهم وشعوبهم. ان العمالة والخيانة والارتزاق والإجرام بحق الشعوب العربية والإسلامية هي في الحقيقة دين تلك الجماعات وديدنها ، كما ان القتل والغدر والنفاق والمكر والخديعة واستباحة دماء الناس وأعراضهم وأموالهم هو ايضا نهج تلك الجماعات ووسيلتها الوحيدة لبلوغ اهدافها فلا تندهشوا اذا سمعتم اشياء غريبة عن تلك الجماعات بعد ان عرفتم حقيقتها.