هذه مقاطع مقابلات من قصيدة أبي تمام .. حبيب بن أوس الطائي .. في مدح المعتصم بالله الخليفة العباسي صاحب النخوة الذي استجاب لمستغيثة عمورية .. وامعتصماه .. وبين قصيدة ألقاها شاعر اليمن المبدع عبد الله البردوني بعنوان (( أبو تمام وعروبة اليوم )) القيت هذه القصيدة عام 1971م في مهرجان المربد بالعراق.. وهما من الروائع .. فليطلع عليهما من أحب ... وشتان بين همتهم وهمتنا ونخوتهم ونخوتنا وقد اقتطعت منه اجزاء فقط .. وكأنها مساجلة شعرية بينهما ! في زمن الخليفة المعتصم بالله العباسي تم الاعتداء على امرأة مسلمة في بلدة زبطرية من أعمال عمورية . فنادت المرأة بصوت عال وامعتصماه فتناقلت الالسن الخبر حتى وصل الى الخليفة المعتصم فأقسم بالله ان يفتح عمورية فنصحه العرافون والكهان بألا يفعل لان عمورية لن تفتح الا فى أوان نضج الفاكهة فلم يسمع لهم وتوكل على الله وتوجه الى عمورية وفتحها ... فمن للصارخات اليوم في فلسطين والعراق وبقاع الأرض المسلوبة !! يقول أبو تمام : السيف أصدق أنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب ويقول البردوني : ما أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب بيض الصفائح أهدى حين تحملها أيد إذا غلبت يعلو بها الغلب ابو تمام : والعلم في شهب الأرماح لامعةً بين الخميسين لا في السبعة الشهب أين الرواية بل أين النجوم وما صاغوه من زخرفٍ فيها ومن كذب البردوني : وأقبح النصر... نصر الأقوياء بلا فهم.. سوى فهم كم باعوا... وكم كسبوا أدهى من الجهل علم يطمئن إلى أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا ابو تمام : فتح الفتوح تعالى أن يحيط به نظمٌ من الشعر أو نثرٌ من الخطب فتح تفتح أبواب السماء له وتبرز الأرض في أثوابها القشب يا يوم وقعة عمورية انصرفت عنك المنى حفلاً متسولة الحلب أبقيت جد بني الإسلام في صعدٍ والمشركين ودار الشرك في صبب البردوني : اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة وموطنُ العَرَبِ المسلوب والسلب ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم نصدُق.. وقد صدق التنجيم والكتب فأطفأت شهب (الميراج) أنجمنا وشمسنا... وتحدى نارها الخطب وقاتلت دوننا الأبواق صامدة أما الرجال فماتوا... ثَمّ أو هربوا ابو تمام : لم يغز قوماً ولم ينهد إلى بلدٍ إلا تقدمه جيشٌ من الرعب لو لم يقد جحفلاً يوم الوغى لغدا من نفسه وحدها في جحفلٍ لجب رمى بك الله برجيها فهدمها ولو رمى بك غير الله لم يصب البردوني : حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا وإن تصدى له المستعمر انسحبوا هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا الحاكمون واشنطن حكومتهم واللامعون.. وما شعّوا ولا غربوا ابو تمام : تسعون ألفاً كآساد الشرى نضجت جلودهم قبل نضج التين والعنب يا رب حوباء لما اجتث دابرهم طابت ولو ضمخت بالمسك لم تطب ومغضبٍ رجعت بيض السيوف به حي الرضا من رداهم ميت الغضب البردوني : تسعون ألفاً (لعمورية) اتقدوا وللمنجم قالوا: إننا الشهب قبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا نضجاً وقد عصر الزيتون والعنب تنسى الرؤوس العوالي نار نخوتها إذا امتطاها إلى أسياده الذئب ابو تمام : خليفة الله جازى الله سعيك عن جرثومة الدين والإسلام والحسب بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها تنال إلا على جسرٍ من التعب إن كان بين صروف الدهر من رحمٍ موصولةٍ أو ذمامٍ غير منقضب فبين أيامك اللاتي نصرت بها وبين أيام بدرٍ أقرب النسب أبقت بني الأصفر الممراض كاسمهم صفر الوجوه وجلت أوجه العرب البردوني : حبيب مازال في عينيك أسئلة تبدو... وتنسى حكاياها فتنتقب وماتزال بحلقي ألف مبكيةٍ من رهبة البوح تستحيي وتضطرب يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا ونحن من دمنا نحسو ونحتلب سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا يوماً ستحبل من إرعادنا السحب؟ ألا ترى يا أبا تمام بارقنا (إن السماء ترجى حين تحتجب)