ليس صحيحا ولا دقيقا فهم البعض "أن الحرب بين مصر والسعودية كانت بسبب دعم ناصر لثورة اليمن ضد الإمامة؟"ومن المغالطة القول بأن " السعودية " غيرت خطها "ولا أنها اكتشفت أن مشاريع من كانت تدعمهم مدمرة ! فالكيان السعودي في عشرينيات القرن العشرين أراد مستخدما "الوهبنة" "أن يسيطر على المنطقة العربية في خدمة مصالح بريطانيا ،وقام بحروب تمددية .ففي اليمن تمدد إلى جيزان ونجران وعسير وغيرها من الأراضي اليمنية ،ثم في حرب 1934م وصل إلى لواء الحديدة ،وبضغوط من راعيه البريطاني تراجع عنها ...وفي حركة 1948م كان للكيان السعودي علم وموافقة ودعم مسبق لإسقاط الإمام يحيى وتولية عبد الله الوزير ،أو عبد القادر ،أو الحسن بدلا عنه !وبعدها تنصلت عن وعدها بالدعم بحجة أنها لم تتفق معهم على "قتل الشيبة " والحقيقة أن هدفها كان إضعاف المملكة المتوكلية وإنهاكها وهو ما حققته حركة 48م !و بعد انقلاب 1955م ،والذي قام به المقدم الثلايا وسيف الاسلام عبد الله بموافقة أمريكية مسبقة ،وتواطؤ بريطاني ولم تكن السعودية بعيدة عنه - استثمرت ذلك الحدث بأن اقتطعت 200 كيلوا من الأراضي اليمنية عام 1958م بعد أن شغلت المملكة المتوكلية بالكثير من المحاولات لاغتيال الإمام أحمد ...وصولا إلى عام 1961م حين اتفقت مع "الاحرار اليمنيين "في زيارة الحج التي كان على رأسها القاضي عبد الرحمن الأرياني ،وفاتح فيها الملك سعود بطلب الأحرار من مملكة آل سعود بدعمهم إن كانوا سيقومون بثورة ،وطلبوا ضمانات منها بعدم دعمهم "للشوافع "بالاستقلال !ووافقهم الملك سعود واشترط عليهم الأمير فيصل عدم قيام نظام جمهوري ،أي فقط إسقاط المملكة المتوكلية وإحلال نظام "الدولة الإسلامية "التابع والمرتهن لها ! لهذا فالحرب التي شنتها السعودية على اليمن كان بسبب نهج ثورة سبتمبر واختيارها للنظام الجمهوري بأهدافه السبتمبرية ،وحربهم لمصر عبد الناصر كان بسبب النهج القومي والاشتراكي لمصر ودعمها لحركات التحرر العربي والعالمي ،وسعي مصر لتحقيق الوحدة العربية من خلال حركة الجماهير ومطالبها بالحرية والعدالة ! لم يتغير الطريق المرسوم لهذا الكيان السعودي في خدمة المصالح الغربية ،لكن الذي تغير هو أنه وجدلافتات سقطت من الإعياء وكثرة الضربات ،فأوهمت نفسها أن راية آل سعود راية عروبية في مواجهة من يطلقون عليهم "الفرس والمجوس والروافض " أي إيران !-وقيادات ناصرية تساقطت با تجاه حركة الريح ،وقاعدة جماهيرية تم اختطاف فعلها لغياب وعيها !فاستثمرتهم لأنهم الأقل كلفة والأكثر جدوى لمشروعها في إدانة تاريخ حركة التحرر العربي ،وفي تمزيق المجتماعات والأوطان تحت ذريعة الحرية والدفاع عن "البيوت والحواري والقرى والمذاهب والعرض والشرف "!