خصص المقهى الاعلامي التابع بمؤسسة حضرموت للتراث والتاريخ والثقافة بالمكلا جلسته ليوم الخميس 16 فبراير2012م للحديث عن (الطباعة والصحافة في عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي). وقد تحدث في هذه الجلسة الاخ الاستاذ محمد سالم باحمدان الاختصاصي في التاريخ وذلك بحضور العديد من الصحفيين والاعلاميين والمثقفين… واستهل باحمدان حديثه في الجلسة بتقديم الشكر للاخ الاستاذ خالد سعيد مدرك رئيس مؤسسة حضرموت للتراث والتاريخ والثقافة وصاحب المقهى،وذلك على جهوده الطيبة والملموسة في خدمة تراث وتاريخ حضرموت ونشر الثقافة بشكل عام،مشيدا بفكرة تأسيس المقهى الاعلامي مؤكدا باءنه يسهم بشكل كبير في نشر الثقافة الاعلامية والاتصالية بين الصحفيين والاعلاميين وكذا الرفع من مستوى ادائهم الاعلامي. وقد بدأ الاستاذ محمد باحمدان حديثه عن موضوع الطباعة والصحافة في عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي اذ اشار الى ان هذا السلطان هو فريد عصره-كما ينهعته البعض-وهو علّامة وفقيه ومثقف موسوعي،ورائد النهضة الحضرمية اذ شهدت حضرموت في عهد حكمه الممتد من عام 1936م الى 1956م الكثير من الاصلاحات والتقدم والتطور في الجوانب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والادارية والامنية والعسكرية،وكذا توطيد الامن والاستقرار لافتا الى ان عهد هذا السلطان قد شهد صدور العديد من الصحف الخطية(القلمية)التي كانت تكتب باليد وكذا صدور العديد من الصحف المطبوعة،وهذه الصحف هي: الاصلاح(الخطية) ولسان الريف(الخطية) والمنبر(المطبوعة)والضمير (الخطية) والاعتصام (الخطية) والاستاذ(الخطية) والمختارات(الخطية) والامل(المطبوعة) والرباط(الخطية) والاخبار(المطبوعة) والوعي(الخطية). كماشهد عهد ذلك السلطان صدور (قانون المطبعة) وذلك عام 1953م،وعبر باحمدان عن اسفه لعدم العثور على الكثير من تلك الصحف وهو مادى الى عدم تقديم معلومات وتفاصيل اكثر عنها.. واوضح باحمدان ان تلك الصحف كانت تتميز بأسمائها التي تحمل الكثير من الدلالات الفكرية والاخلاقية السامية والنبيلة مثل اسماء الاصلاحوالضمير والاعتصام والمنبر والاستاذ والامل والرباط والوعي،واشار باحمدان الى ان حضرموت عرفت الصحافة منذ امد بعيد لاسيما الصحافة الخطية(القلمية)ومن ثم الصحافة المطبوعة وانجبت حضرموت العديد من اعلام ورواد الصحافة في الداخل والخارج الذين شكلوا باءصداراتهم الخطية او المطبوعة داخل الوطن وخارجه ارثا صحافيا مهما يعد جزءا قيما من تراث وتاريخ حضرموت. وتطرق باحمدان في حديثه الى العوامل التي اسهمت في صدور الصحف والمجلات في ذلك العهد وقال:"ان من ابرز تلك العوامل هي بوادر التطور في العصر الحديث في حضرموت ومن بين ذلك ظهور الافكار العصرية الحديثة ووجود المثقفين وادراكهم لاهمية الصحافة وقيمتها الكبيرة في نشر الوعي والثقافة،واتجاه بعض المتنورين الى معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعانيها البلاد على صفحات الصحف والمجلات الاسبوعية والشهرية،ولفت باحمدان في حديثه الى ان موضوع الطباعة والصحافة في عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي عبارة عن جزء صغير من رسالة الماجستير التي قدمها الى مجلس كلية الاداب بجامعة عدن وعنوانها(عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي 1936-1956).. ودعا باحمدان السلطات المعنية بحماية التراث والثقافة في البلد الى تأسيس المراكز العلمية التي ينو طبها الحفاظ على الارث الفكري والثقافي وضمنه التراث الصحفي وذلك نظرا لاهميته التاريخية والثقافية… وقد اغنى الحاضرون من رواد المقهى حديث الجلسة واثروه بتساؤلاتهم ومداخلاتهم القيمة وطالبوا السلطات المحلية والمؤسسات التراثية والثقافية بضرورة العمل بشكل عاجل على جمع شتات التراث الصحفي الحضرمي في الداخل والخارج وذلك لاهميته الثقافية والحضارية باعتباره جزءا مهما وعظيما من التراث الثقافي لحضرمو