21/11/2012م أعلنت اليونسكو منذ سنوات أن السابع عشر من شهر نوفمبر من كل عام هو اليوم العالمي للفلسفة وتحتفل الأوساط الثقافية كل عام بهذه المناسبة بمؤتمرات حول موضوعات تهم البشرية تحت مسمى ((جدوى الفلسفة )) وإذا ما تساءلنا لماذا اليوم العالمي للفلسفة ؟..سنجد جوابا لسبب بسيط وعظيم في انه احتفال بالعقل الطليق بالعقل الذي يفهم ويحلل ويصوغ أراء كلية حول الإنسان والوجود والمعرفة والعلم والحرية دون تعصب وتقديس لأي فكرة الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة احتفال بأهمية الإنسان غاية ما بعدها غاية ولا يفوقها أي هدف آخر بهذه الكلمات بداء الدكتور صلاح متشل أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة حضرموت احتفالية شهدنها القاعة السابعة لقسم الإعلام والصحافة اليوم وتطرق متشل إلى نشأة الجامعات في الوطن العربي وإنها جاءت من الجامع الذي لعب دورا في الحضارة العربية الإسلامية من خلال احتضانه للعلماء والسياسيين والمثقفين حيث من انطلقت قوافل التنوير لكننا اليوم بصدد قصور كبير ودم قرة جامعاتنا على صياغة الإنسان الجديد بل باتت مخرجاتها لشغل الوظيفة العامة أو الخاصة ولم تعد تنتج علما وثقافة تصوغ المستقبل وتفتح آفاقا فكرية للحوار والنقاش الجاد موضحا إن جامعاتنا لم تواكب التطور بل فقدت شهوة العالم وحب الحياة كما يقول الفيلسوف ( كانط ) وأضاف التنوير انتقال من الوصاية والقصور إلى حالة الرشد وقال الدكتور صلاح متشل لا شك إننا و في هذه المناسبة نشكل لحظة رفيعة للتفكير والتساؤل حول مدى تشعبنا وتمثيلنا كمجتمعات لقيم الفلسفة : من تسامح واحترام للأخر وتدبير عقلاني للاختلاف بعقل منفتح ومتحرر من اليقينيات المدمرة والدوغمائيات التي تشل أية إمكانية للعيش وفق العقل وفي إطار الحرية ولان الاحتفال بيوم الفلسفة هو احتفال بالإنسان غاية فانه – أي هذا الاحتفال – تمرد ورفض وإدانة لكل إشكال قهر الإنسان وللعنصرية بكل صورها من العنصرية المستقرة في بعض إيديولوجيات الغرب وسياسته إلى العنصرية المكشوفة كالعنصرية الصهيونية رفض لكل صور زحزحة الإنسان عن مركزة في هذا العالم رفض لتحويله إلى آلة في مصنع إنتاج السلع والفقر معا الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة احتفال بالأنوار ضد الظلام .. بالحرية ضد التعسف والاحتلال .. بالسعادة لجميع البشر ضد احتكارها والاحتفال باليوم العالمي للفلسفة احتفال بالمعرفة تشق طريقها الدائم ألا نهائي نحو امتلاك العالم بالعلم والعقل والأدب والفنون وكل أشكال الإبداع والاحتفال باليوم العالمي للفلسفة احتفال بأمنا الطبيعة ودق ناقوس خطر اغتيالها . من ذا الذي باستطاعته أن يدافع عن الإنسان دون أن يدافع عن حضنه وبيته الدائمين (الأرض ) وليس غريبا إذا كان هذا شان الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة ان يكون هناك أفراد وجماعات ودول تكره الفلسفة وتخاف منها دعك عن إجاباتهم الزائفة حين يسألون : لماذا تكرهون الفلسفة دعك عن قولهم إنها لاتسمن لا تغني من جوع لأنها لو كانت كذلك لما عادوها ولما خافوا منها صحيح ان الفلسفة والفلاسفة والمشتغلين بالفلسفة وأنصارها وأحباءها لا يحملون بنادق أو أي آلات القتل لكنهم يمتلكون شيئا عظيما ألا وهو العقل الحر والمستقل والمغامر والقادر على ان يكتشف كل العوالم دون تردد فكل من يعادي حرية العقل يكره الفلسفة وكل من يمارس قمع الإنسان يكره الفلسفة كل من يضطهد المرأة يكره الفلسفة كل من يتجبر على العباد والبلاد يكره الفلسفة كل من تقوقع داخل الفكرة المطلقة يكره الفلسفة كل من يفسد يكره الفلسفة بل واخطر من هذا كله كل من ليس له قلب يكره الفلسفة لان الفلسفة حب اجل أيها الكارهون للفلسفة سنحتفل كل عام بيوم الفلسفة أتدرون لماذا ؟.. لان الفلسفة عقل طليق ذو قلب حميم حضر الاحتفالية الدكتور عبدالله با شماخ رئيس قسم الفلسفة والدكتور عادل ألكسادي والدكتور محمد سالم بن جمعان رئيس قسم الإعلام والصحافة والأستاذ احمد زين باحميد وطلاب قسمي الإعلام والصحافة والفلسفة وأثريت المحاضرة بتساؤلات الطلاب والحضور وأجاب الدكتور صلاح عليها