تضاربت تصريحات قيادات وزارة الصحة العامة والسكان بشأن وباء غامض يجتاح إحدى مناطق الجوف ويفتك بعدد كبير من الأطفال منذ عدة أيام، ما زالت الوزارة بانتظار نتائج مخبرية للكشف عن ماهيته. فقد أكد محمد يحيى النعيمي- وزير الصحة- اليوم في تصريح ل"نبأ نيوز" سقوط وفيات بين أطفال الجوف جراء مرض وصفه ب"الغريب"‘ إلاّ أنه قال:" أن خمسة أطفال فقط هم الذين توفوا لحد الآن بعد إسهالات حادة، وهناك إشتباه بحالات أخرى"، مشيراً الى أن "الوزارة أرسلت منذ يوم الأربعاء فريقاً طبياً متخصصاً للكشف عن هوية ذلك المرض، والوزارة تنتظر ظهور النتائج اليوم الأحد والوقوف على الحقيقة". وفي الوقت الذي رفض الوزير الكشف عن مزيد من المعلومات، أكد الدكتور ماجد الجنيد- وكيل وزارة الصحة- ل"نبأ نيوز": أن الفريق الطبي تم إرساله السبت الى مديرية خب والشعث بمحافظة الجوف بعد تلقي بلاغ يوم الأربعاء بوفاة (10) أطفال ، وإصابة (38)آخرين - أي ضعف العدد الذي ذكره الوزير- بإسهال وقيء حادين تقترب الأعراض من أعراض وباء (الكوليرا)، منوهاً الى إرسال فريق طبي إلى المنطقة مزوداً بعلاجات من حالات الإسهال للعمل على إيقافها والحيلولة دون وفاة المزيد من المصابين، منوهاً الى أن الوزارة بانتظار النتائج المخبرية اليوم الأحد، والتي يتم إجراؤها في مختبر الصحة المركزي بصنعاء. من جهتها نقلت "الصحوة نت" عن حسين أبو هدرة - مدير الترصد الوبائي في المناطق الحدودية الشرقية- أن (14) طفلا تأكدت وفاتهم جراء الوباء حتى مساء الجمعة فيما يصل عدد الإصابات في المرحلة الخطرة إلى (63) حالة، وإن التحليلات الأولية للمرض تؤكد أنه وباء "الكوليرا" القاتل ، إلا أن الفحوصات لم تستكمل، رغم أن الوباء ينتشر منذ أكثر من (13) يوما ويتمركز في منطقة "اليتمة" بمديرية خب والشعث. وكشفت مصادر برلمانية في اتصال مع "نبأ نيوز" اليوم أن مجلس النواب سبق أن حذر وزارة الصحة في تقرير(سبق لنبأ نيوز نشره) من وجود تلوث كبير في المياه الجوفية يقف وراء (75%) من الأمراض والأوبئة التي تفشت في اليمن في الآونة الأخيرة ، مشيراً إلى التلوث ناجم عن تداخل مياه المجري مع مياه الآبار والعيون جراء انفتاح قنوات شقية داخلية في الأرض على بعضها البعض لأسباب جيولوجية غير معروفة طبقاً لتقارير خبراء إعتمد عليهم البرلمان. وأضافت المصادر: أن تقرير البرلمان أكد أيضاً عدم سلامة المياه المعبئة التي تباع في الأسواق على أنها مياه صحية نتيجة التلاعب بنسب مادتي "الكلور"، و"المغنيسيوم" وغيرهما التي تضاف لمعالجة هذه المياه من التلوث الميكروبي، في وقت تغيب فيه الرقابة الحكومية تماماً عن محطات المياه، ويتفشى الفساد بين أجهزتها على نحو كبير، مؤكداً أن التقرير البرلماني حذر من تفشي الكوليرا والتهاب الكبد الفيروسي والأوبئة الأخرى إذا لم تتخذ الوزارة التدابير اللازمة بالسرعة القصوى.