وأوضح الدكتور ياسين عبد الوارث مستشار وزارة الصحة لشئون الوبائيات - رئيس الفريق الطبي بالمنطقة - أن جهود الفرق الطبية حققت نتائج مثمرة في الحد من انتشار مرض الاسهالات بين الأطفال دون سن الخامسة , مبيناً أن معظم الأطفال المصابين والبالغ عددهم 51 حالة مصابة بالاسهال والطرش ، بينهم ثلاث حالات مصابة باسهال مصحوب بالدم ، استجابت سريعاً للادوية التي قدمتها الفرق الطبية ، وبدأت عدد من تلك الحالات بالتحسن وأخرى بدأت تتماثل للشفاء . وأكد الدكتور عبدالوارث انه لم تحدث أي حالة وفاة بين الأطفال المصابين بالاسهالات منذ تواجد الفرق الطبية في المنطقة يوم الأربعاء الماضي وحتى منتصف الليلة الماضية , منوها إلى أن جميع حالات الوفاة التي حدثت في المنطقة من بين الأطفال المصابين بالإسهالات والبالغة عشر حالات كانت قبل وصول الفرق الطبية إلى المنطقة . إلى ذلك ، كشفت النتائج الأولية للفحوصات المخبرية التي أجريت في المختبر المركزي بصنعاء لعينتين من الحالات المصابة بالاسهالات ، بان العينتين كانتا سالبة ولم تظهر التحليلات المخبرية فيهما أي نمو لميكروب أو جراثيم . وقال الدكتور عبدالحكيم علي الكحلاني مدير عام مكافحة الامراض والترصد الوبائي بوزارة الصحة العامة والسكان في تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن هذه النتائج توصل إليها المختصون بالمختبر المركزي منتصف الليلة بعد فحص موسع (مزرعة) دام عدة أيام . وأفاد أن الفرق الطبية المتواجدة حاليا في منطقة اليتمة تقوم بجمع عينات مخبرية أخرى من بين الحالات المصابة بالإسهالات تمهيدا لإرسالها للمختبر المركزي بصنعاء لتحليلها. وأكد الدكتور الكحلاني أن الوزارة تولي مكافحة الإسهالات وعلاج الأطفال في هذه المنطقة جل اهتمامها منذ تلقيها بلاغاً من مكتب الشئون الصحية بمحافظة الجوف يفيد بانتشار حالات اسهال بين الأطفال دون سن الخامسة في مديرية خب وشعف بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي ، موضحاً بانه على ضوء ذلك البلاغ باشرت الوزارة في تكليف فريق للترصد والمكافحة مكون من عدد من الأطباء وفنيي المختبرات وإيفاده مزودا بالادوية اللازمة للمنطقة ، حيث قام بمباشرة أعمال الترصد للوباء المسبب لهذه الحالات ومعالجة الحالات المصابة من خلال إعطاء المحاليل الوريدية بما فيها محلول الإرواء وكذا المضادات الحيوية اللازمة ، إضافة إلى أخذ عينات مخبرية من عينتين من الأطفال المصابين وعينات من مصادر المياه في المنطقة ، وتم إرسالها إلى المختبر المركزي بصنعاء حيث تم تحليلها والتوصل إلى نتائجها الأولية منتصف الليلة , مشيرا إلى أنه تم تعزيز الفريق الول بفريق إضافي آخر يضم أطباء في الترصد الوبائي ومختصين بصحة الطفل برئاسة مستشار الوزراة لشئون الوبائيات. وأوضح الكحلاني بان حالات الأسهالات للأطفال مادون سن الخامسة تعد من أهم الأمراض التي يصاب بها الأطفال في اليمن ومن أكثر الأمراض التي تؤدي إلى وفيات الأطفال خصوصا في المناطق الريفية اليمنية نظرا لضعف الوعي الصحي وجهل بعض الأباء والأمهات بطرق معالجة الإسهالات ما يجعلهم يتأخرون في علاج أبنائهم المصابين ضد الإسهالات حتى يصلون إلى مرحلة الخطر وهؤلاء هم غالبا من يتوفون نظرا لوصول أجسامهم إلى مرحلة الجفاف وعدم حصول أجسامهم على تعويض عن السوائل والغذاء التي فقدتها . وأرجع مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي بوزارة الصحة العامة والسكان أسباب انتشار حالات الإسهالات بين الأطفال ليس في الجوف فحسب وإنما في عدد من المناطق اليمنية في بعض المحافظات إلى عدم توفر الشروط الصحية في البيئة المحيطة بالطفل ، وانعدام النظافة الشخصية ،فضلا عن الإعتماد على الرضاعة الصناعية وعدم تنظيف الرضاعات التي غالبا ما يسقطها الطفل عدة مرات على الأرض فتتعرض للتلوث ما يجعلها من الأسباب الرئيسة لمثل هذه الأمراض , إلى جانب عدم حرص المواطنيين في بعض المناطق على الحصول على مياه الشرب من مصادر للمياه تكون نقيه ونظيفة . ولفت إلى أن الفرق الطبية المتواجدة حاليا في اليتمة بمديرية خب والشعف رصدت وجود عدد من مخلفات الذبائح والجلود منتشرة في عدد من المناطق منذ عيد الأضحى الماضي , وهذا على سبيل المثال من ضمن عوامل تلوث البيئة , مؤكداً على ضرورة مضاعفة جهود التوعية الصحية في المدارس والمساجد وعبر وسائل الإعلام لرفع مستوى الوعي الصحي لدى المواطنين ، بما في ذلك طرق معالجة الاسهالات . هذا وكان الأخ منصور سالم عبدان وكيل محافظة الجوف تفقد أمس ومعه الدكتور علي حزام مدير عام مكتب الشئون الصحية بالمحافظة سير عمل فريق الترصد الوبائي في مديرية خب والشعف . واطلع الوكيل على الأعمال الجارية للفريق في ترصد حالات الاسهالات التي انتشرت مؤخراً بين الأطفال دون سن الخامسة من العمر في منطقة اليتمة , مشيدا بالجهود التي تبذلها الفرق الطبية حاليا وحثها على مضاعفة تلك الجهود لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للأطفال والحد من انتشار حالات الإسهالات في المنطقة.
