بمناسبة صدور المؤلفات الابداعية للأديب والعالم الجغرافي العراقي الكبير الدكتور شاكر خصباك، أقام مركز الدراسات والبحوث اليمني وبالتعاون مع الملتقى الثقافي العربي أمس الثلاثاء ندوة احتفائية حضرها وفد وزارة التعليم العالي العراقي والسفارة والملحقية العراقيةبصنعاء وجمع غفير من الادباء والكتاب والمثقفين والباحثين الاكاديميين اليمنيين والعراقيين والسوريين. وشارك في الفعالية الاحتفائية مجموعةٌ من الأدباء والنُّقَّاد والباحثين بشهاداتٍ وأوراق عملٍ تناولت جوانب مُختلفةً من التجربة الإبداعية والأدبية للمحتفى به، والتي تنعكس في إنتاجٍ ثريٍّ يصل المطبوع منه إلى أربعين إصداراً حتَّى الآن بين أعمالٍ روائيةٍ وقصصيةٍ ومسرحيةٍ وبين بُحوثٍ ودراساتٍ نقديةٍ وفكريةٍ وجُغرافيةٍ أثرى بها المكتبة العربية على امتداد أكثر من خمسين عاماً في الحياة الثقافية والبحثية والفكرية. وشارك في قراءة أوراق عمل الندوة كلاً من: الدكتور عبد الله البار رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وعبد الباري طاهر نقيب الصحفيين اليمنيين السابق ومحمد الغربي عمران رئيس نادي القصة والدكتور علي حداد أستاذ الأدب الحديث والنقد بجامعة صنعاء والدكتور إبراهيم الجرادي أستاذ الأدب المقارن والحديث بجامعة صنعاء . وخلال الحفل أكَّد الشاعر والأديب الكبير الدُّكتور عبد العزيز المقالح، المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية، رئيس مركز الدراسات والبُحوث اليمني، أنَّ الكاتب المسرحي والروائي الأديب الدُّكتور «شاكر خصباك»، بتجربته الإبداعية الأدبية وإنتاجه الثقافي المُتميِّز، يُعدُّ واحداً من الرُّوَّاد المُتميِّزين والمثابرين القلائل على مُستوى الوطن العربي، مُشيراً إلى أنَّ الاحتفاء به وبإنتاجه احتفاءٌ بالأدب والثقافة العربيين، تقديراً لما أسهم ويُسهم به في رفد الثقافة العربية من إنتاجٍ كبيرٍ ومُتنوِّعٍ في أشكالٍ وفُنونٍ مُختلفةٍ من أشكال الكتابة والبحث العلمي والأدبي والفكري. واستعرض الدُّكتور «المقالح» ملامح تجربة المحتفى به، مُتوقِّفاً عند بعض المحطَّات والإشارات التي تتميَّز بها تجربته، واصفاً - على سبيل المثال - الفنّ الروائي لدى الدُّكتور «خصباك»، بأنَّه ليس لُغةً جميلةً ولا حكايةً مُسلِّيةً أو ارتحالاً في عوالم غامضةٍ مُبهمة، كما هُو شائعٌ في كثيرٍ من التجارب المعاصرة، وإنَّما هُو تدوينٌ فنِّيٌّ رفيعٌ لوقائع إنسانية، وأنَّ شُخوص رواياته جميعاً تكون هي ذاتها من لحمٍ ودم، وإطارها مكانٌ له ماضيه ويتَّسع لاحتضان آفاق الحاضر، بل وتطمح هذه الشُّخوص إلى أن يكون لها وجودٌ في المستقبل. من جانبه أبى الشاعر العربي الكبير «سُليمان العيسى» أن يغيب أو ينأى عن فعاليةٍ احتفائيةٍ بهذا العَلَم الإبداعي المُتميِّز، على الرغم من إقامته الحالية في دمشق، فحضر الاحتفائية عبر رسالةٍ خطِّيَّةٍ قرأها الدُّكتور «المقالح»، وكان ممَّا جاء فيها : «سيلٌ من الذكريات ينهمر على ريشتي وأنا أخطُّ هذه الكلمة العجلى في تكريم جاري وصديقي العزيز الدُّكتور (شاكر خصباك)، هذا الذي تحار ماذا تُسمِّيه؟ عالِم الجُغرافيا الكبير - والجُغرافيا أُمُّ العُلوم، كما يصفها البعض - أم كاتب القصَّة والرواية المُتميِّز، الذي يأسركَ ببساطته وغنى أفكاره؟ أم المُتحدِّث البارع الذي يُفاجئكَ بآرائه الحُرَّة وأفكاره التي يُعارض فيها الكثير من السائد والمألوف؟». وسرد الشاعر الكبير «سُليمان العيسى»، خلال رسالته، مجموعةً من الذكريات التي تجمعه بالكاتب المحتفى به. الاحتفائية - كما أشرنا سلفاً - شارك فيها وأثراها مجموعةٌ من الأدباء والكُتَّاب والباحثين والأكاديميين بأوراق عملٍ وشهاداتٍ ودراساتٍ حول المحتفى به وتجربته الإبداعية وعطائه الثقافي والأكاديمي والبحثي، وكان ممَّن ساهموا في هذه الاحتفائية : الأستاذ الدُّكتور «أحمد مُحمَّد شُجاع الدِّين»، رئيس جامعة إبّ، رئيس المجلس التنفيذي للجمعية الجُغرافية اليمنية، الدُّكتور «عبداللَّه حُسين البار»، رئيس اتِّحاد الأدباء والكُتَّاب اليمنيين، الأستاذ الدُّكتور «مُحمَّد يُسر»، عميد كُلِّيَّة الآداب، الدُّكتور «حاتم الصكر»، الدُّكتور «علي حدَّاد»، «عبدالباري طاهر»، «مُحمَّد الغربي عمران»، الدُّكتور «إبراهيم الجرادي» وغيرهم من الأدباء والباحثين والأكاديميين. الدكتور شاكر خصباك.. ولد في مدينة "الحلة" من محافظة بابل عام 1930م ودرس في مدارسها ونال الثانوية العامة عام 1948م ثم التحق بجامعة فؤاد الاول بالقاهرة ونال شهادة البكالوريوس بالجغرافيا عام 1951م ، ودرس في جامعات بغداد والرياض وصنعاء، ونال درجة الاستاذية عام 1974م، وبدأ الكتابة الابداعية منذ عام 1945م. وله سجل علمي حافل وتخرج على يديه العديد من الطلاب العرب في درجتي الماجستير والدكتوراه في الجغرافيا. واشتهر بدراساته العلمية عن التراث العربي الاسلامي وكذلك بدراساته العلمية عن العراق والوطن العربي، ودراساته وترجماته عن تطور فكر فلسفة الجغرافيا. ونالت دراسته عن الاكراد شهرة واسعة وهو اول مفكر عهربي عراقي نادى بضرورة حل المشكلة الكردبة حلا ديمقراطيا سلميا بعيداً عن القهر وبضرورة منح الاكراد حقهم بالحكم الذاتي عام 1959م في كتابه المعروف (الكرد والمسألة الكردية). كما اختارته المؤسسة الامريكية لسير الحياة واحدا من صفوة مثقفي العالم لعام 2004م لتميزه في ثلاثة حقول هي الادب والجغرافيا والتعليم، وكتب عنه العديد من الادباء والكتاب والصحفيين والمستشرقين والمفكرين في الصحف المجلات العربية والعالمية، مشيدين بكتاباته وترجماته ومؤلفاته التاريخية التي استفادت منها العديد من الاجيال طيلة اربعة عقود زمنية مضت...