أعلنت "أوبك" اليوم الأربعاء 17-12-2007 في ختام اجتماع قمة في مدينة وهران الجزائرية، عن خفضٍ قياسي في إنتاج النفط بلغ 4.2بمليون برميل يوميًا تحسب من مستوى إنتاج سبتمبر أيلول 2008 وهي نسبة أكبر من المتوقع في محاولةٍ لوقف انهيار الأسعار عبر أكبر خفضٍ على الإطلاق تقرره المنظمة في تاريخها. وأعلنت دولٌ منتجةٌ خارج المنظمة استعداداها للتعاون مع أوبك، ضمنها روسيا التي أعلنت نيتها خفض كميات الإمدادات في العام المقبل بمقدار 320 ألف برميل يوميًا، كذلك قالت أذربيجان إنها مستعدة لعرض خفض في إنتاجها النفطي بما يصل إلى 300 ألف برميل يوميًا لمساعدة أوبك على تعزيز الأسعار. في الوقت نفسه قلل خبيرٌ نفطي من تأثير قرار أوبك على الأسعار، مشيرًا إلى أن المنظمة تحتاج إلى خفضٍ يومي بمقدار 2.5 مليون برميل للوصول إلى السعر المطلوب وهو 75 دولارًا للبرميل. الأسواق لم تتجاوب ولم تتجاوب الأسواق في البداية مع توقعات الخفض رغم وجود عوامل أخرى مشجعة كتخفيض الفائدة الأمريكية، وقد انخفض الخام الأمريكي الخفيف في عقود اليوم الأربعاء 30 سنتًا إلى 43.30 دولارًا للبرميل بعد أن هبط أمس الثلاثاء إلى 42.56 دولارًا مقتربًا من أدنى مستوى في أربع سنوات عند 40.50 دولارًا للبرميل الذي بلغه في الخامس من ديسمبر /كانون الأول. وزاد سعر مزيج برنت 24 سنتًا إلى 46.89 دولارًا للبرميل، وقد هبطت أسعار النفط أكثر من 100 دولار عن مستواها القياسي فوق 147 دولارًا للبرميل الذي بلغته في يوليو / تموز الماضي؛ وذلك بسبب الأزمة المالية التي أدت إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتقلص الطلب على النفط.
الخفض الكبير وأعلنت أوبك رسميًا في بيانٍ اطلعت عليه "الأسواق.نت" عن خفض إنتاج النفط بمعدل مليوني برميل يوميًا، ويعتبر هذا الخفض قياسيًا في تاريخ المنظمة. ووصف وزير النفط السعودي هذا القرار بقوله: "تعلمون أن العرض لا يزال يفوق الطلب بقليل، كما أن الاحتياطات تزيد على النسبة الطبيعية، لإرساء التوازن تم خفض الإنتاج نحو مليوني برميل يوميًا". وكانت السعودية منذ شهر أغسطس الماضي وحتى نوفمبر خفضت الإنتاج بمعدل 1.2 مليون برميل يوميًا، بحيث تراجع من 9.7 ملايين برميل إلى 8.5 ملايين برميل "بالنسبة إلى السعودية"، والسعودية هي أول مصدر عالمي للنفط الخام وأول منتج عالمي إلى جانب روسيا. ..لكنه لايكفي إلى ذلك قال الخبير النفطي حجاج بو خضور لتلفزيون العربية: "إن خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا لا يكفي للصعود بالأسعار إلى مستوى 75 دولارًا التي يستهدفه المنتجون، إذ كان حريًا بهم أن يسعوا إلى خفضٍ بمقدار 2.5 مليون برميل يوميًا لإحداث الفرق". وكان بو خضور طالب قبل اجتماع أوبك في حديثٍ ل"الأسواق.نت" المنظمة بجعل اجتماع وهران مفتوحًا واتخاذ قرارات خفض إنتاج أخرى ريثما تصل بسعر النفط إلى المستوى المطلوب، وطالب حينها بتعاونٍ إيجابيٍ من الدول المنتجة من خارج المنظمة وهو ما لاقى صداه على ما يبدو لدى دول مثل أذربيجانوروسيا.
تعاون من خارج المنظمة ولاقى قرار أوبك خفض الإنتاج تعاونًا من بعض الدول المنتجة خارج المنظمة حيث قال نائب رئيس الوزراء الروسي ايجور سيشين للمندوبين المشاركين في اجتماع منظمة أوبك إن شركات النفط الروسية قد تخفض صادرات النفط ردًا على انخفاض الأسعار لكنه لم يتعهد بخفض الإنتاج. وأضاف أنه في ظل الأسعار الحالية في سوق النفط العالمية سترغم شركات النفط الروسية على خفض كميات الإمدادات في العام المقبل بمقدار 16 مليون طن 320 ألف برميل يوميًا. وختم حديثه: "إن الشركات ربما تخفض أيضًا الاستثمارات، وهو ما قد يؤدي في المستقبل القريب إلى انخفاض أشد في الإنتاج. على صعيدٍ متصلٍ قال وزير الطاقة الأذربيجاني ناطق علييف للصحفيين إن أذربيجان مستعدة لعرض خفضٍ في إنتاجها النفطي يصل إلى 300 ألف برميل يوميًا لمساعدة أوبك على تعزيز أسعار النفط. وقال علييف: "لدينا طاقة إنتاجية تبلغ مليون برميل يوميًا ولكننا خفضنا الإنتاج إلى 840 ألف برميل يوميًا في الوقت الحالي، ونحن مستعدون لخفضٍ أكبر ليصل الإنتاج إلى 540 ألف برميل يوميًا، والمحافظة على هذا الإنتاج لعدة أشهر".
ردود الفعل العالمية وفي أولى ردود الفعل الدولية قال المحلل في مؤسسة كاميرون هانوفر بيتر بوتيل إن "مثل هذا الخفض الكبير يعتبر نبأً سيئًا للمستهلكين في العالم إلا إذا أدى أي ارتفاعٍ للأسعار إلى عمليات تنقيب وحفر جديدة". وأضاف: "إن المشكلة الكبيرة في خفض الإنتاج بمعدل مليوني برميل في اليوم أو أكثر هو أنه سيعني أن على أوبك خفض أربعة ملايين برميل يوميًا هذا العام، وهي كمية غير مسبوقة في التاريخ". والإنتاج الرسمي المستهدف للأوبك هو 27.3 ملايين برميل، إلا أن محللين قالوا إن أوبك تنتج أكثر من ذلك بقليل لأن بعض الأعضاء يسعون إلى تعزيز الدخل من النفط. وتتعرض العديد من دول أوبك التي تعتمد على صادرات النفط وأهمها نيجيريا والإكوادور وفنزويلا، لضغوط مالية بعد انخفاض أسعار النفط بنسبة 70% منذ تموز /يوليو حيث وصل سعر البرميل إلى 147 دولارًا. وتجدد القلق حيال الاستهلاك مع صدور التقرير الشهري لأوبك التي توقعت تراجع الطلب العالمي على النفط خلال 2008 و2009.
