للكثير من الكتاب طقوسهم الخاصة ما قبل أو أثناء الكتابة، وبعض الكتاب لا يكتبون إلا بقلم معين ووقت معين, وبعضهم لا يكتبون إلا على ورق خاص ملون أو صقيل، فيما يكتب البعض الآخر في أي مكان في الشارع أو المقهى أو البيت أو الحافلة. وعلى الصعيد العربي وحسب ما يروى عن الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري انه في لحظة كتابة القصيدة كان يقوم بغناء المقامات العراقية القديمة وهو جالس في "الحمام"، بينما كان الشاعر السوري نزار قباني يستلقي على الأرض وأمامه عدد هائل من الأوراق الملونة. وغربياً كان المسرحي الفرنسي جان كوكتو كان لا يكتب إلا بعد أن يضع على منضدته كوباً مقلوباً على عقرب حي, فيما كان الكاتب الروسي دوستويفسكي يقرأ الرواية التي يكتبها بصوت عالٍ حتى يحفظها عن ظهر قلب قبل أن ينتهي من كتابتها. وكان الروائي الايرلندي جيمس جويس والفيلسوف الوجودي الفرنسي ألبير كامو لايكتبان إلاّ واقفين، شرط أن يكون أمام كامو شرفة مفتوحة، ولم يكتب المسرحي الايرلندي صموئيل بيكت إلا وهو جائع تماماً.. ولم يستطع الشاعر الفرنسي آرثر رامبو الكتابة إلا في القطارات المتحركة.. وكان الفيلسوف الوجودي الفرنسي جان بول سارتر يأخذ صديقته الكاتبة سيمون دي بوفوار إلى أنفاق المترو، ويشرح لها كتباً ونظريات وهمية يؤلفها فإذا لمس عندها ابهاراً فإنه يعود لتأليفها، أما الفيلسوف الفرنسي فولتير فلم يكن يستطيع الكتابة إلا إذا كانت أمامه مجموعة من أقلام الرصاص، وبعد أن ينتهي من الكتابة يحطمها ويلفها في الورقة التي كتب عليها ثم يضعها تحت وسادته وينام. وفي العصور الأقدم كان المتنبي يصوغ شعره على إيقاعات خطواته، وكان أبو تمام يكتب في غرفة حارة بعد أن يرش أرضها بالماء، وكان جرير يتقلب في الصحراء.