منذ فترة والانتقادات الحادة تطال شركة طيران "اليمنية" الحكومية التي لاتزال تصر على ضم الفوضى إلى تعاملاتها، فهذه الشركة أثبتت وتثبت كل يوم للناس في الداخل والخارج أنها ضد النظام ومع نظام الفوضى الذي يميز رحلاتها، سواء الرحلات الداخلية أم الخارجية!!.. من يسافر مع "اليمنية" يدرك أنه سيكون مع فوضى لا تنتهي، بدءاً من المعاملات على حجز التذاكر في مكاتبها في مدن البلاد المختلفة وتسرب اليأس إلى قلوبهم من أمر إصلاحها، مروراً بنظام المعاملات في المطار وانتهاء بالوضع داخل الطائرة قبل إقلاعها. ليتخيل أحدنا أنه حجز في إحدى رحلات "اليمنية" وتم تأكيد ذلك له قبل ساعات من موعد انطلاق الرحلة؛ فإذا به يفاجأ أن اسمه ملغى من الحجز، وأنه يجب عليه الانتظار لحين تدبير أمر الحجز له!!. والأمر لا يحدث للمواطنين اليمنيين الذين تعودوا على فوضى "اليمنية" بل يمتد كذلك إلى المواطنين العرب والأجانب الذين لا يعرفون مثل هذه الفوضى في شركات الطيران التي يتعاملون معها، سواء تلك التابعة لبلدانهم أم التابعة لشركات البلدان الأخرى. حين تجرى المعاملات في المطار تشعر وكأنك في سوق قات لا في مطار محترم؛ فالكل يصرخ، الموظفون والركاب، صراخ سببه حالات الإرباك التي يمارسها موظفو "اليمنية" الذين يتعاملون مع الركاب كقطيع حيوانات لا أناس دفعوا أموالاً ثمن تذاكر وليس حصى أو حجارة، فالكثير من الركاب لا يجدون حجوزاتهم على الرغم من تأكيدها على ورق الحجز!!. وتزداد فوضى "اليمنية" على متن الطائرة، ف "اليمنية" هي الشركة الوحيدة في العالم التي تسمح للركاب بالصعود إلى الطائرة وهم بغير حجوزات، طبعاً بسبب المحسوبيات، أي بزيادة عن سعة الطائرة القانونية!!. ومبرر ذلك أنه ربما يحصل على مقعد فارغ؛ وكأن الطائرة تحولت إلى سيارة تاكسي يمكن لراكب أن ينزل في محطة ما، ليترك مقعده لشخص آخر. الأدهى من ذلك أن بعض المشرفين على الرحلات يطلبون من بعض الأسر أن تأخذ أطفالها فوقها للسماح لركاب كبار باستغلال مقاعدهم، مع أن هذه الأسر دفعت أموالاً مقابل مقاعد الأطفال، لأن الشركة المحترمة لا تسمح بطلوع الأطفال إلى الطائرة دون تذاكر. هذه صور تتكرر باستمرار في رحلات "اليمنية" وكانت آخرها الرحلة التي سيّرتها "اليمنية" الخميس الماضي من صنعاء إلى عدن وما شهدته هذه الرحلة من فوضى عارمة جعلت الجميع يخرجون غاضبين من الشركة التي تبدو وكأنها تتعمد خسارة ركابها، وقبل ذلك سمعتها وسمعة البلد أمام الأجانب الذين لا يجدون خيارات أمامهم سوى فوضى "اليمنية" التي تتزايد يوماً عن يوم!!.