السعودية: نزاهة تعلن نتائج تحقيقات انهيار مبنى سكني بحي الفيصلية في جدة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 37 ألفا و266 منذ 7 أكتوبر    المنتخب الوطني للناشئين في مجموعة سهلة بنهائيات كأس آسيا 2025م    القضية التهامية: صعود الوعي نحو استعادة الحقوق واستقلال القرار    "ياسين نعمان" ...المهم تاريخ الحزب!!    دعوة المبعوث الاممي تثير الجدل: اجتماع غير مشروط بين العليمي والمشاط    محافظ تعز يؤكد على ضرورة فتح طرقات مستدامة ومنظمة تشرف عليها الأمم المتحدة    السفير السعودي يعلن تحويل الدفعة الثالثة من منحة المملكة لدعم البنك المركزي    الرئيس العليمي يشيد بمواقف قيادة المملكة من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني    بعد دعوة "الخميني".. قيادي حوثي: الحجاج غدا سيقلبون الطاولة!    منظمات أممية ودولية تدين الاختطافات الحوثية بحق موظفيها وتدعو لإطلاقهم فورا    اختتام دورة تقيم الاداء الوظيفي لمدراء الادارات ورؤساء الاقسام في «كاك بنك»    فتاوى الحج .. ما حكم استخدام العطر ومزيل العرق للمحرم خلال الحج؟    لابورت يتعرض للإصابة مع اسبانيا    مقتل وإصابة 13 شخصا إثر انفجار قنبلة ألقاها مسلح على حافلة ركاب في هيجة العبد بلحج    يعني إيه طائفية في المقاومة؟    أروع وأعظم قصيدة.. "يا راحلين إلى منى بقيادي.. هيجتموا يوم الرحيل فؤادي    ضيوف الرحمن على صعيد منى لقضاء يوم التروية    مستحقات أعضاء لجنة التشاور والمصالحة تصل إلى 200 مليون ريال شهريا    إرم نيوز: "انهيار تاريخي" للريال.. يخطف فرحة العيد من اليمنيين    الحاج "أحمد بن مبارك" إذا طاف حول الكعبة.. ستلعنه الملائكة    الكشف عن سر فتح الطرقات في اليمن بشكل مفاجئ.. ولماذا بادر الحوثيون بذلك؟    أسرة تتفاجأ بسيول عارمة من شبكة الصرف الصحي تغمر منزلها    عودة 62 صيادًا يمنيًا من السجون الأرتيرية بعد مصادرة قواربهم    "عبدالملك الحوثي" يكشف هدف اعلان خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية في هذا التوقيت    عرض سعودي ضخم لتيبو كورتوا    الحوثيون يفرضون جمارك جديدة على طريق مأرب - البيضاء لابتزاز المواطنين    نقابة الصحفيين الجنوبيين تدين إعتقال جريح الحرب المصور الصحفي صالح العبيدي    إصابات خطيرة لثلاثة ضباط إماراتيين في اليمن.. وإجراءات أمنية مشددة في هذه المحافظة    فضيحة دولية: آثار يمنية تباع في مزاد علني بلندن دون رقيب أو حسيب!    وزير الأوقاف يطلع رئاسة الجمهورية على كافة وسائل الرعاية للحجاج اليمنيين    المعارض السعودي في مأزق: كاتب صحفي يحذر علي هاشم من البقاء في اليمن    الحجاج يتوجهون إلى منى استعدادًا ليوم عرفة ووزير الأوقاف يدعو لتظافر الجهود    وزير الصحة يشدد على أهمية تقديم افضل الخدمات الصحية لحجاج بلادنا في المشاعر المقدسة    مودريتش يعيق طموحات مبابي    البعداني: نؤمن بحظودنا في التأهل إلى نهائيات آسيا للشباب    أبطال "مصر" جاهزون للتحدي في صالات "الرياض" الخضراء    أزمة المياه مدينة عتق يتحملها من اوصل مؤسسة المياه إلى الإفلاس وعدم صرف مرتبات الموظفين    رحلة الحج القلبية    اختطاف إعلامي ومصور صحفي من قبل قوات الانتقالي في عدن بعد ضربه وتكسير كاميرته    منتخب الناشئين في المجموعة التاسعة بجانب فيتنام وقرغيزستان وميانمار    ''رماية ليلية'' في اتجاه اليمن    الكوليرا تجتاح محافظة حجة وخمس محافظات أخرى والمليشيا الحوثية تلتزم الصمت    ميسي يُعلن عن وجهته الأخيرة في مشواره الكروي    هل صيام يوم عرفة فرض؟ ومتى يكون مكروهًا؟    غضب شعبي في ذمار بعد منع الحوثيين حفلات التخرج!    غريفيث: نصف سكان غزة يواجهون المجاعة والموت بحلول منتصف يوليو    وفاة مواطن بصاعقة رعدية بمديرية القبيطة بلحج    احتضنها على المسرح وقبّلها.. موقف محرج ل''عمرو دياب'' وفنانة شهيرة.. وليلى علوي تخرج عن صمتها (فيديو)    إصلاح صعدة يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران بوفاة والده    السمسرة والبيع لكل شيء في اليمن: 6 ألف جواز يمني ضائع؟؟    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    بكر غبش... !!!    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    ما حد يبادل ابنه بجنّي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشات: قليل من الحب.. كثير من الانحلال
نشر في نبأ نيوز يوم 09 - 12 - 2005

نظرة، فابتسامة، فموعد، فلقاء، فخطبة ، فزواج تلك كانت حال الأجيال الماضية في التعارف والتواصل ، صار الحال الآن مختلفاً بفعل التطور التكنولوجي وبفضل الإنترنت وغرف الدردشة المسماة بالشات فأصبح :
كلمة ، فحوار ، فإدمان، ف تليفون، فموعد، فلقاء، فعلاقة، فضياع كل هذا بفضل اختراعات واكتشافات غيرت وجه العالم وأعادت صياغة التاريخ ويسرت للإنسان الكثير من الرفاهية ، تلك التي تبعها الكثير من الانفلات والانحلال ، وما بين الرفاهية والانحلال درب طويل، وطريق شائك، والسبب تلك الرغبة الحميمة التي تدفع صاحبها دفعاً إلي اكتشاف المجهول ، صار الانترنت عنصر جذب لكل من له خبرة و من ليست له خبرة بهذا المجال ، الأمر في الحالين سواء ، ولأنها مجال آمن لممارسة كل أنواع الحريات فقد اتخذها البعض سبيلاً للتنفيس عن رغبات مكبوتة في مجتمعات منغلقة تدخلت في علاقات البشر في ما بينهم .
الإنترنت اليوم يدخل البشرية مجدداً في نفق طويل حتي أنها أصبحت وسيلة اتصال وانفصال بين الناس في وقت واحد ، واعتبرها البعض وسيلة مناسبة لترسيخ عزلة الناس ووحشتهم القاتلة. ومن المقدمات تكون النتائج ، هذا الغول الذي فتح باب التكنولوجيا علي مصراعيه وفتح الباب للأحلام المشروعة وغير المشروعة كل شئ صار مباح حتي الجريمة ، واغرق العالم في وهم الحرية الكاذبة ، زيف الحقائق ولونها بلون الحب والرفاهية دخل الإنترنت من الباب فهرب استقرار الاسرة وارتباطها من الشباك ، ليحل محلها العزلة والوحدة وتقوقع الإنسان علي ذاته، وفي ظل تحول العالم إلي قرية صغيرة صار الإنسان مجرد جزر منعزلة لا يربطها ببعضها سوي تجاور في المكان ، لذلك فقد اتهم البعض هذه الشبكة العنكبوتية بأنها بالإضافة إلي الدش قد تؤدي إلي انحرافات عدة بين الشباب من جهة ، وقد تزيد نسبة الطلاق من جهة اخري.
وكانت دراسة أمريكية أجرتها باحثة بجامعة فلوريدا الأمريكية أكدت أن أعدادا متزايدة من المتزوجين يدخلون إلى غرف الدردشة على شبكة الانترنت من أجل الإثارة الجنسية.
وقالت يباتريس مايلهام التي قامت بالدراسة ان شبكة الانترنت ستصبح قريبا أكثر الطرق شيوعا للخيانة. وأجرت مايلهام لقاءات مع 76 رجلا و10 سيدات تتراوح أعمارهم بين الخامسة والعشرين والسادسة والستين.
وحسبما تقول مراكز الاستشارات في الولايات المتحدة أن غرف الدردشة هي أكثر الأسباب وراء انهيار العلاقات الزوجية. وتقول مايلهام أن المشكلة ستزداد سوءا مع ازدياد أعداد الأشخاص الذين يتصلون بالشبكة. وأشارت إلى أن الأمور لم تكن متاحة ومتيسرة للمتزوجين الذين يبحثون عن علاقات سريعة مثلما هو الأمر عليه مع الانترنت.
وكانت الباحثة قد أجرت لقاءات مع رجال وسيدات يستخدمون غرف الدردشة المخصصة للأزواج. واكتشفت الباحثة أن أغلب من التقتهم قالوا انهم يحبون أزواجهم. غير أن السرية التي توفرها الانترنت تتيح مجالا لهؤلاء الذين يسعون لعلاقة مثيرة.
وقال أحد المشاركين في الدراسة: " كل ما علي القيام به هو تشغيل جهاز الكمبيوتر وسيكون أمامي آلاف السيدات للاختيار من بينهن... لن يكون الأمر أسهل من ذلك".
ويدخل أغلب الأشخاص إلى غرف الدردشة بسبب الإحساس بالملل أو نقص الرغبة الجنسية للطرف الأخر أو الرغبة في التنويع والاستمتاع.
وقالت بياتريس إن السبب الأول كان قلة العلاقات الجنسية مع زوجاتهم. وأوضحت: " قال أغلبهم ان زوجاتهم كن مشغولات للغاية في رعاية الأطفال وقلت رغباتهن في الجنس".
وكشفت الدراسة عن أن أغلب العلاقات بدأت بشكل ودي ثم تحولت إلى شيء أخر أكثر جدية.
وأضافت الدراسة ان ثلث الأشخاص الذين اشتركوا في الدراسة التقوا بعد ذلك بمن اتصلوا بهم.
وانتهت كل الحالات ما عدا حالتين بعلاقة حقيقية, وفي إحدى الحالات أقام رجل علاقة مع 13 سيدة إلتقى بهن على شبكة الإنترنت.
ويقول آل كوبر, مؤلف كتاب "الجنس والانترنت" "إننا نسمع من المعالجين في جميع أنحاء البلاد أن الأنشطة الجنسية على شبكة الانترنت هي السبب الرئيسي في المشاكل الزوجية".
وأضاف: "نحتاج أن نتفهم بشكل أفضل العوامل المساعدة إذا كنا نرغب في تحذير الناس من أن الانزلاق وراء المغازلات على الانترنت ينتهي عادة بالطلاق".
** طلبت الطلاق بسبب الإنترنت
لم يحدث هذا في العالم الغربي فقط ففي القاهرة قررت إحدي الزوجات المصريات رفع دعوى خلع ضد زوجها المهندس أمام محكمة شمال القاهرة للأحوال الشخصية لسبب جديد على أروقة المحاكم تعجب له القاضى ، وجميع الحاضرين .. الزوجة الطبيبة رفعت دعوى خلع ضد زوجها لأنها فوجئت بعد الزواج أنها تعيش مع ضرة تشاركها زوجها ، بل وتأخذه منها معظم الوقت ، المفاجأة أن الزوجة قالت عن ضرتها ،أنها ليست امرأة من لحم ودم ، ولكنها جهاز الكمبيوتر اللعين - كما وصفته - الذى يعيش معه زوجها أكثر مما يعيش معها كان يسهر يومياً حتى الصباح على الإنترنت يقيم علاقات ، ومحادثات مع فتيات من كل جنسيات العالم .
الزوجة حاولت مراراً وتكراراً أن تجذبه بعيداً عن ضرتها متعددة الجنسيات ولكنها فى كل مرة كانت تفشل اعترضت كثيراً على ما يحدث ولكنها فوجئت بأن أصدقاءه الذين تشكوه إليهم يقرون ما يفعل بل ويقومون بنفس العمل ، حاولت تحطيم الجهاز ولكنه قام بضربها وإهانتها فقالت له إما هى أو الكمبيوتر فأجابها بكل بساطة وسرعة " طبعاً الكمبيوتر " ولكنها فشلت فلجأت للقضاء بعد أن فاض بها الكيل ، فقضت المحكمة بطلاق الدكتورة من المهندس طلقة بائنة خلعاً بعد ردها مبلغ 10 آلاف جنيه قيمة مقدم الصداق .
وتقول أخري أنا متزوجة منذ عشر سنوات وزوجي إنسان محترم جدا ويعرف الله ومتدين أي فيه كل المواصفات الجيدة ، ولكن عندما دخل الكمبيوتر بيتنا من 3سنوات تغير الحال أصبحت أري نساء كثيرين علي الكمبيوتر ، ويسهر الليالي ويتعرف علي فتيات كثيرين ويكتب لهم كلام حب ،وقد تحدثت معه كثيرا في هذا الأمر ، فكان في كل مرة يؤكد لي أن هذا لن يؤثر علي علاقتنا الزوجية ، ولكني لا أستطيع تحمل هذا الوضع الشاذ ، فماذا أفعل وكيف أعيد زوجي ؟ إلى هنا وينتهي كلام الشاكية .
رجل يدعي نبيل، متوسط العمر من طبقة متوسطة، متأهل ولديه ولدان يانعان، يعمل في مؤسسة هندسية في الخارج. كل ليلة ينتظر نوم زوجته وولديه ليتفرغ كلياً للإنترنت ، وحين تسأله زوجته عما يفعله كل ليلة على الشبكة يتذرع بالأبحاث.
عمر، في الثلاثين من عمره، عازب، يعيش وحيداً . ينتظر بفارغ الصبر حلول العاشرة ليلاً، الوقت الذي ينخفض فيه سعر المكالمة الى النصف، ليبحر على الشبكة بادئاً بالتحقق من صفحات الإنترنت المفضلة اليه، والمحدثة أسبوعيا او يومياً، ليجمع الصور الجديدة على جهاز الكمبيوتر الذي يملكه و يبحث عن صفحات جديدة لم يكن قد اكتشفها بعد، وهي لا تعدّ ولا تحصى.ويظل هكذا حتى حلول الخامسة صباحاً فيستسلم للنوم بعد ان يغالبه النعاس والتعب. تبلغ حصيلة الليلة الواحدة ما يقارب خمسين صورة تضاف الى ما امتلكه أصلا ويفوق سبعة آلاف صورة ينظمها بحسب تسلسلها الأبجدي ونوعها ثم يحفظها على اسطوانات مدمجة. رغم كمية الصور الهائلة التي يمتلكها، لم تخفت رغبة عمر في المزيد منها. فهو يتمتع كل ليلة بتلك التي تتكشف شيئاً فشيئاً وببطء، تماماً كمشاهد الستريبتيز.
كان يرى في تمضية الساعات بين الكومبيوتر والتدخين والقهوة والاثارة الجنسية ضجراً اقل من ذاك الذي يشعر به من جراء اللقاء مع الناس. في عزلته هذه، ينتقل الى عالم بديع من الانفلات والحرية المطلقة بالرغم من الاحساس بالوحدة الذي يترافق معه.
** طلاق من نوع جديد
بسبب كل هذه التأثيرات الضارة التي أحدثها الإنترنت علي النفس البشرية و ما سببه من حالة من الانفلات والتحرر غير المسبوق من الكبت والقيود التي تفرضها الأنظمة الاجتماعية علي الناس في معظم المجتمعات
حذَّر الباحثون والخبراء من أن الإنترنت ربما يمثل خطورة بالغة على الأزواج والزوجات ؛ لأنه يتسبب أيضاً في حدوث طلاق من نوع جديد يعرف باسم "الطلاق العاطفي".
وأوضح الخبراء أن هذا النوع من الطلاق يحدث عندما يجلس الرجال على شبكة الإنترنت للبحث ومشاهدة مواقعها الكثيرة لساعات طويلة تحرمهم من الاجتماع بزوجاتهم، وفتح حديث وحوار بين بعضهم، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى انفصال عاطفي بين الزوجين، مشيرين إلى أن جلوس الزوج طوال اليوم أمام الجهاز؛ ليلاحق المواقع وغرف الدردشة، ويرد على الرسائل الإلكترونية يؤدي إلى إدمانه وعدم رغبته في التحدث مع زوجته، وقد يصل به الأمر إلى السفر إلى الفتيات اللاتي يتحدث معهن عبر الإنترنت لرؤيتهن على الطبيعة، مما يؤدي إلى تذبذب العلاقة بين الزوجين.
ويرى الدكتور روبرت هايمر -أخصائي الطب النفسي، مدير العيادات النفسية المتخصصة في لندن- أن السبب في بروز هذه الظاهرة يعود إلى عوامل اجتماعية وأخرى تربوية ونفسية، مؤكدًا أن قضاء الزوج ساعات طويلة أمام الإنترنت قد يكون السبب في الانفصال، وقد يرتبط بقصة حب مع إحدى الفتيات عبر المراسلات الإلكترونية.
وأرجع الدكتور روبرت هذه الظاهرة إلى أن هؤلاء الأشخاص كانوا يعانون من الحرمان، وعدم توازن علاقتهم مع آبائهم وأمهاتهم في طفولتهم، وعدم قدرة زوجاتهم على تعويضهم؛ فيحاولون إشباع هذه الغريزة المفقودة، والاندفاع للانغماس في علاقة عاطفية قد تؤدي به إلى الضياع النفسي والعاطفي.
ويقترح الباحثون على الزوجات أن يحاولن دائمًا تجديد الحياة وشغل وقت الفراغ لدى أزواجهن بأشياء جديدة كزيارة أماكن جديدة أو السفر أو غيره للمحافظة على حياتهن الأسرية؛ لأن أول ما يدفع الزوج إلى الابتعاد عن زوجته هو الملل وتكرار الروتين اليومي للحياة.
تؤكد دراسة أخري أن الإنترنت كتكنولوجيا اجتماعية تقلل من المشاركة الاجتماعية والراحة النفسية"،وتباعد بين الناس بعضهم بعضاً لانه كلما أمضى الناس ساعات اكثر على الإنترنت قل تواصلهم مع عائلاتهم وتقلصت دائرة معارفهم. كما ان الاستخدام المتزايد للإنترنت قد يؤجج الإحساس بالإحباط النفسي وبالوحدة مع مرور الوقت. ويفترض باحثو هذه الدراسة ان البعض يحاول من خلال نمط علاقات الإنترنت ذات النوعية الفقيرة البحث عن علاقات اقوى سبق ان اختبرها. والعمل على خلق بدائل منها. إدراك أثر الإنترنت وما يخلّفه من وحشة نفسية لدى زوّاره، جدير باهتمامنا.
** الإنترنت لمراقبة الأزواج
ومن جهة أخري و بعد أن كانت الإنترنت وسيلة فاعلة في إنشاء علاقات حميمة بين الجنسين بفضل المراسلات وغرف الحوار، تطور استخدامها مؤخرا لتصبح أداة فاعلة لدى الأزواج لملاحقة وتعقب أفعال الطرف الآخر من خلال التجسس على الأعمال الصادرة عن ذلك الشخص.
ويقول مستشارو الزواج، إنه بعد أن كانت الإنترنت طريقة التعرف الأمثل على الأشخاص أصبحت حاليا أحد الأسباب الرئيسية في انهيار العلاقات الزوجية.
وجاءت فكرة إنشاء موقع للتجسس لدى جون لا سايج بعد ان هجرته زوجته وطفليه الاثنين لترتبط برجل نيوزلندي تعرفت عليه عبر الإنترنت.
ويقوم الموقع، الذي يوفره لاساج، بعرض خدمات مقابل 450 دولار، وأخرى مقابل 100 دولار، حسب نوع طريقة التجسس المطلوبة.
** رأي الدين
وللتعرف علي هذه الظاهرة التي اجتاحت العالم كله مؤخراً والعالم العربي أيضاً كان لابد من التعرف علي رأي الدين في هذا الأمر:
- تقول الداعية الإسلامية الدكتورة "سعاد صالح" أن ما يحدث الآن في غرف الدردشة "الشات" إثم وحرام فطريق الحرام حرام مثله، وقد قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: "فالحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات"، والإنترنت والهاتف المحمول "الموبايل" مثل سكين المطبخ من يستخدمها في تقطيع الطعام فلا حرمة عليه، ومن يقتل بها نفس فهو قاتل يستحق القصاص، وقد يحدث هذا كأن يستخدم البعض الهاتف المحمول في المعاكسات فهو حرام ويجوز منعه، وغرف الدردشة إن كانت بين شاب وفتاة في سن المراهقة يتبادلون فيها مشاعر محرمة وصورا عن طريق الكاميرا ومشهدا غير لائق وكلمات تخدش الحياء فهي حرام، وإن كانت بين أشخاص ناضجين يتعاملون في معاملات نافعة كالتبادل الثقافي والتجاري والعلمي فهي حلال.
-أما الدكتور "عرفة عامر"- أستاذ الشريعة بكلية أصول الدين وعضو مجمع البحوث الإسلامية - فيرى "أننا في عصر تبادل الثقافات والمعلومات خاصة مع انتشار استخدام الإنترنت وهو سلاح ذو حدين يمكن أن نستخدمه فيما ينفع وفيما يضر، وبرامج الدردشة وسيلة للتواصل بين الناس وتصبح نعمة من الله؛ لأنها توفر اتصالا بالعالم الخارجي وتحث الشباب على متابعة الثقافات والمعلومات بصورة دورية، وهذا شيء جميل وجائز مثل ما ورد في الأثر"اطلبوا العلم ولو في الصين".
فالتبادل الثقافي مطلوب ونحن نحتاج إليه حتى نستطيع أن نصبح أمة متقدمة وذات حضارة وثقافة، فهو بدون شك نافع وإنما أضراره تقع على من يستخدمه الاستخدام السيئ فهو المخطئ وهو الآثم وإذ كان يستخدمها في الإثارة فهو ملعون ويقع عليه الوزر؛ لأنه يساعد على نشر الفتنة مثله مثل من يتصفح المواقع الجنسية إذ يساعد على نشر الإباحية بين الشباب والفتيات".
واعتبر الدكتور "عامر" أن التكنولوجيا وثورة الاتصالات مطلوبة حتى ترقى الأمة، ونحن نحتاج إليها؛ لأنها تفيدنا وتطلعنا على أخبار ما حولنا وإنما استخدامها الخاطئ هو الضرر بعينه، ولهذا فالوزر يقع على مرتكب هذه الإباحية.
-ويتفق الدكتور "عبد المعطي البيومي" أستاذ الفقه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر مع الدكتورة "سعاد" إذ يقول: "إن تحريم الدكتورة سعاد لبرامج الدردشة انصب في تحريم الدردشة التي تثير الغرائز، وتسمح تبادل الصور والإباحية، وهو أخطر ما يكون، خاصة وأنه بات من اليسير ومتاح بالبيوت، ويتسبب في وقوع المشاكل العديدة؛ ولهذا يجب أن يكون تلك المحادثات تحت رقابة الآباء وتحت سيطرتهم لمنع الشباب من الانزلاق في تلك الأخطار حتى لا نهدم البشرية؛ لأننا مسلمون وشرقيون ونخشى أن ينتشر بيننا الاستخدام الخاطئ للإنترنت بصفة عامة وبرامج الدردشة بصفة خاصة التي تحث الشاب على تقليد الغرب تقليدا أعمى".
-ويرى الدكتور "الخشوعي محمد" أستاذ الفقه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر "أن الاتصال الإلكتروني بين الشباب والفتيات عبر غرف الدردشة محرم وغير جائز لعدم وجود علاقة شرعية بين الشاب والفتاة فكيف يتم الاتصال بين اثنين دون أي علاقة أو رابط شرعي بينهما، وهذا حرام شرعا، وناهيك بما يمكن أن يحدث بين الشباب والفتيات عبر كاميرات الفيديو والميكرفونات! فمن الطبيعي أن ينحدر الحديث إلى النواحي الجنسية وإثارة الغرائز، خاصة إذا كان الشباب في سن المراهقة وهم أكثر فئة من الشباب التي تستخدم تلك البرامج للتحدث والتواصل".
وأضاف الدكتور "الخشوعي" "أن تلك الاتصالات عبر غرف الدردشة بين الشباب والفتيات محرمة كتحريم الخمر؛ ولهذا أناشد أمة الإسلام والمسلمين الثبات.. الثبات على أصول الدين الحنيف، ولا تتبعوا خطوات الشيطان؛ فإن الشيطان عدو مبين.. فالشيطان يريد بكم الخطيئة حتى يكثر أعوانه فلا تتبعوه واتقوا ربكم ولا تقربوا تلك المحادثات التي تسهل وقوع الفاحشة وارتكاب المعاصي والمحرمات التي نهانا عنها الله عز وجل".
وبرغم كل ما سبق يبقي الانقسام واضحاً حيال هذا الطارق الجديد في حياتنا المسمي بالإنترنت ، فلا تراجع ولن تعود الحياة كما كانت قبل الإنترنت ، إنما فقط هي فترة من البلبلة لترويض هذا الفك المفترس الذي قد يطحن بين أضراسه مئات بل آلاف من القيم التي توارثتها الأمم طيلة مئات من السنين.
إننا لا نصادر علي الأحلام فمن حق كل إنسان أن يحلم ومن حق كل إنسان أن يعيش الحرية شرط ألا تكون زيفاً ونفاقاً وخيالا غارقا في الأكاذيب المضللة ، الا يستحق الأمر وقفة لإعادة تقييم ما جرته التكنولوجيا علي الأسرة العربية حين اسئ استخدامها ، وصار الكل في ركابها عبيد أو مدمنين ، نرجو ألا يتطور الأمر ليصبح في حكم الظاهرة وأن يقتصر علي مجرد حالات فردية حتي لا تكون هذه الحالات هي غبار بداية الحريق .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.