يؤكد الأطباء أن الغذاء الصحي في العيد هو الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا يرتبك الجهاز الهضمي ويصاب الفرد بأمراض التخمة، وعسر الهضم، والخمول، والرغبة في النوم. ولذلك يجب أن يراعى عدم شرب أكثر من زجاجة مياه غازية واحدة في اليوم الكامل، كما يراعى عدم تكرار أكل الكعك والغريبة والبسكويت والمياه الغازية عند زيارة الأهل والأصدقاء والمعارف والاعتذار لهم بلطف بعذر عسر الهضم، فأكل كميات كبيرة من الكعك والغريبة والبسكويت يؤدي إلى امتلاء المعدة وانتفاخ البطن. الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس بالقاهرة، ينصح الناس بأن يترفقوا بمعدتهم في العيد لتحاشي اضطرابات الجهاز الهضمي والتلبك المعوي والانتفاخ والإسهال الحاد والمغص والتسمم الغذائي الناتج عن الإفراط في تناول حلوى العيد بصفة خاصة. ويشير الدكتور بدران إلى إمكانية تناول الحلبة المنبتة لتلافي الآثار الضارة الناتجة عن كعك وحلوى العيد، حيث تحمل خمسة وثلاثين فائدة لجسم الإنسان من بينها خفض مستوى السكر والكولسترول في الجسم وامتصاص الدهون وتنشيط الجهاز الهضمي ومنع الإمساك والوقاية من السرطانات خاصة الثدي والقولون. كما ينصح بدران بتناول ما بين أربع إلى خمس وجبات يومية مع تصغير حجم الوجبات في العيد بدلا من تناول الوجبات الكبيرة، وتجنب الإفراط في تناول الأغذية الدسمة، وتناول الفاكهة بدلا من حلوى العيد، إلى جانب تناول الخضراوات النيئة لاحتوائها على الألياف التي ترفع المناعة. أما مرضى السكر وارتفاع الدهون وارتفاع ضغط الدم ومرضى القلب وذوي الأوزان الزائدة فينصحون بعدم الإفراط في تناول حلوى العيد لغناها بالدهون والسكريات، مما يجعلها مصدرا مركزا للطاقة، مشيرا إلى أن الكعكة الواحدة توفر ما بين 300 إلى 400 سعر حراري.
الطبق الرئيسي في العيد مهما اختلفت طرق إعداده من بلد عربي لآخر، ولهذا ينادي خبراء التغذية دائما بعدم الإكثار منه نظرا لارتفاع سعراته الحرارية ونسبة الكولسترول فيه، حيث يشكل تناوله خطراً على صحة الأفراد بشكل عام وعلى مرضى الكولسترول بشكل خاص، فقطعة لحم الضأن التي وزنها ثمانون جراما تحتوي على 215 سعرا حراريا، وحوالى 20 جراما من البروتين، و20 جراما من الدهون. وللاستفادة من الضأن وفيتاميناته وخاصة المجموعة (باء)، فضلاً عن المعادن المتمثلة في الحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم، يجب تناوله باعتدال خاصة وأنه مفيد على صعيد تنقية مكونات الدم وتقوية سعة الذاكرة لدى الإنسان. فواكه خروف العيد إذا كانت أسرة ربة المنزل تعشق فواكه الخروف ولا تكتفي بلحمه فقط، فلا يجب حرمانهم منها لأن فوائدها كثيرة، فالكبدة مثلا أكثر الأعضاء غنى بالبروتين والحديد العضوي، فضلاً عن احتوائها على كل من فيتامين (ألف ودوال)، لهذا يمكن أن تقدم للأولاد مشوية أو مطهوة بالبصل والخضراوات. وكذلك المخ فيفضله الكثير من الأطفال أيضا، كونه سهل الهضم بالنسبة لهم، فضلاً عن احتوائه كميات كبيرة من الفوسفور المفيد جداً للعظام وبه نسبة جيدة من فيتامين (د). لكن الأحشاء الداخلية للخروف مثل الأمعاء والطحال والرئتين وغيرها، فهي غنية بالبروتين ولكنها صعبة الهضم لذا ينصح خبراء التغذية بتقطيعها قطعًا صغيرة وطهيها جيدًا، أما الكوارع أو أرجل الخروف رغم أنها سهلة الهضم فإنها خالية من الأحماض العضوية البانية للجسم والمجددة لخلاياه، وقيمتها الغذائية ضعيفة إذ تحتوي على بروتين غير كامل يسمى “جيلاتين”، ولهذا السبب تكون مفيدة جدا للمفاصل.