كثر الحديث عن الفساد والمفسدون, فالكل يشكو من الفساد وأهل الفساد ونتائج الفساد, وتعددت المعاني والتعريفات للفساد والمفسدين, فالكل مجمع ومتفق على الفساد هو أخذ ما ليس لك فيه حق سواء كان مال او وظيفة أو أرض أو أي شيء ومن يأخذ هذا الشيء أو يساعد على هذا العمل أو يتغاضى على هذا العمل يدخل ضمن إسم الفاعل للفساد (فاسد). وأشتدت حدة الفساد ونخرها في عظم الوطن والمواطن, غير أن الكل مساهم في هذه العملية قاصدا كان او غير قاصد, مستفيدا كان أو غير مستفيد, راضيا كان او مغصوبا, عالما بهذا أو جاهلا, فالفساد والحياة اليومية أصبحتا جزء لا يتجزأ منها وأصبحنا نتعاطى مع الوضع كتعاطينا لقضية فلسطين أو العراق بلا حس ولا دم ولا شعور. ولأن الفساد وأهل الفساد لهم نهاية في الدنيا مخزية والآخرة أشد وأنكى ولعل أحداث الشوارع العربية والتي تثور هنا وهناك نتيجة لطبيعة لهذا الفساد بجميع أنواعه وأشكاله سواء كان فساد مالي أو إداري أو اجتماعي أو سياسي أو ديني أو حتى فكري, ولأن لكل فساد رجال أنشأوه وأستفادوا منه وتعايشوا معه وعاشوا بين جنباته وأستنشقوا هوائها وأرتشفوا قهوته وتغذوا من بين أضلعه وهم معروفون في كل زمان ومكان والكل يتكلم عليهم بدأ من الصحافة والإعلام والقضاء وأجهزة الرقابة والمحاسبة في الدول والمعارضات وكل الشعوب والكل يتفنن في وصفة بأجمل العبارات وأحسن الكلمات وأبغض الوصف وأقسى التهجم وكلٍ في وصفة يتفنن, ولأني لن أخوض في غمار هذا البحر لأنني خضت فيه مرارا وتكرارا وغيري يجاهد في العمل من أجل هذا فسأغير طريقي في هذا الوصف قليلا وسأنحو بطريق آخر ولكنه متعلق تماما التعلق بهذا الموضوع من خلال الحديث عن "فاسدون شرفاء" أو بتعبير آخر "فاسدون يكافحون الفساد"..! فبلادنا العربية عامة ويمننا الحبيب خاصة يغمره الفساد غمرا من رأسه حتى أخمص قدميه والكل مشارك فيه وبلا إستثناء مع اختلاف القدر والتقدير في هذه العملية الروتينية اليومية, ولكن ما شدني للموضوع أكثر وجعلني أعطي لقلمي العنان في التعبير والتحدث وبجرأة عن هذا الموضوع وجود بعض المتنفذين في الدولة من رؤوس الأموال او بالأصح مليارديون يمنيون كسبوا ثروتهم وكونها من خلال هذا الطريق ثم نهجوا بعد ذلك لمحاربته وإدعاء الشرف وبأنهم ملائكة رحمة وبأن قلوبهم مع اليمن واليمنيين وترى علامة
الوقار تكسو وجهه وحاجبيه مثله مثل الفنانين والمغنيين في عصرنا هذا يستمتعون بكل ألوان الفن والغناء ويحصدون أموالا طائلة ويعصون الله في الأرض ويغضبونه حتى إذا شاب وبلغ من العمر ما بلغ وأصبح غير مرغوبا في في الوسط الفني تجد النساء يتحجبن والرجال يتوبون والمشكلة الأشد نشاهدهم دعاه في القنوات التلفزيونية وكأنهم قضوا جل عمرهم متنقلين من دار علم إلى دار علم ومن بين يدي عالم إلى آخر وكأنهم لم يحييوا حفلات ماجنة وراقصة وتحتوي على كل المشروبات الروحية المحرمة وكل أنواع النساء العاهرات الماجنات. فهذا دأب بعض الذين يشدوا على سواعدهم لمكافحة الفساد بعد أن أسسوا الفساد وتاجروا في الفساد وتغذوا من الفساد ونمت أجسادهم وأفكارهم في الفساد وأصبح كل ريال في ثروتهم من الفساد وإلى الفساد والآن نراهم يتبجحون وبدون أن يكون في وجوههم قطرة ماء, تخلوا من الحياء ولم يستحوا على الإطلاق متناسين أنهم فاسدون مفسدون في الأرض نمت ثروتهم بالفساد. فيا عجبي من هؤلاء الشرفاء الفاسدون , وتجدهم يتبجحون في قنواتهم وصحفهم وينادون بالقضاء على الفساد كالذي يكبر بين يدي والدته وبعد أن يشتد عودة يدعو الآخرين للقضاء عليها, متناسين أن الشعب من أقصاة إلى أقصاة يعلم سيرته الذاتية وتجاراتة الفاسدة وعندما سُئل ذات يوم عن هذا الشيء أعترف بكل وقاحة وقال أنا في ظل نظام فاسد, يعني أعترف بملء فاه أمام الملأ أن أملاكه جائت بالفساد وأصلها الفساد والحرام وما كان أصله الحرام فالنار أولى به ظنا منه أنه بهذا التصريح سيجعل الشعب يثور على النظام الحالي متناسي أن تصريحة هذا إمتداد لسياسته الفاسدة ولو كان او بالأصح لو هو شجاع ويسعى لمحاربة الفساد فعلية أن يضع أمواله وأملاكه وملياراته بين يدي مفتي ديني ويسأله عن الحلال والحرام وليكن مفتي من غير حاشيتة وحزبة لأنهم معروفون بالزور والبهتان وفتاواهم معروفة بأنه وفقا لمصالحهم , وليسأل هذا المفتي عن الحلال والحرام في هذا الشيء وكيفية التعاطي البناء مع هذه الحالة وما يجب علية القيام به لتبرءة ذمتة قبل أن يأتي يوم لا بيع فية ولا حلة ولا شفاعة, فيا ريت أن ينهج مثل هؤلاء منهاج بعيدا عن مكافحتهم للفساد والدعوة لكفاح الفساد ولله در الشاعر القائل في وصف هذا وأمثاله:- يا أيها المعلم غيرة.... هلا لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى .....كيفما يصح ذا و (أنت سقيم ) لا تنه عن خلق وتأتي مثله...( عار عليك ) إذا فعلت عظيم فالعيب كل العيب والعار كل العار أن يصبح المنافق داعية ويصبح الفاسد محاسبا ويصبح السارق قاضيا, فالشرفاء هم فقط الذين يجب عليهم أن يحملوا فوق رؤسهم مسئولية هذا الوطن ومشاكله ومحاربه فسادة وليس هؤلاء المتنفذون على الدولة بل على هؤلاء أن يفسدوا ويتلاشوا من أمام أعين الناس وألا نرى وجوههم بين فينة وأخرى في التلفاز أو الصحافة يتكلمون وكأنهم صانعوا المجد لهذا الوطن وأبناء هذا الوطن فالوطن وشرفاء الوطن في غنى عنكم وعن فسادكم ولتبقوا في بيوتكم تتنعموا بنار فسادكم في الدنيا فنفوسنا جميعا تشمئز من رؤية وجوهكم وأفواهكم تتناثر منها تصاريحكم الغوجاء والهوجاء والغوغاء والتحية كل التحية للشرفاء من أبناء وطني الحبيب ولا عزاء للفاسدين المنافقين)) [email protected]