وأنا أتابع السيرة تمعنت في الكثير من أخبار العرب في مسألة الخيانة وكيف كانت هذه الصفة فيما بينهم ، فتعجبت كثيراً لهذه الصفة الذميمة التي كانت العرب تنبذها قبل الإسلام !! حيث شدني موقف العرب عندما عَزَم أبرهة الأشرم في هدم الكعبة بعد أن دخل أعرابي إلى كعبة القليس بناها أبرهة لتحج العرب إليها ، فلطخها بالعذراء فجهز جيشاً جراراً فيه فيلة كبيرة ليغزو مكةالمكرمة ويهدم الكعبة الحرام ، جراء ذالك العمل ولكن الشاهد هو عندما وصل أبرهة إلى الطائف أستقبله مسعود بن متعب يقول له مرحباً بك أيه الملك المضفر إني معك في ذلك ولكني مرسل معك أبو رغُال ليدلك على الطريق إلى مكة ،ويشار إلى أبو رغُال في كتب التاريخ العربي باحتقار وازدراء لأنه لم يعرف عن العرب في ذلك الحين من يخون قومه مقابل أجر معلوم. ويطلق لقب أبو رغُال على كل من خان قومه لمصلحته الخاصة. فبينما هم سائرين في الطريق مات أبو رغُال فأصبحت العرب ترجم قبره بالمغمس جراء خيانته . والسيرة مليئة بمثل أبو رغُال الذين باعوا الأوطان وللفائدة سأسرد لكم قصة الوزير ابن العلقمي الخائن لله ورسوله عندما خان الدولة العباسية حيث أن ابن العلقمي وزير الخليفة العباسي المستعصم، رتب مع هولاكو بمعاونة نصير الدين الطوسي قتل الخليفة واحتلال بغداد، على أمل أن يسلمه هولاكو أمارة المدينة. حيث نحج في ذلك وأدخل هولاكو إلى بغداد العلم والعلماء فذبحوا المسلمين كالنعاج وذبحوا المستعصم الخليفة العباسي وابنه وهذا سبب خيانة المجوسي الزنديق ابن العلقمي الذي أقنع الخليفة المستعصم بالله في عدم مجيئ جيش التتار إلى بغداد لمقاتلته فاقتنع الخليفة العباسي وأبعد الجيوش التي كانت معه لتحمي بغداد آنذاك حتى يضعف الجيش من المقاومة . الشاهد أن التتار عندما وصول بغداد استدعوا ابن العلقمي لكي يكافؤه فقال له هولاكو خان والله لو أعطيناك ما عندنا ما نفع معك ، وأمر جنوده بقتله . الشاهد هنا أن التاريخ يثبت للعالم أن أحفاد المجوس هم موجودين في كل زمان ومكان وما أكثرهم هذه الأيام فلقد تبين لليمنيين أن جماعة أبو رغُال الحوثي يعملون ليلاً نهاراً ليخونوا الوطن وما “جيهان 1” عنكم ببعيد وما أكثر أولاد ابن العلقمي في هذا الزمان يريدون أن يتواطئوا مع تتار الخميني لكي يشفوا غليلهم من اليمنيين. ورسالتي هل أدرك اليمنيون أن في اليمن خونة قد باعوا ضمائرهم لتتار إيران وساروا على نهج أبو رغُال في إرشاد العدو لهدم اليمن الكبير ؟ وياليت أبناءنا في الجنوب يدركون الخطر الذي يريدونه أحفاد أبو رغُال في هدم الجنوب وتسليمها لتتار إيران مقابل فك ارتباطهم ؟ ورسالتي لكل من سار على نهج ابن العلقمي في بيع وطنه أنه هو الخاسر الأول كما خسر ابن العلقمي روحه في مكافأة هي الأولى من نوعها .
