لقد اكتشفت ديدان البلهارسيا في مصر بواسطة العالم الالماني تيودور بلهارس عام 1851 ولقد اكتشف في مصر كذلك الدكتور لبير(1915 - 1918 ) دورة حياة البلهارسيا بنوعيها الموجودين في مصر، والعائل الوسيط لهذا المرض قواقع مائية هي البولينس التي تنقل البلهارسيا البولية (هيماتوبيوم) والبيومفلاريا التي تنقل البلهارسيا المعوية (مانسوني). و تبدأ دورة حياة البلهارسيا بخروج البويضات مع بول وبراز الإنسان المصاب فإذا وصلت إلى مياه النهر أو الترع أو المصارف أو القنوات أو المساقي ( مياه عذبة) تفقس البويضات ويخرج منها احد أطوار الطفيل ويسمى بالمهدب ( ميراسيديم). و يسبح المهدب في الماء باحثا عن عائله الوسيط وهو احد أنواع القواقع (بولينس) بالنسبة للبلهارسيا البولية، و(بيومفلاريا) بالنسبة للبلهارسيا المعوية ويموت هذا المهدب إذا فشل في إيجاد القوقع المناسب له خلال مدة حوالي 30 ساعة. أما إذا وجد المهدب القوقع المناسب فيخترق جسمه ويمر بأطوار مختلفة ينشأ عنها آلاف من المذنبات (السركاريا) التي تخرج من القوقع باحثة عن عائلها الأصلي وهو الإنسان فإن لم تجده في مدة من 24 - 48 ساعة فإنها تموت.. أما إذا وجد المذنب الإنسان فإنه ينجذب إليه ويخترق جسده إلى الدورة البابية الكبدية حيث تنضج هذه الكائنات وتتميز إلى ديدان البلهارسيا (ذكور وإناث). ويحمل الذكرالانثى في قناة الاحتضان ويسبح عكس اتجاه تيار الدم ليصل إلى وجهته النهائية وهي الاوعية الدموية الدقيقة في جدار المثانة في حالة البلهارسيا البولية (هيماتوبيوم) وجدار القولون في حالة البلهارسيا المعوية (مانسوني) ثم يترك الأنثى لتضع بيضها مع البول أو مع البراز لتعيد دورة الحياة. وتكمن عملية نفوذ طفيلي البلهارسيا في اختراقه جلد الإنسان عبر المياه الراكدة و المستنقعات التي يتواجد فيها.. وعادة تستوطن بالمزارع و أماكن اللاجئين التي لا تتوفر بها تصريف جيد للفضلات الآدمية ،ومن الجلد تنطلق الطفيلية إلى موقعها حسب نوعها فالأمعائية إلى الشريان حول الكبد و البولية منها إلى الشريان حول المثانة ومن ثم تبدأ طور حياتها الآخر بإفراز البيض بكميات كبيرة تترسب في الكبد و المثانة مسببة تليفاً، و كذلك إفراز البيض مع الفضلات التي قد تكون بجانب مصدر مائي راكد وقوقعة مخصصة لنمو هذه الطفيلية ومن ثم تكتمل دورة حياتها مع إنسان آخر لامس جلده هذه المياه . وتظهر أعراض مرض البلهارسيا وتختلف حسب مراحل حياة الطفيلي بالجسم ،وفي الغالب يكون ذلك غير محسوس. و لكن بعض الأشخاص يعانون من حكة بالجلد قد يصحبها ارتفاع في كريات الدم البيضاء . ترسب البيض في الكبد يسبب تليفا في أنسجة الكبد ويحدث ذلك بدون إحساس المصاب بأية أعراض، حتى تبدأ مرحلة متقدمة بأعراض ارتفاع ضغط الدم البابي، وتبدأ وظائف الكبد بالتدهور. ويحصل نزيف معوي وتضخم بالبطن بسبب السوائل في المثانة وترسب الكالسيوم ونزيف مع البول يتلون باللون الأحمر وقد يحدث انسداد في الحالب من إحدى الكلى أو كلتيهما ما يؤدي إلى فشل كلوي وفي بعض الحالات يتطور الأمر إلى سرطان المثانة. ويتم تشخيص المرض بإجراء فحص على عينة بولية أو براز للتعرف على بيض البلهارسيا..وفي المراحل المتقدمة بأخذ عينة من المستقيم أو الكبد أو المثانة. وهناك نوع من تحليل الدم يبين ما إذا كان الإنسان قد تعرض للبلهارسيا من قبل أو لا.. وفي مراحلها الأولية يوجد علاج فعال للقضاء على البلهارسيا، ويتكون من حبوب أو شراب. و يجب على الجهات المعنية بالصرف الصحي القيام بعملية ردم المياه الراكدة، والتعاون مع وزارة الزراعة للتخلص من القواقع إن وجدت ،ومن الفضلات الآدمية بعيدا عن مصادر المياه. الجدير ذكره أن 600 مليون شخص في العالم معرضون للمرض بينما 200 مليون شخص في المناطق الزراعية في العالم يصابون بالبلهارسيا حيث أن هناك أكثر من 120 مليون شخص يمرضون و تظهر لديهم أعراض المرض و20 مليون شخص منهم يعانون متاعب شديدة من المرض، ويصاب به في الغالب الأطفال (أقل من 14 سنة).