تعرض فرع شركة النفط اليمنية في محافظة عدن وعدد من مؤسسات الدولة لأعمال البسط والمصادرة لمنشآتها وأراضيها من قبل جهات وعناصر متنفذة، بعضها مدعومة بوثائق تزعم ملكيتها لتلك المنشآت، بعد حرب صيف 94م.. واستغلت تلك العناصر تعرض وثائق تلك المؤسسات لأعمال العبث والنهب المتعمد لتتمكن من تمرير استيلائها على المنشآت والأراضي المملوكة للدولة. ونتذكر التعامل غير المسؤول.. بل والضعيف لبعض المدراء الذين تم تعيينهم بعد صيف 94م كمسئولين عن مكاتب ومؤسسات الدولة بمحافظة عدن وعن المنشآت والأراضي المنهوبة التابعة لمرافقهم.. منهم من كان يقول أنا مسؤول عن المؤسسة بوضعها الحالي الذي تسلمتها عليه.. والبعض منهم لا يريد أن يصطدم مع الجهات الباسطة والمدعومة خوفاً منه على وظيفته كمدير..والبعض تغاضى وتعامل بطريقة الفهلوة والمصالح المتبادلة وطلب من الباسط تعميد الوثائق المزورة في الوزارات المختصة في صنعاء لمنح الاستيلاء على أملاك الدولة صفة قانونية رغم معرفتهم وقناعتهم بعدم شرعيتها.. ومنها الإدارة التي تولت مسؤولية فرع شركة النفط بعدن بعد حرب صيف 94م وتقاعست عن مسؤوليتها في استعادة محطة (سبأ) للوقود بالمعلا وبعض من منشآتها من الباسطين عليها. بالمقابل هناك مدراء مخلصون استطاعوا التصدي لأعمال البسط على ممتلكات الدولة في تلك الفترة ومنهم نتذكر المناضل / محمد عوض عولقي الذي عين رئيساً لمجلس الإدارة مديراً عاماً لشركة النصر للتجارة الحرة بعدن، والذي كان يرفض التوجيهات والضغوطات بصرف أو السماح بتمليك عدد من منشآت الشركة ومخازنها بمدينتي التواهي والمعلا أو حتى تأجيرها، وتعامل بشفافية وصدق وأمانة لإعادة الممتلكات الى اصحابها الحقيقيين بموجب شهادة إعادة الملكية المعمدة من قبل كافة الجهات الرسمية والقانونية.. وجسد بذلك ثقافة المناضلين الشرفاء في أداء وظيفته العامة بأمانة خدمة للوطن والمجتمع. كما تشرفت لأول مرة بالتعرف على شخصية م .عاتق أحمد علي محسن بعد أسبوع من توليه مهامه مديراً عاماً لشركة النفط بمحافظة عدن (بعد مرور قرابة ثلاثة أعوام من حرب صيف 94م) خلفاً للمدير العام السابق، ووجدت نفسي أمام شاب هادئ يشعر من يجلس أمامه بأهميته من خلال ترحيبه به وسعة صدره للاستماع الى ما يقال له.. وابتسامته المتواضعة تفرض احترامك له.. وجدت منه كل ذلك رغم عدم معرفته المسبقة بأنني صحفي.. وعرفت حينها أن التواجد الواسع للموظفين في مكتبه بهدف الاستماع لملاحظاتهم وهمومهم ومقترحاتهم بشكل مباشر وبدون تفرد والجميع يتحدثون أمام الجميع. وطلبت من م . عاتق أحمد علي محسن أن يسمح لي ببضع دقائق من وقته للإجابة على عدد من الأسئلة.. والتعرف على آفاق تصوراته لتطوير أداء شركة النفط بعد أن ينتهي من إنجاز معاملة الموظفين الموجودين معنا بمكتبه.. ورد علي قائلاً : لا يوجد عندي شيء أخفيه، ويمكن لنا التحدث بحضور الإخوة الموظفين بكل شفافية ووضوح.. وكان الرجل يتحدث بثقة، وتفاؤل كبير.. وينطلق من المسؤولية التضامنية للدفع بمستوى أداء شركة النفط كمرفق خدمي بإمكانه إزالة الأوضاع المتردية لعدد من مؤسسات القطاع العام.. والذي يراهن الكثيرون على فشله والانقضاض عليه بهدف خصخصته أو تصفيته والاستيلاء على ممتلكاته. وأتذكر جيداً قول المهندس عاتق أحمد علي إن من أولويات القضايا الرئيسية على طاولة مكتبه هي الحفاظ على المال العام وممتلكات ومنشآت شركة النفط واستعادة أملاكها من قبضة الناهبين لها وفي مقدمتها محطة (سبأ) للوقود بالمعلا التي هي ملك للشركة (100 %) وفقاً للوثائق الرسمية ومن خلال القضاء.. قلت له : قد يستعصي عليك ذلك كون إدارتها من قبل من يزعمون ملكيتها أصبحت امراً واقعاً وبدون رادع لهم..فقال وبثقة : محطة (سبأ) مملوكة للدولة وبحكم مسؤوليتي لا يمكن التفريط بها حتى لو وصل الأمر الى ترك منصبي.. وفعلاً ومن خلال القضاء في أعلى هيئاته وثقة إدارة شركة نفط عدن بعدالته ونزاهته صدر الحكم النهائي بإعادة محطة (سبأ) لشركة النفط بعدن بعد أكثر من سبع سنوات من المتابعة والجهود أمام القضاء. وقد ثمن العديد من المتابعين الجهود المخلصة لإدارة شركة النفط في عدن من أجل استعادتها لأملاكها وعدم إذعانها للضغوطات والمغريات لتتخلى عن مطالبتها القضائية. ولمسنا كيف استطاع فرع شركة النفط بعدن تحديث عدد من محطاته وفقاً لمواصفات إنشائية دولية حديثة، واستبدالها أجهزة تزويد الوقود بمواصفات وتقنيات حديثة وأصبحت من المحطات النموذجية بمنطقتي المنصورة وخورمكسر ضمن خطة شاملة لتحديث جميع محطاتها بمحافظة عدن لتنسجم مع النهضة التنموية التي تشهدها عدن.. ونأمل من قيادة السلطة المحلية بالمحافظة والإدارة العامة لشركة النفط أن تقدم الدعم اللازم وتزيل العراقيل لإنجاز مشروع إعادة تأهيل محطتي الوقود بالمعلا الذي توقف منذ أشهر. وبشهادة المواطنين ومالكي السيارات فقد استطاعت محطات الوقود التابعة لشركة النفط بعدن أن تحظى بثقة زبائنها الكرام. إنها جهود مخلصة.. فهل تحذو مؤسسات الدولة على مستوى المحافظات حذو إدارة شركة النفط بعدن لاستعادة منشآتها وأراضيها المنهوبة والمستولى عليها بطرق غير شرعية من خلال تفعيل مطالبتها قضائياً؟!. ونجدد القول : شكراً للمخلصين.. وتستحقون وسام الشرف و الإخلاص على صدوركم.. ونعم الأمانة والإخلاص.