أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم أمس الثلاثاء وقفا لاطلاق النار من جانب واحد لمدة أسبوعين في ولاية جنوب كردفان بعد اسابيع من القتال بين القوات الحكومية والمتمردين. ويوجد في جنوب كردفان معظم احتياطيات النفط المعروفة الباقية في السودان بعدما انفصل الشهر الماضي جنوب السودان حيث كانت توجد اغلب الابار. واتهم ناشطون الخرطوم بشن ضربات جوية وهجمات تستهدف جماعة النوبة في الولاية في محاولة للقضاء على المعارضة بعد استقلال جنوب السودان. وقالت الاممالمتحدة ان عشرات الالوف فروا من اعمال العنف ودعت الى اجراء تحقيق في تقارير عن انتهاكات لحقوق الانسان في الاراضي التي تقع على الحدود مع جنوب السودان. ونفت حكومة السودان الاتهامات واتهمت جماعات مسلحة محلية قاتل العديد منها الى جانب الجنوب اثناء عقود من الحرب الاهلية بشن تمرد في محاولة للسيطرة على الاراضي. وقام البشير بزيارة لم يعلن عنها من قبل للولاية يوم الثلاثاء هي الاولى منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني والجماعات المسلحة في اوائل يونيو حزيران. وقال البشير في كلمة أذاعها الراديو الحكومي ان الحكومة ملتزمة بالسلام في جنوب كردفان مضيفا انه بعد وقف اطلاق النار الذي سيستمر اسبوعين سيتم تقييم الوضع على الارض. وقال البشير ان المنظمات الاجنبية لن يسمح لها بدخول الولاية وان أي مساعدات ستسلم فقط عن طريق منظمة الهلال الاحمر السوداني. ووثق تقرير لمكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الاسبوع الماضي انتهاكات مزعومة في كادقلي وجبال النوبة المحيطة شملت اعمال قتل خارج نطاق القضاء وعمليات اعتقال غير قانونية وحالات اختفاء قسري وهجمات ضد مدنيين ونهب منازل وعمليات نزوح جماعي. وقالت الاممالمتحدة انه اذا ثبتت صحة هذه التقارير فانها ترقى الى جرائم ضد الانسانية أو جرائم حرب. ورفضت حكومة السودان هذه التقارير ووصفتها بأنها «لا أساس لها من الصحة» وانها «كيدية» وقالت الاسبوع الماضي انها ستشكل لجنة لتقييم الموقف هناك. وقال سياسيون معارضون ان القتال اندلع أولا عندما حاول جيش السودان نزع سلاح مجموعات مسلحة في جنوب كردفان. وكانت التوترات السياسية مرتفعة بعد ان فاز حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير في انتخابات حاكم الولاية في تصويت قالت بعض جماعات المعارضة انه مزور. وقالت منظمات المساعدات التي كانت في الولاية قبل اندلاع أحدث قتال ان الجانبين منعا المنظمات من زيارة مناطق شهدت قتالا مما يجعل من الصعب التحقق من التقارير.