من إعجاز القرآن التاريخي أنه أَطلق لقب (ملك) على حاكم مصر في عهد يوسف، فقال تعالى: {وقَال الملك إني أرى سبع بقَرات} [يوسف: 43]. بينما أطلقت التوراة على نفس الحاكم لقب فرعون. والسبب في عدم إطلاق القرآن لقب (فرعون) على حاكم مصر في عهد يوسف عليه السلام أن لقب برعو - وهو أصل لقب فرعون - لم يكن يطلَق على حاكم مصر نفسه في ذلك العصر، بل كان يعني (القصر الملكي). ولم يبدأ إطلاق هذا اللقب على حاكم مصر إلا بعد عصر يوسف عليه السلام بما لا يقل عن مائتي سنة. وهكذا ففي العصر الذي عاش فيه موسى كان لقب (فرعون) يطلَق على حاكم مصر، وبذلك يتجلى الإعجاز التاريخي للقرآن الكريم الذي كان دقيقاً حين لم يستخدم لقب (فرعون).إلا مع حاكم مصر في عهد سيدنا موسى، في حين عممت التوراة استخدام لقب فرعون على حاكم مصر في عصر كل من إبراهيم ويوسف وموسى عليهما السلام رغم أن المصريين لم يستخدموه للدلالة على حاكم مصر في الزمن الذي عاش فيه كل من إبراهيم ويوسف عليهم السلام. ويقول الفخر الرازي: «إن هذه القصص دالة على نبوة محمد عليه الصلاة والسلام لأنه كان أمياً وما طالَع كتاباً ولا تلمذ أستاذاً. فإذا ذكر هذه القصص على الوجه من غير تحريف ولا خطأ دل ذلك على أنه إنما عرفها بالوحي من الله وذلك يدل على صحة نبوته».