ماركينيوس : سنتفوق على دورتموند    بعد زيدان.. بايرن ميونخ يوجه أنظاره لمدرب إسباني    التشكيل المتوقع لمعركة الهلال وأهلي جدة    مبابي يوافق على تحدي يوسين بولت    منظمات إغاثية تطلق نداءً عاجلاً لتأمين احتياجات اليمن الإنسانية مميز    مسيره لطلاب جامعات ومدارس تعز نصرة لغزة ودعما لطلاب الجامعات في العالم    أمين عام الاشتراكي يعزي برحيل المناضل احمد مساعد حسين مميز    مليشيا الحوثي تقتحم قرية بالحديدة وتهجّر سكانها وتختطف آخرين وتعتدي على النساء والأطفال    تعاون حوثي مع فرع تنظيم القاعدة المخيف في تهديد جديد لليمن مميز    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    رشاد العليمي وعصابته المتحكمة في نفط حضرموت تمنع تزويد كهرباء عدن    ضعوا القمامة أمام منازل المسئولين الكبار .. ولكم العبرة من وزير بريطاني    «كلاسيكو» الأهلي والهلال.. صراع بين المجد والمركز الآسيوي    سلطات الشرعية التي لا ترد على اتهامات الفساد تفقد كل سند أخلاقي وقانوني    صنعاء.. اعتقال خبير في المواصفات والمقاييس بعد ساعات من متابعته بلاغ في هيئة مكافحة الفساد    جريمة مروعة في حضرموت.. قطاع طرق يقتلون بائع قات من عمران بهدف نهب حمولته    القاعدي: مراكز الحوثي الصيفية "محاضن إرهاب" تحوّل الأطفال إلى أداة قتل وقنابل موقوتة    ميسي وإنفانتينو ينعيان المدرب الأسطوري    تغاريد حرة.. رشفة حرية تخثر الدم    رغم تدخل الرياض وأبوظبي.. موقف صارم لمحافظ البنك المركزي في عدن    ليلة دامية في رفح والاحتلال يبدأ ترحيل السكان تمهيدا لاجتياحها    الحوثيون يطوقون أحد المركز الصيفية في صنعاء بعناصرهم وسط تعالي صراح وبكاء الطلاب    عقب تهديدات حوثية بضرب المنشآت.. خروج محطة مارب الغازية عن الخدمة ومصادر تكشف السبب    العثور على جثة مواطن معلقة في شجرة جنوب غربي اليمن    بسبب منعه عكس الخط .. شاهد بالفيديو قيادي حوثي يدهس متعمدا مدير المرور بصنعاء    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    هل يستطيع وزير المالية اصدار كشف بمرتبات رئيس الوزراء وكبار المسئولين    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    عندما قال شيخان الحبشي للشيخ محمد بن أبوبكر بن فريد أنت عدو للغنم    البدعة و الترفيه    فاجعةٌ تهزّ زنجبار: قتيلٌ مجهول يُثيرُ الرعبَ في قلوبِ الأهالي(صورة)    "ثورة شعبية ضد الحوثيين"...قيادية مؤتمرية تدعو اليمنيين لهبة رجل واحد    فيديو مؤثر.. فنان العرب الفنان محمد عبده يكشف لجماهيره عن نوع السرطان الذي أصيب به    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    "ضمائرنا في إجازة!"... برلماني ينتقد سلوكيات البعض ويطالب بدعم الرئيس العليمي لإنقاذ اليمن!    رباعية هالاند تحسم لقب هداف الدوري.. وتسكت المنتقدين    استهداف السامعي محاولة لتعطيل الاداء الرقابي على السلطة التنفيذية    وفاة مريض بسبب نقص الاكسجين في لحج ...اليك الحقيقة    الليغا: اشبيلية يزيد متاعب غرناطة والميريا يفاجىء فاليكانو    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    الرئيس الزُبيدي ينعي المناضل محسن أبوبكر بن فريد    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    خصوم المشروع الجنوبي !!!    لماذا اختفت مأرب تحت سحابة غبار؟ حكاية موجة غبارية قاسية تُهدد حياة السكان    الإصلاح بحضرموت يستقبل العزاء في وفاة أمين مكتبه بوادي حضرموت    بخط النبي محمد وبصمة يده .. وثيقة تثير ضجة بعد العثور عليها في كنيسة سيناء (صور)    أمريكا تغدر بالامارات بعدم الرد أو الشجب على هجمات الحوثي    الحكومة تجدد دعمها لجهود ومساعي تحقيق السلام المبني على المرجعيات    ثعلب يمني ذكي خدع الإمام الشافعي وكبار العلماء بطريقة ماكرة    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كوكبة أعطت ورحلت .. مصابيح أنارت وانطفأت
من رواد صحيفة ..14اكتوبر
نشر في 14 أكتوبر يوم 20 - 01 - 2014

كوكبة أكتوبرية لمعت، وبذلت الكثير، ثم رحلت تاركة أرصدة لا تتكرر، وأرقاما صعبة في بلاط صاحبة الجلالة .. نقف اليوم وقفة إجلال لهم، ونضع بين يدي القارئ مقتطفات مما قيل عنهم ..
طيف من ملامح وجوه غيبتها يد المنون
عبدالقوي الأشول
ناموا كلهم ناموا وحتى البدر
ذي كان يؤنسني معاهم نام
هكذا قالها ذات يوم الشاعر الغنائي الرائع / صالح نصيب بنبرة حزن ربما لرحيل الأعزاء وما يترك رحيلهم من أثر في النفس البشرية ولعل توالي رحيل الزملاء الأعزاء من أسرة تحرير صحيفة (14 أكتوبر) ترك أثراً بليغاً في نفوسنا لما كان لتلك الكوكبة الرائعة من حضور وعطاء ورحلة عمر تلازمنا فيها الأمر الذي كان يبدو معه نسيج الأسرة الأكتوبرية مكتملاً بتلك الهامات الصحفية الرائعة والقدرات الفذة، إنهم أساتذة تربى في كنفهم عدد لا يستهان به من خيرة الصحفيين والصحفيات ممن يعترفون بفضل تلك الكوكبة الرائعة.
وبما أن الذكرى الأكتوبرية محط استرجاع ماضي العقود المنصرمة والأيام التي توالت وتركت في أثرها عطر ذكرى إخوان لنا فإن من الإنصاف استحضار تلك الوجوه التي غيبتها يد المنون تحت رمس الثرى.. لما في طيف الذكريات من صدى في النفوس الحية ولعله تذكير الموت للأحياء بما في ذلك من عبر وربما شعور بقدر الحياة البشرية التي لا تدوم لأي كان.. ما يدعو أسرتنا الصحفية ولا أقول نقابتنا بل أعني أسرتنا الصحفية المصغرة في عقر الدار الأكتوبرية للالتفات نحو أمور كثيرة تتعلق بمعاناة الصحفيين سواء الأحياء أو من رحل منهم خصوصاً أن هؤلاء تركوا بعد رحيلهم أسراً واسعة العدد أول ما تحتاج له هو الوفاء منا نحن الأحياء ما نستطيع وذلك يعني عمق معاني الوفاء وأصدقها وأكثرها ملامسة لأيتام الراحلين عنا وللتذكير بما كنا ننشد تحقيقه هو أن يكون لنا صندوق خاص نستقطع له من مداخيلنا الزهيدة ما يكون للجميع عوناً وقت المحن ولا أدري لماذا غاب ذلك الاهتمام الذي كثيراً ما تداولناه.
ثم لو خلصت النيات لتحقق ذلك ووجدنا أكثر من مورد مادي يعزز مكانة مثل هذا الصندوق بما يعين على مجابهة ظروف مختلفة وحالات تستدعي نجدتنا في المواقف العصيبة, وهذا المقترح فيما أذكر جرى تداوله مراراً بحضور عدد ممن غيبهم الموت خلال سنوات العقد المنصرم من أسرتنا الصحفية العزيزة طرح ربما يعيد للأذهان ملامح وصور خيرة الأقلام الصحفية التي غادرتنا إلى دنيا الخلود .. ليس أولهم أحمد مفتاح عبدالرب وشكيب عوض وطه حيدر محمد الكعبي ومحمد عبدالله حمزة ومحمد البرحي وعلي فارع سالم شيخ الصحفيين ومعروف سعيد حداد ومحمد شرف وفتحي باسيف وعبدالله عبدالمجيد والشميري والمصور علي فارع ورئيس التحرير اللامع المرحوم محمد حسين محمد ونائب رئيس التحرير المرحوم عصام سعيد سالم وعبدالله الدويلة ومحمد عبدالله فارع والقرشي عبدالرحيم سلام وعوض باحكيم واسماعيل شيباني وعبدالباسط السروري وعبدالله الشدادي والزميلة ضياء محمد عبدالله و أنسام محمد عبدالله ،وسالم عمر حسين و أحمد سالم الحنكي. وغيرهم ممن غابت وجوههم عنا.
مع اعتذاري عن الترتيب الذي لا أجد فيه محلاً للتقديم أو التأخير بطبيعة الحضور الصحفي لكل من رحلوا عنا فالأمر من وجهة نظري يتساوى كما تتساوى قبورهم التي ليس فيها محل للتقديم والتأخير أعني تساوي حالة رقادهم الأبدية تحت رمس الثرى.
ولا أخفي حالة انقباضي الشديد وأنا أتذكر الأسماء حين وجدت في قائمتها هذا العدد الكبير الذي أجزم إني لم أستوفه فهناك أسماء لاشك لم آت على ذكرها في هذه العجالة.
وختاماً ندعو لهم بالرحمة والمغفرة آملين تجلي الوفاء والعرفان بالدور الذي تخلق على أيديهم وعقولهم المبدعة في وسط الأسرة الصحفية ممثلة بنقابتنا العتيدة التي لنا تجاهها مآخذ كثيرة بل كثيرة جداً.
صحيفة 14 أكتوبر
يناير 2008م
لمسة وفاء للغائب الحاضر
الصحفي شكيب عوض
عبدالقادر سعيد بصعر
مرت بضعة أعوام على رحيل القامة الصحفية السامقة ورائد الصحافة الفنية في بلادنا المغفور له بإذن الله تعالى شكيب عوض سعد .
وخلال زيارتي لعدن هذه الأيام بعد سنوات طويلة تذكرت هذا الراحل الذي أدين له بالفضل في التشجيع والمؤازرة في فترة الثمانينات من القرن الماضي عندما كنت ازور عدن بصورة مستمرة ودائمة في مهمات تربوية وبعض المشاركات الفنية والمسرحية وكذا الأدبية لترسيخ تجربة جمعية الأدباء الشباب التي كانت ملء السمع والبصر وكان لدي حينها اهتمامات في الكتابة للصحافة وأول لقاء جمعني به في صحيفة 14 أكتوبر اليومية وفي مكتبه في القسم الثقافي والفني الذي كان يترأسه، كان بشوشاً يلقاك بابتسامة صافية تنم عن شخصية نبيلة كنت اعرض عليه موضوعات متنوعة اغلبها ثقافية وأدبية طالباً منه نشرها في الصحيفة التي يشرف عليها و كنت في كل زياراتي إلى عدن احرص على زيارته والقى منه التشجيع والمساندة ويعطي اهتماماً بمراجعة الموضوعات التي أسلمها إياه ، كان الأستاذ شكيب عوض رحمه الله من الأساتذة الذين اجلهم واحترمهم وله مكانة خاصة في قلبي وهو من الذين اخذوا بيدي عندما كنت أتلمس خطواتي الأولى في عالم الصحافة ،كنت لا أشعر بالخوف والرهبة لأنه يسهم في إزالتهما من خلال رفع الكلفة والتعامل بمنتهى الثقافة والحميمية.
كان الأستاذ شكيب عوض في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ملء السمع والبصر إضافة إلى اشرافه على الصفحة الثقافية في صحيفة يومية ذائعة الصيت والشهرة وكانت عطاءاته وإبداعاته ملموسة في عدد من الصحف والمجلات الفنية وبالأخص مجلة (فنون) الشهرية الصادرة عن وزارة الثقافة بعد بعض البرامج لتلفزيون عدن وبالأخص برنامجه الشهير عن السينما الذي اظهر فيه قدراته وثقافته السينمائية وهو من فرسان النقد السينمائي.
من تواضعه - رحمه الله - أنه زارني أكثر من مرة في فندق قصر الجزيرة بكريتر وكنا نتبادل الأحاديث عما يعتمل في حضرموت حينها من نشاط فني وثقافي كان شديد الحرص على الإلمام به كان لا يتوانى في أن نحصل على استحقاقاتنا من الإنتاج الفكري نظير مساهمتنا في الكتابة إلى الصحيفة وينجزها في فترة قياسية بضع ساعات.
رحم الله استاذنا الغالي شكيب عوض الذي تذكرته في زيارتي القصيرة هذه الأيام إلى عدن فقد كان من جيل العمالقة الذين أحبوا رسالة الصحافة وهاموا بها عشقاً وقدموا لها عطاء سخياً وبلا حدود.
لقد كان انساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى فهو قد غاب عنا جسداً منذ سنوات ولكننا لا زلنا نتذكر إبداعاته وسجاياه النبيلة والعطرة التي ستظل باقية ومثل هؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعر:
وما كان فينا فقده فقد واجدٍ *** ولكنه بنيان قوم تهدما.
صحيفة 14 أكتوبر
مارس 2010م
أحمد مفتاح.. ومسيرة العطاء
بقلم د. حسين عمر صالح
القليلون الباقون على قيد الحياة هم الذين يتذكرون ويعرفون أن الصحفي والأديب الراحل الصديق أحمد مفتاح عبد الرب كان من اوائل الجنود المقاتلين بالكلمة الصادقة والمعبرة في مجلة «الجيش» التي كانت تصدر عن الدائرة السياسية في اوائل السبعينات في الشطر الجنوبي من الوطن (سابقاً) ليس هذا فحسب بل ان الراحل ابن مفتاح كان من الرعيل الاول الذين أسندت اليهم مهمة إعادة اصدار مجلة «الجيش» الى جانب الأخوين الراحلين الى دار الآخرة فرج عوض الدقيل وعبدالله احمد العود والزميل عبدالله على العقربي وكاتب هذه الأسطر وآخرين.
لقد كانت معرفتي عن قرب منذ ذلك الوقت وكان- رحمه الله- قليل الكلام ولكنه عندما يتحدث فإن المرء لايمل حديثه، وعندما يكتب يحس من يقرأ ما يكتبه بأنه يعبر عمَّا يريد قوله، وخاصة كتابته في المواضيع الاجتماعية التي كانت موضوع مقالاته الصحفية وعندما يكتب في المجال الادبي والإبداعي فان القارئ لانتاجه الإبداعي يتمنى لو انه توسع وفاض في مواضيع ابداعاته المتنوعة والمشوقة والمحببة الى النفس.. كانت الفترة التي جمعتنا اثناء التأسيس والاعداد «للمجلة» قصيرة جداً لم تدم إلاَّ أشهراً قليلة حيث فرقتنا ظروف العمل في مرحلة كانت صعبة ومعقدة ولكن التواصل بيننا كان مستمراً من خلال «المجلة» التي كان المرحوم يتواصل بها مع قرائه وانا واحد منهم.
وتشاء الاقدار ان نلتقي معاً من جديد بعد عدة سنوات في الجو وفي داخل الطائرة الروسية المغادرة من مطار عدن باتجاه موسكو وفي بداية سبتمبر عام 1975م وفي الطائرة تبادلنا الحديث وتذكرنا سوياً مصاعب السنوات الخمس التي مضت متفائلين بالمستقبل، واثناء الحديث عن المهمة التي تحاورنا من اجلها ابتسم ابتسامة تنم عن السخرية واشار بيده الى من يجلس بجانبه في المقعد قلت له من هو؟ اجاب انه الاستاذ الاديب والقاص محمد عبدالله بامطرف.. ألا تسمع عنه؟ أجبته بالنفي ولكنني أعدت تساؤلي عن ماذا يعبر بابتسامته ومن ثّم الاشارة الى الاستاذ بامطرف؟ اجابني خليك ذكي يا «مصري» -وهو اللقب الذي كان يلقبني به- أنا والبامطرف لدينا قدر لابأس به من التحصيل العلمي والثقافي كما أننا في مرحلة عمرية وصحية ونفسية لاتساعدنا على مواصلة الدراسة الأكاديمية مؤكداً أنه وصديقه لايرغبان في المغادرة ولكنهما لايريدان ضياع الفرصة للحصول على الشهادة العليا التي اصبحت موضة حسب تعبيره.. بعد وصولنا موسكو والتحاقنا بالأكاديمية الروسية كان الاستاذان قد اختارا ان يسكنا في جناح لهما وإلى جانبهما الاديب الدكتور حسن أوسان.
وكانوا في مناقشتهم أنموذجاً متميزاً رغم انهم لايكتبون كلمة واحدة اثناء تلقي المحاضرات في قاعات الدرس كما اعتاد زملاؤهم الآخرون وقد اعتادت استاذة مادة الفلسفة البرفسورة «فلنتينا» ان لا تبدأ محاضرتها إلاَّ بعد سماع المرحوم احمد مفتاح في سماع رأيه عن المحاضرة السابقة وكانت تقول له «افتح يامفتاح» مبدية إعجابها الشديد بأسلوبه الادبي في الإلقاء، وفي التعبير عن المواضيع التي كانت تطلب منه ان يتحدث فيها ولظروف خاصة بهما لم يكملا دراستهما حيث عادا الى الوطن ولكنهما تواصلا مع قرائهما أفضل من ذي قبل من خلال ابداعهما المنشور في الصحف والمجلات الى ان توفاهما الله الى دار الآخرة، رحم الله الصديق الصادق الصحفي والاديب احمد مفتاح وأسكنه فسيح جناته .
موقع صحيفة 26 سبتمبر
رحل صاحب القلب الكبير
فقيد الصحافة اليمنية معروف حداد
عبدالإله سلام
رحل شيخ الصحفيين.. رحل العملاق.. فاجأني نبأ رحيله.. بالأمس فقط وضعت على جبينه قبلة.. وهو ينتظر الباص لنقله إلى منزله.. قلت له كيف شيخنا؟ كنت أناديه بهذا الأسم وكثير من الزملاء ينادونه بشيخ الصحفيين يعجز القلم عن كتابة أسطر لهذا العملاق الذي رحل.
عرفته منذ 1984م في أول زيارة لي لعدن.. كنا وفداً من اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع تعز.. كنا ثلاثة أنا والأخ عبد الكريم المرتضى والشاعر الأخ أحمد المجاهد.. كان معروف حداد من بين المستقبلين لنا.. أخذ منا مقابلة لصحيفة 14 أكتوبر.. ثم خبر إلى الإذاعة.. ما زلت محتفظاً بتلك المقابلة.. ثم أذيع الخبر في الإذاعة (بأنباء وتقارير).. هذا البرنامج الذي أسسه معروف حداد وما زال مستمرا حتى الآن..
بالأمس فقط ذكرته عن أشياء نفدت من ذاكرته دار معه الشريط القديم وتذكر تلك المواقف.
مات العملاق الشيخ الكبير صاحب القلب الطيب.
في أحد الأيام وفي بداية فبراير من هذا العام.. أتفقت مع الأخ هاشم عبدالعزيز على لقاء حول حصار صنعاء.. قال في بوقة موضوع مهم.. أعطاني هاشم عبدالعزيز الوعد.. وفي اليوم الثاني لم أجد هاشماً وجدت معروفاً.
قال: أنا أعرف عمن تبحث.. إنك تبحث عن الميت الحي .. أخرج ضحكة هادية رصينة.. قال سيأتي نبأ موته خرجت يومها أبحث عمن أريده..
لقد كانت حياة معروف حداد مليئة بالحيوية والنشاط لم يبخل يوماً بتقديم المشورة لأي زميل.. وقلمه إلى أخر نفس- في صحيفة 14أكتوبر.
أسم نحت في صحيفة 14أكتوبر ولن ينساه أحد أبداً في أحد الأيام كنت كتبت كلمة ونصف.. وإذا باسم معروف يطلع بدلاً من اسمي.. ضحك يومها و قال: أنا وشكيب هكذا نتلخبط بالأسماء.
مات شيخ الصحفيين.. تعازينا إلى أسرته ومحبيه وأصدقائه.
«إنا للّه وإنا إليه راجعون»
صحيفة 14 أكتوبر
مايو 2006م
رحل عاشق الكاميرا
محمد زكريا
علي محمد فارع ، فارس من فوارس صحيفة " 14 أكتوبر " الغراء ، حلق في الأمس القريب بجناحيه النحيلتين بعيداً عن سماء دنيانا . كان من سمات شخصيته الهدوء وحبه العميق لعمله ، كان يحمل دائماً وأبداً حبيبته في ثنايا قلبه قل إذا شئت معشوقته وهي الكاميرا الفوتوغرافية التي لم يفارقها ولم تفارقه أبداً . وعندما دخلت إلى صاحبة الجلالة ( 14 أكتوبر ) منذ ما يربو عن 23عامًا ، وكنت وقتها أشعر ومازلت بالهيبة منها ، وكان من حولي العديد من الصحفيين الكبار أصحاب الأقلام المعروفة في الصحيفة أصحاب القامة الطويلة ما سبب لي ضغطا وقلقا شديدين في عملي وكنت أتساءل بيني وبين نفسي ، هل أستطيع أنّ أبرز وجودي على خريطة الصحيفة في حضور هؤلاء الأقلام الصحفية الكبيرة . وبعد فترة ليست قصيرة ، أمرني الأستاذ شكيب عوض رحمه الله رئيس القسم الثقافي ، أنّ أغطي نشاط فنياً في معهد الفنون الجميلة بعدن ، وكانت تلك المهمة الصحفية أول عمل ميداني لي في العمل الصحفي ، والحقيقة لقد انتابني خوفاً كبيراً . وعلى أية حال كان بجانبي في سيارة الصحيفة التي أكل عليها الدهر وشرب المتجهة إلى معهد الفنون أحد المصورين لتغطية تلك الفعلية الفنية . ألتفت إليه وملامح القلق تكسو وجهي، فوجدت ابتسامة عريضة تطل من عينيه , ووجهاً طيباً كأن المرء يعرفه من فترة طويلة ، وكان يحمل على كتفيه كاميرا الصحيفة التي لم يتركها لحظة واحدة ، ولم تتركه هي أيضاً كما قلنا سابقاً . وبعد لحظات بادرني بالكلام ، قائلاً ومازالت الابتسامة مطبوعة على وجهه " سنقوم بتصوير عدد من اللقطات عن الحفل الفني ، وبعد تحميضها ، تختار الصور التي تناسب موضوعك ". والحقيقة لقد كانت تلك أول معرفة لي بالراحل علي محمد فارع . ومازالت أتذكر ذلك حتى هذه اللحظة ، كأنها حدثت في الأمس القريب .
صحيفة 14 أكتوبر
مايو 2007م
طه حيدر الكعبي .. يا غريب الدار عن وطنه
سلوى صنعاني
يا غريب الدار عن وطنه
مفرداً يبكي على شجنه
مضى طه عنا جسدا وبقي شخصه فينا .. وبقيت معه ألف حكاية - هي رحلة الاغتراب بكل ما يكتنفها من مصاعب وأسرار بكل ما يحيط بواقعنا من أسى وشجن وحزن وحنين إلى الوطن بكل تفاصيله وأمكنته.
دروب الفيافي والمنافي التي اتخذ منها صفوة أبناء العراق طريقاً نحو العودة إلى الوطن هي معادلة تبدو عصية على الفهم لكنها ليست كذلك عندما كانوا تحت ربقة الظلم والجبروت والبطش .. في عراقنا العزيز ولد طه حيدر محمد الكعبي .. واحد من تلك الكوكبة النيرة، وبدأ رحلة حياة مليئة بكل أنواع الحياة وقسوتها.
ظل وطنه يعيش في داخله معه أينما أتجه وشهدت على ذلك دروب المنافي الوعرة وأرصفة المرافئ البعيدة ودموع الليالي الحالكة الجارية على خده، كلما وضع رأسه على وسادته ليغمض عينيه، يستيقظ فيه الشجن والشوق لينازعه راحته.
صحيفة 14 أكتوبر
يونيو 2012م
فقدناك يا جان
محمد عبدالله أبو رأس
غيب الموت واحداً من أفضل المصورين الصحافيين بصحيفتنا وهو الزميل المغفور له بإذن الله تعالى جان عبد الحميد الرجل الذي أفنى حياته في خدمة الصحافة وترجمة ما يعتمل في الواقع من مستجدات ومتغيرات بلقطاته الصحافية المتميزة التي بدونها لا يكتمل العمل الصحافي أياً كان نوعه.
لم يكن جان عبد الحميد المصور الصحافي مجرد مصور بل كان رجلاً دمث الأخلاق ودوداً محباً لزملائه متقنا لعمله ولم تزل ذكرياته عالقة في ذهني فلم يمر على فراقنا له سوى بضعة أيام في آخر تغطية صحافية نفذناها معاً.
كان جان رجلاً لماحاً ذكياً فطناً سريع البديهة ينفذ مهام عمله دون أي توجيهات، فما أن تخرج معه في تغطية صحافية حتى تجده متحركاً يعرف كيف يجسد اللقطة الصحافية على أروع ما يكون ولا تملك سوى أن تشد على يديه مع انتهاء كل فعالية أو تحقيق أو استطلاع صحافي مباركاً له روعة التصوير وحسن الأداء.
تجده ودوداً بشوشاً لا تفارق البسمة وجهه مهما كانت الصعوبات التي يواجهها في حياته أو أثناء تأدية مهامه فبالابتسامة والكلمة الطيبة كنا نتجاوز الكثير من الصعاب في المهام الملقاة على عاتقنا (هو وأنا ومعنا سائق سيارة الصحيفة). وكم هي كثيرة وعديدة تلك الذكريات الحلوة التي عشناها مع جان عبد الحميد الرجل الذي فارقنا إلى دار الخلود في وقت نحن في أمس الحاجة إليه، وكم هو مؤلم أن نفقده بعد أن ملأ حياتنا فرحاً وألقا وبهجة، لكنها مشيئة الله سبحانه وتعالى وقدره الذي لا راد له ولا نملك إلا الدعاء له بأن يسكنه فسيح جناته ويتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
صحيفة 14 أكتوبر
ديسمبر 2010م
إبراهيم الكاف.. شهاب انطفأ
أحمد علي مسرع
هرولت ابنتي - نعمة - إلى صحن غرفة المنزل ترتجف ذعراً كمن لسعتها أفعى .. كانت الساعة تشير إلى العاشرة من صبيحة يوم 14 / أغسطس / 2008م .. لم تستطع المسكينة أن تحبس أنفاسها أو تنطق ببنت شفة لتنقل إلى مسامعي النبأ الأليم, ولكنها ناولتني جهاز تلفونها المحمول الذي نقل لي بدوره الفجيعة القدرية عبر خدمة «سبأ نيوز» : (وفاة الكاتب الصحفي الأستاذ / إبراهيم الكاف) .. سلطت نظري محدقاً بين سطور شاشة الهاتف المثبت في كف يدي المرتعشة كالمشلول ولم أتمالك حينها سوى القول : «لا إله إلا الله محمد رسول الله, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
حاولت عبثاً أن أذرف قطرات من الدموع لعلها تهدئ من روعي وتطفئ ما شب من غليل بين ثنايا كياني المشتعل ألماً مكموداً لا يخلو من صدمة الفاجعة المفاجئة المشوبة بالحسرة والحزن القاهر الممزق لنياط القلب.
إيه .. لقد مات إبراهيم الكاف .. أربع كلمات تختزل مشوار حياة عملاق ظل طوال (66) عاماً يتسامى ويتشامخ عطاءً أدبياً ملحوناً ومنشوراً , إنساناً عظيماً عشق الكلمة بكل جموح وصنع منها مواقف مبدئية ستظل مدى الحياة راسخة في وجدان الأجيال تلو الأجيال.
وظللنا نحن الجيل الذي نليه ننهل ونغترف بشغف من منهل منسوب عطائه المتدفق قيماً مبدئية عامرة بصفات النبل والأخلاق الفاضلة والتسامح ونبذ الحقد والكراهية ونصب الكمائن الكيدية والضغائن السوداء.
كان «أبو خليل» أباً للجميع حتى من يكبرونه سناً يدينون له صاغرين بالأبوية المطلقة .. لذا كان مصدر ثقة الجميع ومخزن أسرارهم الدقيقة .. الكل يبوح بمواجعه له لعله يجد لديه مخرجاً مما يعتري كيانه من مواجع وهموم عملية - أسرية - اجتماعية وكان ينصت للجميع بسعة صدر ويغدق على الجميع بنصائحه وحلوله, ومساعدتهم بمعالجة مشاكلهم على جسر علاقاته الواسعة بالوسط الثقافي والصحفي والسياسي والعسكري والتربوي.
وكان الرجل يتصف بالحكمة والهدوء ورباطة الجأش وبرودة الأعصاب التي تروق لنا نحن الشباب المتحمس آنذاك لذا كنا - بالذات أنا - أنفجر في وجهه غاضباً مرات عديدة واصفاً إياه بأقسى الأوصاف التي كان يتقبلها دوماً بروح تسامحية ممزوجة بابتسامة أبوية عابقة بالحنان. ورغم أنه كان بسيطاً ومتواضعاً للغاية وهادئاً إلى حد الغموض, إلا أنه لم يكن يساوم البتة, خاصة فيما يتعلق بالقضايا الوطنية ومصالح الناس, وتوقه لبناء مجتمع إنساني نموذجي ووطن يتفاخر به الجميع لذا لم يتورع عندما أنتخب نائباً لرئيس منظمة الصحفيين اليمنيين منتصف الثمانينات وهي من أخطر وأدق مراحل السياسية, بالذات حينما كانت مجرد كلمة لا تروق للسلطة كفيلة بأن تجندل برأسك من على رقبتك وبالتالي تضحي بخبر كان بتهمة عميل ومتآمر على السلطة والنظام ومعيق لأهداف مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية. لم يتورع عن إيجاد منتدى كل يوم خميس من كل أسبوع في مقر نقابة الصحفيين بمدينة التواهي وآخر كل جمعة في منزله في المعلا يدير فيه حوارات سياسية ومهنية واقتصادية بكل شجاعة وإقدام, بالمناسبة أول منتديين في اليمن فتحا نافذة للديمقراطية وتشجيع الناس على الإدلاء بآرائهم في القضايا الوطنية بكل شجاعة .. لاحظوا .. أي شجاعة وقدرة على التضحية كان يتمتع بها هذا الرجل الهادئ / إبراهيم الكاف طيب الله ثراه .
وعندما تشرفت مؤسسة (14 أكتوبر) برئاسته لمجلس إدارة المؤسسة ورئاسة تحرير الصحيفة .. لم يكن تعيينه مفاجأة لأحد. فهو ابن شرعي لهذه المؤسسة - الصحيفة ..
صحيفة 14 أكتوبر
أغسطس 2008م
عاش عفيفاً ومات شريفاً
علي أحمد عوض القاضي ذلك الجبل الشامخ
عبدالجبار ثابت الشهابي
لم أكن أتصور أن يتجرأ الموت على سلبنا أجمل قلب نابض بالمحبة والإخاء والإيثار.. على سلبنا أعلى همم البناء وإرادات الانطلاق حتى في أحلك الظروف.. على سلبنا ذلك الإنسان النظيف السريرة والكف والجيب في زمن ماعاد يعترف بالنظافة والشرف إلا كديكور ينتفع به في الزينة وفي وقت الحاجة للكذب والتدليس.
لم أكن أتصور أن يتجرأ الموت على اختطاف القامة الشامخة في قلبي.. وإن كنت انتظر منه موقفاً حاسماً معي أنا المتعايش مع أهواله في الليالي والأيام، المنتظر قدومه على أحر من الجمر.. ولكنه ويا للأسف توجه إلى زميل المهنة أستاذي القدير علي أحمد عوض القاضي.. فما أجرأه وما أقساه!!
هذا الكلام، لا يعني بالطبع أنني أعترض على القدر.. ولكنني ذهلت لهول الكارثة.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.. فقد كان الظاهر من الرجل أنه يتمتع بصحة لا بأس بها لولا بعض معاناته في الجهاز الهضمي منذ سنوات قليلة.. لكنه كان مع ذلك صاحب إرادة قوية وثقة بالمستقبل مع ما أصابه من معاناة نفسية من عدم القدرة على التواؤم مع متقلبات الحياة.. إنه الرجل المبدئي الثابت على مبادئه في زمن غير كثيراً من الناس فيه عدد من الأقنعة والألبسة.. هذه كانت أعظم مشاكله.. ولكنه تجاوز كل ذلك بشموخ بفضل الله ثم بفضل تعاون زملائه الطيبين.. فبقي في محرابه زاهداً لا ينظر إلا إلى مافي يده.. رافع الرأس.. عفيف النفس.. حتى وهو يعاني من أشد حالات الحاجة.
بل إن هذا الرجل الفقيد علي القاضي كان حتى وهو في هذه الحال طيب النفس.. خفيف الروح.. لا يتردد عن قسمة ما عنده من قات أو طعام بل إن علبة سجارته مفتوحة للجميع.. ولم يحصل في يوم من الأيام أن قال لأحد لا تأخذ.. أو أنا محتاج.
وباختصار، فقد كان الرجل صحفياً من الطراز الأول.. ومحرر أخبار رفيع المستوى.. وفوق ذلك عاشقاً للأدب الجميل من شعر وقصة وغيرهما.. محباُ للنكته.. يحترم مهنته حد الإجلال ويحترم زملاءه صغيرهم وكبيرهم.. فنال لكل ذلك احترام كل من حوله وفي مقدمتهم رؤساء التحرير منذ عرفته حتى آخر زيارة للدائرة قبل وفاته بعشرة أيام تقريباً عندما رأيته وقد امتلأ وجهه وجسده بالماء وضعف صوته من المياه المتسربة إلى الرئة يومها كدت أبكي.. فقد رأيت الرجل ميتاً لا محالة.. لكنني قلت لنفسي إن الأعمار بيد الله.. نصحته يومها بالراحة وعدم الحركة والتزام ما أعطيته من نصائح كنت كتبتها له في ورقة عندما ظهر على عينيه الصفار (اليرقان) قبل شهر تقريباً أو أكثر حددت فيها بحكم الخبرة الحياتية الأطعمة التي يأكلها.. والأطعمة التي يجب أن يمتنع عنها لخطورة تعاطيها.
صحيفة 14 أكتوبر
10 مارس 2008
عمّن أكتب؟
إقبال علي عبدالله
يومان وأنا وحاضرة الذاكرة التي أنعم بها الله علي، رغم دخولي العقد الخامس من العمر، في صراع أشعر في ساعات منه أنني انهزمت.. غير أنني أعود مرة أخرى لأخوض الصراع، حتى كان صباح أمس (الأربعاء) لتحسم الذاكرة الصراع، وأجد نفسي حاملاً القلم لأسطر هذه الكلمات التي ما كنت أتوقع أن أسطرها يوماً، لأنني -وهذه حقيقة لا أبالغ فيها - لم أصدق حتى اليوم وبعد مرور عام كامل أن عصام سعيد سالم اليافعي قد رحل عن الدنيا.. وتقول نفسي الصادقة معي، وليس باستمرار مع الآخرين، أن «السبب هو كون عصام لم يكن صديقاً أو زميلاً عادياً عرفته على مدى ثلاثة عقود، بل كان و لا يزال في دواخلي .. أباً وأخاً أكبر، وصديقاً سمحت له بكل رضا أن يفتش في دواخلي، ويقلب صفحات حياتي دون أن أقول له يوماً لا تفعل ذلك!!»..
زاد من تمسكي بأنه لم يرحل، ولا يعني ذلك أنني لا أؤمن بقضاء الله وقدره، على العكس والحمد لله على ذلك، إنني من أكثر الناس إيماناً بأن الموت حق، بل وجميل في زماننا هذا الذي فقدنا فيه الكثير من معاني الوفاء والحب الصادق، والصداقة البريئة .. أقول إن ما زاد تمسكي بأن (عصام) لم يرحل، وأنه سيأتي يوماً للجلوس معنا كعادته كل يوم، هو ارتباطي بمن كانوا قريبين جداً منه، زملاء وزميلات، ومنهم الأستاذ الصديق الوفي أحمد محمد الحبيشي، والزميل فراس اليافعي، والزميلة الوفية جميلة شبيلي، والصديق الأخ الذي كان هواء الارتباط في صداقتنا مع (عصام).. الزميل أحمد علي مسرع .. منهم وفي كل يوم تزداد قناعتي بأن (عصام) لم يرحل، وأنه قادم!!
صحيفة 14 أكتوبر
يناير 2007م
عمر عبدربه السبع.. هل تموت مكارم الأخلاق ؟
عارف الضرغام
عمر السبع اسم عرفه جمهور قراء صحيفة (14 أكتوبر) ككاتب صحفي له حضور قوي في العديد من المجالات سواء في الجانب الثقافي أو الجانب البيئي أو غيرهما من المجالات. وعرف بين موظفي المؤسسة كإداري ناجح استطاع أن يتبوأ مناصب إدارية ويديرها باقتدار وبنجاح منقطع النظير. فقد كان مديراً لإدارة التدريب والتأهيل، ثم مديراً لشؤون الموظفين إلى قبل يوم وفاته.
لقد عرف عمر عبدربه السبع وسط زملائه بدماثة خلقه وبحبه للعمل، وبالتفاني والإخلاص فيه. وكان كتلة من النشاط لا تفتر ولا تلين، شعلة متوهجة لا يخبو لها بريق.
ورغم تقلده مناصب إدارية في المؤسسة إلا أن سمة التواضع وحسن الخلق ظلت ملازمة لسلوكه مع جميع زملائه دون تمييز. وكان يقبل علينا في صالة التحرير الكبيرة، مسلماً علينا، يصافحنا واحداً واحداً.. وكأني أراه يقبل علي - كعادته حين يدلف إلى القاعة - فيسلم علي ويصافحني ويضع يده الأخرى على كتفي يسألني عن حالي وعن صحتي، ويحدثني في أمور تتعلق بشؤون العمل، عارضاً مساعدته لي في بعض ما يمكن أن يؤدي إلى إفادتي أدبياً ومادياً.
وكأني أراه - كعادته - يقبل علينا ونحن قاعدين في مصلى المؤسسة إثر أذان الظهر، فيشق الصفوف بهيئته المهيبة وابتسامته العريضة التي لا تفارق شفتيه: "هيا يا حميد.. أقم الصلاة.. ورانا عمل". فيطلب من الزميل/ حميد أن يؤمنا في الصلاة.. وتارة يتقدم هو فيصلي بنا.. وما إن تنقضي الصلاة حتى يهب ليواصل ما بدأه من عمل في أول النهار، بتفان وإخلاص قلما نجدهما .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.