أكد الكاتب والباحث الأستاذ عبدالباري طاهر أن الشاعر الكبير عبدالله البردوني أهمل إهمالاً كلياً من جميع الأطراف فالدولة للأسف تتعامل مع هذا النابغة بالكثير من العدوانية والتجاهل كون البردوني ليس شاعر مؤسسة ولا موظفاً خانعاً والدولة لا تريد إلا ازلاماً وأتباعا، واعتقد بأن هذا الشاعر العظيم والمفكر الكبير كان أكبر من مؤسسات الحكم على اختلاف مسمياتها وأسمائها. وأوضح طاهر في حديثه ل(رأي نيوز) على هامش الذكرى السادسة لرحيل البردوني أن الشاعر عبدالله البردوني قوبل رحيله - أيضاً بالتجاهل وعدم الاهتمام ولكنه يظل أكبر من أن ينسى أو يتجاهل، وإذ أن شاعرٌ بحجم البردوني ينبغي أن يتحول بيته إلى متحف ومزار، وعلى الدولة أن تنقب عن كل آثاره وكتاباته وتقوم بطبعها وتوزيعها وأن تتعاون مع جهات عربية ودولية مهتمة بالبرد وني وأدبه وشعره لإقامة ندوات ومحاضرات عن هذا الشاعر العظيم بالإضافة إلى العناية بأسرته وبيئة وقريته والاهتمام بها، إذ أن غالبية الفعاليات والأنشطة التي تعني بهذا العملاق من قبل ( الدولة أو بقية فئات الشعب ) ليس بمستوى ومقام هذا الرجل ومكانته. وقال: لقد كان البردوني منذ بزغت عبقريتة الشعرية في الخمسينات وحتى رحيله في نهايات التسعينات وعبر عطاءاته المتنوعة ذا بصيرة نافذة ورؤية عبقرية مذهلة فالبردوني في طريق الفجر تنبأ بجلاء قيام الثورة وتحرر الجنوب ، وحينها كانت الرؤية غائمة لدى الكثيرين من مفكري وأدباء وشعراء الحركة الوطنية. تحت الرمال شرارة مشبوبة وفي الشرارة شعلة وتوقد للشعب يوم تستثير جراحه ألما ويقذف بالرقود المرقد ولقد تراه في السكينه إنما خلف لسكينة غضبة وتمرد وبعد انبلاج فجر الثورة اليمنية كان الرائي البصير ينظر بعين زرقاء اليمامه فقرأ الانحراف في صف الثورة وتواري الثوار وانتصار الذئاب. والرجال الذين بالأمس ثاروا أيقظوا حولنا الذئاب وناموا ربا أحسنوا البدايات لكن هل يحسون كيف ساء الختام ورأى أو بالا حرى سمى حكومة 5 نوفمبر (البين بين) وتوقع سقوطه المريع . ثم دان السلام الذي جاء بلا غاية جرحتنا الحروب في غير شيء وبلا غاية داهنا السلام فقد قرأ البردوني في سلام المصالحة الوطنية حربا مستقرة ضد القوى الديموقراطية لاتزال مسعرة. وأشار أن البردوني كان وحدويا وثائرا وذا نبؤه ثورية فرغم إيمانه وحماسه الشديد للوحدة إلا انه كان يقرأ ويرى في أعراس الاحتفاء بالوحدة شحذ السكاكين لإيقاع الوحدويين بعضهم ببعض بانت أم الضمد قولي لنا أي علي سوف يخصي علي وأضاف طاهر: لعل أروع وأهم قراءته لأفق كف المستقبل هو نسيان أن يموت بعد أن أوغل في رحاب الأبدية والخلود. تمتصني الام هذا الليل في شره صموت وتعيد ما بدا وتنوي أن تفوت ولا تفوت وتقول لي مت أيها الذاوي فأنسى أن أموت.