أشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابة في أفغانستان, فإن انكشاف أمر القنبلة المتطورة التي يعتقد مسؤلون أمريكيون أن الغرض من صنعها تنفيذ هجمات انتحارية ضد الولاياتالمتحدة, يؤكد أن الحرب ضد تنظيم القاعدة لم تنته بعد, وليس بالضرورة أن تنتهي. رغم أن كثيراً من التفاصيل حول المؤامرة الأخيرة لم يُفصح عنها بعد, إلا أن مسؤولين يقولون إن القنبلة تابعة لتنظيم القاعدة المتنامية في اليمن, المعروفة بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. لقد حاولت هذه المجموعة مرارا مهاجمة أهداف أمريكية في السنوات الأخيرة حيث خططت لهجوم في يوم عيد الميلاد 2009 على طائرة ركاب بواسطة الانتحاري عمر فاروق عبد المطلب, الذي كان يخفي متفجرات في ملابسه الداخلية, كما حاولت إرسال الطرود المتفجرة بطائرات شحن في 2010. إلا أن القنبلة الحديثة تعد أكثر تطورا من ما تسمى ب ( قنبلة الملابس الداخلية). كما تزامن اكتشاف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للمؤامرة الأخيرة مع ضربة وجهتها بطائرة بدون طيار استهدفت عناصر تنظيم القاعدة وأدت إلى مقتل قائد عملياتها الخارجية فهد القصع جنوباليمن, ومع ذلك فتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية لم تُشل بعد, فإبراهيم حسن العسيري صانع القنبلة التي أعدت لهجمات مختلفة ما يزال مختبئاً في اليمن, مع زعماء كبار آخرين. وقد استطاعت مليشيات يشتبه بانتسابهم إلى تنظيم القاعدة يطلق عليها (أنصار الشريعة) أن تسيطر على جزء كبير من جنوباليمن خلال العام الماضي, عندما كانت الأوضاع مضطربة في البلاد أثناء الثورة والصراع متعدد الأطراف على السلطة. وقامت هذه المجموعة بمهاجمة قاعدة عسكرية وقتلت ما لا يقل عن عشرين جنديا. وقد شنت الولاياتالمتحدة نحو 30 غارة جوية بطائرة بدون طيار في اليمن, وفقا لجريدة الحرب الطويلة وهو موقع على شبكة الانترنت يرصد عمليات الطائرات بدون طيار الأمريكية, لكن المتشددين لا يزال لديهم القدرة على استخدام الأراضي التي يسيطرون عليها لتنفيذ هجمات ضد الولاياتالمتحدة, ولهذا السبب قالت إدارة أوباما أن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية يعد من أخطر وأنشط فروع القاعدة. وهذا ما يفسر أيضا لماذا البيت الأبيض إذن مؤخرا بتوسيع نطاق هجماتة بطائرات بدون طيار في اليمن, بالإضافة إلى استهداف قيادات معينة يشتبه بصلتها بمؤامرات ضد الولاياتالمتحدة, في حين أن الحكومة الجديدة في اليمن سمحت بشن غارات تستهدف مقاتلين يُعتقد أنهم يخططون لهجمات, إلا أن هوياتهم قد لا تكون معروفة تماما. ومع أن هجمات الطائرات بدون طيار مثيرة للجدل, إلا أنه كان من المناسب ويستحق الثناء خطاب مستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب جون برينان حين اعترف علنا ودافع عن البرنامج لأول مرة. فقد أشار برينان إلى أن هجمات الطائرات بدون طيار لها ما يبرر استخدامها بتفويض من الكونغرس بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد تنظيم القاعدة، باعتباره مبدأ للدفاع عن النفس. إلا أن النقاد وصفوا ضربات الطائرات بدون طيار, ك " أحكام أعدام خارج القانون", وهذا التعبير يدل على أن المستهدفين هم المجرمون الذي ينبغي أن يخضعوا لنظام القانون الأمريكي. كما يقولون أيضا "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ليس لها صلة مباشرة بالجماعة التي نفذت هجمات 11 سبتمبر", لكن قادة بارزين عملوا مباشرة مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قبل 2001, وهناك اتصال دائم بين القاعدة في اليمن والقاعدة في باكستان. والأهم من ذلك هو أن المؤامرة الأخيرة توحي أن القاعدة جماعة مسلحة تحاول شن حرب ضد الولاياتالمتحدة, وإزالة هذا التهديد لن يتم بالغارات الجوية لوحدها. كما يجب على الولاياتالمتحدة أيضا أن تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن, وللرئيس الأمريكي أوباما ما يبرر له الرد عسكريا تجاه هذه الجماعة, فهو مُلزم بالقيام بذلك من أجل الدفاع عن الوطن. *نقلا عن صحيفة اليمن اليوم