أفادت صحيفة أميركية بأن مؤامرة القنبلة الأخيرة قد جعلت من الواضح أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية هي جماعة مسلحة تسعى لشن حرب ضد الولاياتالمتحدة، لافتة إلى أن هجمات الطائرات بدون طيار وحدها لن تقضي على التهديد.. وأشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في افتتاحيتها أمس إلى أن اكتشاف القنبلة المتطورة، في عملية كاد أن ينفذها انتحاري مقيم باليمن والتي يعتقد المسئولون الأمريكيون إنها كانت مخصصة لاستخدامها في عملية انتحارية ضد الولاياتالمتحدة، يؤكد على حقيقة أن الحرب ضد القاعدة لم تنته بعد وإنها بالضرورة لن تنتهي كما قال الرئيس أوباما الأسبوع الماضي في أفغانستان.
وبالرغم أن الكثير من تفاصيل المؤامرة الأخيرة لم يُكشف عنها بعد، فإن المسئولين يقولون إن مؤامرة القنبلة كان منبعها منظمة القاعدة القوية في اليمن، المسماة القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وأضافت الصحيفة ذاتها أنه ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تهدف أيضا إلى تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في اليمن، وقالت في هذا السياق: ومع أنه لا يمكن فقط التبرير للرئيس أوباما بالرد بالقوة العسكرية، إلا أنه مُلزم بالقيام بذلك من أجل الدفاع عن البلاد.
الصحيفة الأميركية أفادت أن القاعدة تحاول مرارا مهاجمة أهداف أمريكية في السنوات الأخيرة؛ بداية من شنها هجوم عيد الميلاد في عام 2009 على متن طائرة بواسطة مفجر الملابس الداخلية عمر فاروق عبد المطلب إلى محاولتها إرسال طرود معبئة بالمتفجرات في طائرات شحن عام 2010، لكن القنبلة الجديدة تُوصف بأنها نسخة أكثر تطورا من قنبلة الملابس الداخلية.
وجهت وكالة المخابرات المركزية بإفشالها المؤامرة، ضربة أخرى للمجاعة القاعدة التي شهدت الأحد الماضي مقتل رئيس عملياتها الخارجية فهد القصع في هجوم طائرة بدون طيار جنوب اليمن حسب افتتاحية الصحيفة.
وعلقت الصحيفة تحت عنوان: " لدى أمريكا الحق في سحق الإرهابيين في اليمن" بأنه القاعدة في شه الجزيرة العربية لا تزال بعيدة عن شل حركتها؛ إذ أن صانع القنابل الذي أعد الذخيرة لهجمات مختلفة، إبراهيم حسن العسيري، لا يزال حراً طليقاً مثل غيره من كبار قادة القاعدة الآخرين.
ورغم أن الولاياتالمتحدة شنت حوالي 30 هجوماً وضربة جوية بطائرات بدون طيار في اليمن، إلا أن المتشددين لا يزال لديهم القدرة على استخدام الأراضي التي يسيطرون عليها لإعداد وتنفيذ هجمات ضد التراب الأمريكي، بحسب " الواشنطن بوست " التي اعتبرت ذلك هو السبب الذي جعل إدارة أوباما تصف القاعدة في شبه الجزيرة العربية بأنها فرع القاعدة الأكثر نشاطاً وتهديداً، مضيفاً: وهذا ما يفسر أيضا السبب الذي دفع البيت الأبيض مؤخرا لإعطاء تخويل بتوسيع نطاق هجمات الطائرات بدون طيار في اليمن. وبالإضافة إلى استهداف قيادات معينة متصلة بالمؤامرات ضد الولاياتالمتحدة، فإن التفويض الجديد يسمح بشن ضربات ضد المتشددين الذين يُعتقد أنهم يعدون لهجمات لكن هوياتهم ربما لا تكون معروفة تماماً.
واعتبرت الصحيفة هجمات الطائرات بدون طيار لها مبرر من تفويض الكونغرس باستخدام القوة ضد القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، فضلاً عن مبدأ الدفاع عن النفس، مشيرة إلى أن المنتقدين يصفون هجمات الطائرات بدون طيار ب"الإعدام خارج نطاق القضاء"، وهذا مصطلح يعني أن هؤلاء المستهدفين هم مجرمون وينبغي إخضاعهم للنظام القانوني الأمريكي.