في زمن العولمة والفضاء المفتوح وحرية تدفق المعلومات أصبح لزاما على الشعوب النامية أن تسلك طريقاً مليء بالتحديات بإتجاه مواكبة تطورات العصر ومتغيراته الراهنة التي لا تقف عند حد معين رغم إمكانياتها المحدودة. وفي هذا الصدد تسعى وزارة التربية والتعليم إلى الإستفادة من الثورة الهائلة التي شهدها عالم الإتصال الجماهيري لإنشاء قناة تعليمية تنهض برسالة الإعلام التربوي المتخصص بما يعزز من الأداء التربوي والتعليمي ويصب في خدمة أهدف الرسالة التعليمية في اليمن. وجاءت القناة التعليمية التي تستعد حالياً لبدء عملية البث الفضائي المستقل بعد أن وضعت لها الأساسات القوية التي تمكنها من تأدية دورها على أكمل وجه بفضل الخبرات والقدرات التعليمية والإعلامية التربوية المتخصصة , لتكون إحدى مكملات عملية التنمية الشاملة والتي تأخذ على عاتق العملية التعليمية والتربوية الدور الأكبر في إدارة عجلة التنمية وتطوير المجتمع بتطوير قدرات أفراده وتحريرهم من الأمية التي باتت تتعدى مسألة تعلم القراءة والكتابة لتصل إلى حد بعيد في عصر العولمة لإرتباط مفهوم الأمية بالجهل عن إستخدام الكمبيوتر. وتقع القناة التعليمية في مبنى مستقل بأمانة العاصمة صنعاء , حيث استعانت في بث برامجها وإيصال رسالتها التعليمية والتربوية بالقناة الفضائية والقناتين الأولى والثانية منذ نشاتها كمؤسسة تربوية تعليمية تلفزيونية عام 2000م . ويرى الأخ توفيق سعد القدمي مدير عام القناة التعليمية أن القناة قد اصبحت بكل مكوناتها الحالية مهيأة لإعلان إتنطلاقتها عبر البث الفضائي في أقرب وقت ممكن إذا ما صدر القرار بذلك بعد التطويرات التي شهدتها القناة من إيجاد مختلف التجهيزات وتوفير كافة متطلبات هذا العمل بالإضافة إلى وجود الكوادر الخبيرة التي تحتضنها القناة . ويوضح في حديث لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) أن القناة التعليمية باشرت منذ إنشائها بتنفيذ جملة من المهام خلال الفترة الماضية , منها العمل على انتاج وبث برامج تدريبية وتأهيلية متطورة تسهم في الرفع من مستوى أداء المعلمين والموجهين والإدارات المدرسية والقيادات التربوية , وكذا إنتاج وبث برامج تعليمية موجهة للطلاب والطالبات في مختلف المراحل الدراسية , بالإضافة إلى إنتاج وبث برامج تعليمية موجهة لتعليم الكبار والقضاء على الأمية , وبرامج تعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة . القناة التعليمية تطوير للعملية التربوية في اليمن ... وشهدت القناة تنفيذ مرحلتين سابقتين في طريق البث الفضائي المستقل , تمثلت الأولى فور بدء تأسيسها عام 2000م من خلال تزويدها بأستديو تلفزيوني مجهز بأحدث التجهيزات وروعي فيه أن يكون أساساً أو منطلقاً لتكوين قناة تلفزيونية متطورة تستوعب وتتعامل مع أحدث التجهيزات الرقمية، إذ تم شراء وتجهيز منظومة العمل الرئيسة المتمثلة في تجهيزات الكنترول ومجموعة أنظمة الرقابة الفنية بالإضافة إلى تجهيز وحدة مصغرة للمونتاج وأخرى للتصوير الداخلي ووحدتي إضاءة وصوت من القرض التربوي العاشر مطلع العام 2000م وبتكلفة مليون دولار أمريكي . وبدأ التشغيل الفعلي بإنتاج مجموعة من البرامج التربوية والتعليمية المختلفة بمعدل أنتاج برامجي تصل مدته أربع ساعات ونصف الساعة أسبوعياً وبثت من خلال القناة الفضائية اليمنية منذ بداية شهر يناير 2001م بمعدل ساعة إلىساعة وربع يومياً. وتمثلت المرحلة الثانية بإضافة وتكميل تجهيزات جديدة هي عبارة عن ثلاث كاميرات للتصوير الخارجي وأربع وحدات للمونتاج ، بتكلفة سبعمائة ألف دولار وبتمويل من حكومة اليابان الصديقة في إطار منحة تخفيف أعباء الديون عام 2002م . وبحسب الأخ مدير عام القناة ف‘ن إدارة القناة تسعى خلال المرحلة الثالثة والآخيرة التي هي في الطريق نحو التنفيذة إلى تزويد القناة التعليمية بأجهزة البث الهوائي والإرسال لتتمكن من الاستقلال ببثها البرامجي المتواصل مثلها مثل نظيراتها من القنوات التعليمية في الدول الأخرى , مشيراً إلى أن التكلفة التقديرية لهذه المرحلة تبلغ تسعمائة وخمسين ألف دولار .. معتبرا أن هذه المرحلى تعد خطوة هامة لتمكين القناة من تأدية أدوارها وتنفيذ أهدافها التربوية الكاملة دون تعثر ولفت القدمي إلى أن القناة التعليمية عملت خلال الفترة الماضية على إنتاج وبث برامج المسابقات الطلابية والأنشطة المدرسية الثقافية والفنية والعلمية والرياضية , وبرامج وندوات إعلامية موجهة عكست من خلال النزول الميداني أهم المنجزات في الحقل التربوي ، وساعدت في إيصال صوت وصورة مايعتمل في التربية إلى كل فئات وشرائح المجتمع لتعزز العلاقات الإيجابية بين كل الأطر المعنية بالشأن التعليمي . ويضيف القدمي إن القناة التعليمية أنتجت وبثت منذ إنشائها عدد من الفلاشات الهادفة معالجة بعض الظواهر السلبية في الميدان التربوي والتوعية بأهمية تكامل دور أولياء الأمور والجهات ذات العلاقة ، مع تحفيز الناس على الاهتمام بمتابعة أداء أبنائهم ، وحث الفتيات على الالتحاق بالمؤسسات التعليمية . وأستحدثت القناة مكتبة مرئية ومسموعة تحوي كل المواد المنتجة من قبلها بالإضافة إلى المواد التي يمكن اقتناؤها من الخارج ,إلى جانب توثيق مختلف الفعاليات والأنشطة التربوية والتعليمية في اليمن , كما زودت القناة المدارس والمعاهد العليا لتدريب وتأهيل المعلمين ومراكز التأهيل عن بعد بعدد من البرامج التلفزيونية أو الإذاعية . وتحرص القناة التعليمية من خلال برامجها على اكتشاف المواهب الواعدة وتشجيعها وإبرازها إعلامياً . ووفقا لمديرعام القناة التعليمية فإن القناة " تنتج حوالي خمسة عشر برنامجاً تربوياً وتعليمياً مختلفاً كان لها الأثر الكبير في خدمة التعليم وإيصال رسالة واضحة عن العملية التربوية وتطورها في الجمهورية اليمنية والجهود التي تبذلها الدولة في سبيل تحسين العملية التعليمية وإيصال مفاهيم العصر الحديث لمختلف الشرائح , حيث لا تقتصر البرامج التي أنتجتها القناة على شريحة الطلاب فقط وإنما تخص كافة افراد المجتمع " . ومن البرامج التي أنتجتها القناة برنامج المعلم في الصف , وهو برنامج موجه لكافة المعلمين يساعد على تطوير أدائهم في المدارس بما يحقق الرفع من مستوى العملية التعليمية والتربوية خاصة لدى مدرسي المرحلة الأساسية والمعلمين غير المؤهلين تربوياً وحملة الشهادات الثانوية وما في مستواها وهو برنامج تطبيقي لمهارات المعلم في الصف , وبرنامج المدرسة المفتوحة من البرامج المنهجية التي تقدم الدروس في مختلف المواد للطلاب في مختلف المراحل الدراسية وخصوصاً طلاب الشهادات العامة ,وبرنامج مهارات التدريس والذي كُرس لرفع مستوى المعلمين والمعلمات الذين يعملون في الحقل التعليمي من غير المؤهلين تربوياً ، والراغبين في متابعة تحصيلهم العلمي والمهني , فالاستفادة منه لا تقف عند المعلمين بل تتعداهم إلى أولياء الأمور من آباء وأمهات ، إذ يكتسبون أساليب تربوية من خلال هذا البرنامج . وهناك برنامج قضايا تربوية وهومن البرامج التثقيفية والتنويرية الموجهة لقطاع واسع من المشاهدين على مختلف مستوياتهم الفكرية ، حيث يتناول مع المتخصصين من الباحثين والتربويين وغيرهم أهم القضايا التي تهم العمل التربوي والتعليمي ,وبجانبه برنامج رسالة الإرشادي الذي يهدف إلى نشر وتعزيز الثقافة التربوية وتعميمها على شرائح المجتمع كافة بغية الإسهام الفاعل في الانطلاق بالعمل التعليمي والتربوي إلى مستويات أفضل . ويشير مدير عام القناة إلى قيام القناة بتغطية الفعاليات التربوية الآنية لتحقيق هدف هام من أهداف إنشائها وهو تغطية وتوثيق مختلف الأنشطة التي تعتمل في حقلنا التربوي والتعليمي سواء على مستوى ديوان عام الوزارة أو على مستوى الميدان بكل مرافقه وفروعه بإعتبار ذلك النشاط يحقق التواصل المباشر مع كل الأطر المعنية . وعن البرامج المتصلة بتكنولوجيا العصر يوضح القدمي أن القناة أنتجت برنامج " نحن والكمبيوتر " وهو برنامج يعنى بتعليم المشاهدين من طلاب ومهتمين اسس وبرامج الكمبيوتر المختلفة عن طريق متخصصين في هذا المجال ، وقد أنتجته القناة نظرا لأهمية الكمبيوتر الذي أصبح يمثل مصدراً هاماً من مصادر العلم والثقافة وتقنية لها أهميتها في مختلف المجالات .. مبيناً أن القناة وضعت في حساباتها شريحة ذوي الإحتياجات الخاصة ومنهم شريحة الصم والبكم , من خلال إنتاج برنامج حديث الصمت العلمي والمنهجي بغية الإثراء المعرفي ، العلمي ، الثقافي والمهني لهذه الفئة. وعن الطاقم العامل في القناة قال الأخ توفيق القدمي " تعتمد القناة التعليمية في تنفيذ برامجها على كفاءات محلية من الفنيين المهرة ذوي القدرات العالية وتستفيد من خبرات عدد من أساتذة الجامعة والموجهين وغيرهم من الكفاءات في المجالات المختلفة " .. منوهاً إلى أن خصوصية العمل الفني التلفزيوني الابداعي والتطورات المتسارعة التي تشهدها تكنولوجيا الاتصال والاعلام ؛ تتطلب الحاجة لتحديث الأجهزة والاستمرار في تدريب الكوادر البشرية العاملة في القناة التعليمية حتى تتمكن من تحقيق المواكبة وأداء دورها في تطوير العملية التعليمية . ويشيد القدمي بالدعم الذي تحظى به القناة من قيادة وزارة التربية والتعليم وبالتعان الكبير الذي وجدته القناة من الفضائية اليمنية والقناتين الأرضيتين الأولى والثانية في بث برامجها التي قدمت رسالة إعلامية تربوية ذات مردود إيجابي ونفعي كبير على المجتمتع , داعياً إلى مواصلة هذه الجهود وإستكمال الخطوة الأخيرة في طريق البث الفضائي. سبأنت
