تحت عنوان (روسيا.. العالم الإسلامي).. انطلقت اليوم الأربعاء في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان التابعة للاتحاد الفيدرالي الروسي، أعمال القمة الاقتصادية الدولية ال12 بين روسيا والبلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. ويشارك في أعمال قمة "قازان" التي ستستمر حتى يوم الجمعة المقبل، وتنعقد مع مراعاة إجراءات الوقاية الصحية بسبب كورونا، ممثلو منظمات دولية وحكومية ومالية، وشخصيات دبلوماسية وسياسية فضلًا عن المستثمرين ورجال الأعمال. وبحسب موقع (روسيا اليوم) سيبحث المشاركون في القمة سبل تعزيز التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي من النواحي الاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية.. وتتضمن أعمال القمة جلسات حوار وورشات عمل متنوعة. وشدد رئيس تتارستان، رستم مينيخانوف، في كلمته الافتتاحية، اليوم، على أهمية توسيع المشاركة في القمة.. لافتاً إلى أنه بحث مع وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم ريشيتنيكوف، توسيع نطاق المشاركة في القمة، من أجل جذب المزيد من المستثمرين والمشاركين. وقال: "شكرا جزيلا لكم على اهتمامكم بهذه القمة التي عُقدت خلال فترة الوباء، وأنا واثق من أنها ستكون مثمرة". ووفقا لبيان صادر عن الرئاسة الروسية (الكرملين)، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمة ترحيبية بالمشاركين في القمة الاقتصادية الدولية.. مؤكدا أن روسيا ستدعم الدول الإسلامية في تجاوز الأزمات الإقليمية ومحاربة مظاهر الإرهاب والتطرف. وقال بوتين: "إن العلاقات بين روسيا والدول الإسلامية وديّة وبناءة بصورة تقليدية". وأضاف: "نحن نتعاون بنشاط من أجل تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات، وضمان الاستقرار والأمن الدوليين، وبناء نظام عالمي أكثر عدلاً وديمقراطية". وتابع: "إن الروابط المتنوعة في التجارة والاقتصاد والاستثمار والعلمي والتقني والإنساني والعديد من المجالات الأخرى تعطي مردودا طيبا". واستطرد قائلا: "أود أن أؤكد أنه يمكن لشركائنا الاعتماد بشكل كامل على الدعم والمساعدة من روسيا الاتحادية في الجهود المبذولة للتغلب على الأزمات الإقليمية والمشاكل الاجتماعية الحادة، وفي مواجهة كافة مظاهر الإرهاب والتطرف". من جهتها أكدت وكالة التنمية الاستثمارية لجمهورية تتارستان في بيان صادر عنها، أنه ستتم مناقشة قضايا التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي، من النواحي الاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية، وسيتم تنظيم لمعرض للصناعة الحلال في روسيا، بالإضافة إلى منتدى لبناء الآلات، ومنتدى لرواد الأعمال الشباب من بلدان منظمة التعاون الإسلامي، وعرض للأزياء الإسلامية. بدوره صرح وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم ريشيتنكوف في كلمة ألقاها في الجلسة العامة للقمة، بأن الشركاء من الدول الإسلامية يولون اهتماما كبيرا بمشاريع التكنولوجيا الروسية. وقال: إن "الآلية الجديدة للأنظمة القانونية التجريبية للتكنولوجيات، بما في ذلك نقل الركاب والبضائع دون طيار، تحظى باهتمام كبير لممثلي الأعمال، بما في ذلك من الدول الإسلامية.. ويجب أن ننظر إلى المستقبل ونفهم ما سيكون عليه الهيكل المستقبلي للاقتصاد". وأضاف "هنا، تبرز قضايا الرقمنة واستخدام الذكاء الاصطناعي.. نطلق هذا العام آلية جديدة للأنظمة القانونية التجريبية التي ينبغي أن تفتح الطريق أمام استخدام روسيا لنقل البضائع بدون طيار، وسيارات الأجرة بدون سائق، ومعالجة البيانات الضخمة، والتطبيب عن بعد". وأشار إلى أن البلاد تواجه تحديات جديدة مرتبطة بالانتقال إلى اقتصاد منخفض انبعاثات الكربون، مما سيغير بشكل كبير هيكل الصادرات الروسية.. مضيفاً "بالفعل الآن يجب أن نفهم كيفية نقل الاقتصاد". وتابع ريشيتنيكوف قائلا: "ندعو شركائنا من الدول الإسلامية للانضمام إلى هذه المشاريع أيضا". هذا وتناقش الحكومة الروسية مفهوم تطوير النقل الكهربائي في إطار المبادرات الاستراتيجية.. ويتم تنفيذ مفهوم تطوير طاقة الهيدروجين، ويتم العمل على مبادرات جديدة تتعلق بالهندسة الميكانيكية للصناعة الجديدة لمعالجة ونقل الغاز الطبيعي المسال. واستمرارا لموضوع تطوير المركبات غير المأهولة، أشار وزير التنمية الاقتصادية في روسيا بشكل خاص إلى التقدم الذي أحرزته شركات "كاماز" في هذا الموضوع، وأوضح أنه يجب على السلطات تهيئة الظروف للاختبار الآمن لهذه التقنيات. من جانبه، أوضح النائب الأول للمدير العام لشركة "كاماز"، يوري غيراسيموف، في حديثه عن الروبوتات، أنه اليوم، في وضع الاختبار، تتحرك مركبة من دون قائد مبنية في المؤسسة وتحمل المكونات. وقال غيراسيموف: إن المؤسسة توظف أكثر من 200 روبوت يشارك في إنتاج الشاحنات.. مضيفاً: "ستؤدي الروبوتات إلى زيادة جودة المنتج، وتوفير مرونة الإنتاج لتخصيص المنتجات، بالإضافة إلى زيادة إنتاجية العمل وظروف موظفي الشركات". وتلخيصاً لنتائج الاجتماع.. قال رئيس تتارستان رستم مينيخانوف: إن السلطات ستعمل على تغيير موقف الشركات من الأتمتة.. مضيفاً: "اليوم نقوم بإنشاء طائرات جديدة في مجال الطيران وبناء السفن، ويجري تحديث عميق لمصنع كازان للطيران". ويشار إلى أن رئيسة وكالة تتارستان لتنمية الاستثمار، تاليا مينولينا، كانت قد صرحت السبت، بأن القمة تتناول أجندة أعمال مختلفة في كل عام.. وأن التفاعل مع العالم الإسلامي يبعث الأمل بالنسبة للاتحاد الروسي من أجل زيادة الاستثمارات. الجدير ذكره أن النسخة السابقة للقمة كانت قد أقيمت عام 2019 بمشاركة 5 آلاف شخص من 73 دولة.. وأول قمة اقتصادية عقدت في عام 2009، واستضافت 250 مشاركًا.
