كشف الرئيس التونسي قيس سعيّد، أن "هناك من دفع المليارات لدول غربية للتشهير وحتى للاغتيال"، وشدد على أن "الخطر كان ولا يزال جاثماً، ولا يمكن أن يترك الدولة كدمية تحركها الخيوط من وراء الستار". ونقلت قناة الميادين الليلة الماضية عن الرئيس سعيّد، قوله: إن "القضية ليست قضية حكومة بل هي قضية منظومة كاملة".. مضيفاً: إنه "لا مجال للتراجع كما يتحدث البعض، إننا في حالة ارتباك". وتابع سعيّد: "اكتشفت أن الأهداف الحقيقية لمن يتظاهر بالصدق هي المزيد من التنكيل بالشعب التونسي". وإذ أشار إلى أنه "كلما اشتدت الأزمات المفتعلة ازداد الإصرار على تخطيها وتجاوزها".. أضاف "تتوالى التحديات وتتعدد الأزمات المفتعلة لكن التحدي هو التحدي". وتناول الرئيس التونسي ثورة 17 ديسمبر و14 يناير، قائلاً: إنه "تاريخ الانقلاب على الثورة". وقال الرئيس التونسي: "صواريخنا الدستورية على منصاتها جاهزة للإطلاق".. لافتاً إلى أنه "كان لا بد من اللجوء إلى الفصل 80 وكان يمكن أن تكون هذه التدابير أشد عليهم.. تركنا الوقت يمر حتى تسقط أوراق التوت، ومن كان فرحاً كان ينتظر منصباً". وأكد أنه لم يلجأ إلى هذه التدابير إلا للحفاظ على الوطن وليس بحثاً عن المناصب. وأضاف: "الحياء يمنعني من أن أتحدث عن هؤلاء الخونة الذين باعوا أوطانهم.. ليسمع العالم أنني لم أمسّ أحداً ولم أرفع قضية لأن قضيتي هي قضية شعب". وأشار إلى أن "المرافق العمومية التي تحسن مردودها بعد اللجوء لهذه التدابير". وتساءل: "هل التونسيون بحاجة إلى حكومة تستجيب لإرادتهم أم إلى لصوص ينهبون البلاد؟". واعتبر أن "المجلس النيابي الذي يريدون العودة إليه في تونس تباع فيه القوانين وتشترى". وجدد سعيّد التأكيد على أن "التدابير الاستثنائية ستتواصل في تونس ووضعت قوانين انتقالية وسيعين قريباً رئيس للحكومة". واعتبر أنه "إذا لم يستطع الشعب تحقيق سيادته بالانتخابات، فذلك يعني أنه تمّ السطو على إرادته"، ولن يأتي أحد ليسطو على حرية التونسيين وحقوقهم المشروعة". وأكد سعيّد أن "الشعار الذي انطلق في تونس الشعب يريد هو الذي سيتحقق". وطمأن الرئيس التونسي بأنه "لن يتم اعتقال أحد على موقفه في تونس رغم كونه أساء الأدب وخالف القانون". واختتم قائلاً: "نحن في حركة ثورية تصحيحية للانفجار الثوري الذي انطلق في سيدي بوزيد يوم 14 ديسمبر". الجدير ذكره أنه خرجت يوم السبت الماضي تظاهرتين، إحداهما رافضة والأخرى مؤيدة لإجراءات الرئيس سعيّد، وذلك في شارع الحبيب بورقيبة وسط مدينة تونس العاصمة.. ورفع المتظاهرون شعار ما يصفونه ب"الانقلاب"، بينما أكد المتظاهرون المؤيدون لتلك الإجراءات أنَّه لا عودة إلى ما قبل 25 يوليو. وكانت حركة "النهضة" قد طالبت ب"إنهاء الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها سعيّد بسرعة ورفع التجميد عن البرلمان".. كما دعت إلى تعيين الشخصية المُكلّفة بتشكيل حكومة شرعية قادرة على مواجهة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، في ظرفٍ يتسم بصعوباتٍ حادة.