رحبت العديد من دول العالم بقرارالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتعيين ستفان دي ميستورا، مبعوثاً جديداً خاصاً للمنظمة الدولية الى سوريا، خلفاً للاخضر الابراهيم والذي اعلن استقالته في 31 مايو الماضي وذلك بعد اقل من عامين للجهود التي بذلها ولم تنجح في انهاء الازمة السورية. ورحبت الولاياتالمتحدة بالقرار على لسان وزير الخارجية جون كيري والذي قال في بيان "إننا نحيي استعداده لمواصلة المهمة في محاولة لوضع حد للمعاناة والعنف الوحشي داخل سوريا والتوصل إلى مسار نحو التحول السياسي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة شاملة ويحقق تطلعات السوريين من أجل الحرية والكرامة". كما رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في بيان نشرته الخارجية الليلة الماضية أن الانتقال السياسي باتفاق متبادل بين الأطراف السوريين وبدعم من المجتمع الدولي يظل السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في سوريا . واضاف هيج إلى أن تعيين دي ميستورا يأتي في وقت أكثر إلحاحًا إلى تسوية سياسية في سوريا .. مؤكداً دعم بلاده القوي في هذا الصدد . من جانبه دعا الاتحاد الاوروبي اليوم المجتمع الدولي الى دعم ستافان دي ميستورا الممثل الخاص الجديد للامم المتحدة الى سوريا في مهمته . وقال مايكل مان المتحدث باسم المسئولة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في بيان له إن "الخبرة الطويلة التي يتمتع بها دي ميستورا في المنطقة وسمعته الممتازة كدبلوماسي محنك ومهاراته تجعل منه خيارا جيدا للغاية للتعامل مع واقع يزداد تعقيدا في سوريا وجوارها". واضاف "اننا ندعو المجتمع الدولي وجميع الأطراف السورية لتقديم الدعم الكامل والملموس لمهمة السيد دي ميستورا" .. مشيراً الى أن الاتحاد الأوروبي يعتزم استخدام كل الوسائل المتاحة لمساعدته في مهمته الجديدة. ولفت البيان الى أن حل الأزمة السورية لن يتحقق إلا من خلال عملية سياسية شاملة بقيادة سورية من شأنها أن تلبي التطلعات الديمقراطية للشعب السوري. كما رحبت اسبانيا في بيان لوزارة خارجيتها اليوم تأييد اسبانيا الكامل للمبعوث الجديد في مهامه الصعبة التي تتجسد في إيجاد حل سياسي وتفاوضي للصراع الذي أودى بحياة أكثر من 150 ألف شخص حتى الآن والذي تسبب في أزمة إنسانية ذات أبعاد كبيرة. واعتبر البيان ان ذلك الحل المترقب يجب أن يكون دون أدنى شك ثمرة الحوار بين مختلف القوى السياسية الرافضة للعنف وبدعم المجتمع الدولي وتأييده. وأعرب البيان عن أمله في نجاح مهمة ميستورا لوقف إراقة الدماء في البلد العربي والنجاح في تحقيق التحول السياسي الذي يحترم تطلعات الشعب السوري بتحقيق الديمقراطية والازدهار .. معتبراً ان ذلك من شانه إعادة الاستقرار ليس في سوريا فقط وإنما في المنطقة برمتها. من جانبها رحبت فرنسا في بيان لوزارة خارجيتها ان باريس "لن تألو جهداً في مساعدة الاممالمتحدة بالاتصال مع الجامعة العربية على استئناف عملية ذات مصداقية للخروج من الازمة السورية بهدف الوصول الى انتقال سياسي حقيقي في سوريا". وكان الابراهيمي قد استقال من مهمته في 30 مايو الماضي بعد انهيار جولتين من مفاوضات السلام ودخول الحرب الدائرة في سوريا عامها الرابع. وبذا يرث ستفان دي ميستورا والذي يبلغ من العمر 67 عاما ويحمل الجنسيتين السويدية والايطالية، مهمة يعتبرها كثيرون شبه مستحيلة. وسبق له ان عمل نائبا لوزير الخارجية في ايطاليا، كما عمل في الاممالمتحدة لاكثر من ثلاثة عقود ويتمتع بخبرة كبيرة في العمل في مناطق النزاع. كماعمل مبعوثا للامم المتحدة في العراق بين عامي 2007 و2009، وعمل مبعوثا دوليا الى افغانستان بين عامي 2010 و2011. وشغل مناصب تابعة للامم المتحدة في الصومال والسودان والبلقان، وعمل نائبا لمدير برنامج الغذاء الدولي التابع للامم المتحدة بين عامي 2009 و2010. ويجيد دي مستورا 6 لغات بينها الانجليزية والفرنسية والالمانية، كما يتحدث بعض اللهجات العربية المحلية. وسيحاول دي ميستورا في مهمته الجديدة التوسط للتوصل الى تسوية سلمية للازمة السورية التي اندلعت في مارس 2011 وتسببت في مقتل نحو 150 الف شخص حتى الآن وتشريد ما يزيد على عشرة ملايين آخرين سواء داخل سوريا او خارجها