حددت الهيئة العامة المكلفة تنظيم الانتخابات في تونس يوم ال 21 من شهر ديسمبر الجاري موعدا للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية التي يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي مع مؤسس ورئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي. وصرح رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار، أن الرعايا المقيمين في الخارج سيصوتون في 19 و20 و21 ديسمبر. وأضاف أن الحملة الانتخابية ستبدأ الثلاثاء وستستمر حتى 19 ديسمبر داعيا المرشحين ووسائل الإعلام إلى احترام مبادئ الحملة الانتخابية، بالنظر إلى "أهمية هذه اللحظة التاريخية". وأعلن قائد السبسي (88 عاما) الذي فاز حزبه في الانتخابات التشريعية في 28 أكتوبر أنه يريد إعادة "هيبة" الدولة بعد أربع سنوات على الانتفاضة الشعبية التي شهدت البلاد خلالها صعود التيار المتشدد، في حين شدد المرزوقي، على أنه حال دون وقوع الفوضى من خلال تحالفه مع حركة النهضة الاسلامية. وأظهرت النتائج النهائية لهيئة الانتخابات تقدم الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس بنسبة 39.4 في المئة من الأصوات و المنصف المرزوقي بنسبة 33.4 في المئة على بقية المنافسين في الدورة الاولى لكن أيا منهما لم ينجح في تحقيق أغلبية الأصوات اللازمة للفوز الأمر الذي استلزم الإعادة بين الحاصلين على أعلى الأصوات. وتعتبر الانتخابات الرئاسية هي آخر الخطوات نحو الانتقال للديمقراطية في تونس بعد نحو اربع سنوات من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي وانتخاب أول برلمان في 14 يناير 2011.. ويرى مراقبون في تونس أن المرشحين سيسعيان حاليا إلى طلب الدعم من عدد من الأحزاب التي دفعت بمرشحين لها في الدورة الأولى، إلا أنه سيكون هناك قدر خاص من الأهمية لمن يفوز بأصوات مؤيدي حركة النهضة الاسلامية والجبهة الشعبية اليسارية وهما حركتان منظمتان. وفيما حثت حركة النهضة التي لم تقدم مرشحاً للانتخابات الرئاسية كوادرها على إنجاح الدورة الثانية من الانتخابات،والمشاركة بكثافة فيها، تقول إنها استمرت في حيادها تجاه المرشحين قائد السبسي والمنصف المرزوقي. وقالت حركة النهضة التونسية في بيان، إنها " تدعو أبناءها وعموم الناخبين في الداخل والخارج، الى انتخاب المرشّح الذي يرونه مناسبًا لإنجاح التجربة الديمقراطية والمشاركة المكثّفة في الانتخابات والحرص على سلامة العمليّة الانتخابيّة وتأمين نزاهتها وشفافيتها حتّى تعبّر بصدق عن الإرادة الشعبية". ويرى المراقبون أن حركة النهضة لا تغامر بدعم حليفه السابق المنصف المرزوقي علنا، حفاظا على إحتمال تحالفها مع حزب نداء تونس صاحب الاغلبية البرلمانية في تشكيل الحكومة المقبلة. لكن الكثير من المراقبين يعتقدون أن حركة النهضة الاسلامية تدعم في الخفاء المرزوقي، بدليل حصوله على غالبية الاصوات في المناطق والمدن التي كانت تعتبر سابقا معاقل الحركة. وبحسب هيئة الانتخابات ستبدأ الحملة الانتخابية يوم الثلاثاء وستستمر حتى يوم 19، بينما سيكون الصمت الانتخابي يوم 20. وقد رفضت المحكمة الإدارية أمس الأحد مجددًا الطعون التي تقدم بها فريق الحملة الانتخابية للمرشح المنصف المرزوقى ضد نتائج الدورة الأولي. وقد ضمن المرزوقي مروره إلى الدورة الثانية بعد حلوله ثانيًا خلف السبسي في الدورة الاولى. ولا يملك رئيس البلاد صلاحية كبيرة فيما يتعلق بالدفاع والسياسة الخارجية ولكن يمكنه اقتراح قوانين. ويتمتع رئيس الوزراء الذي يختاره البرلمان بصلاحيات أكبر. وسيتعين على حزب نداء تونس الذي فاز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات العامة أن يشكل تحالفات من أجل أن تكون له أغلبية في البرلمان.