تعد أمراض العمود الفقري من أكثر الأمراض انتشاراً وهناك تطور سريع في التقنية الطبية يفتح إمكانات جديدة لعلاج هذه الأمراض الصعبة، وتعول أغلبية الأطباء الارتفاع المطرد في حالات الإصابة بأمراض العمود الفقري إلى نقص الحركة، وسوء التغذية، إضافة إلى السمنة المفرطة. أهمية التشخيص المبكر الجزء المهم في علاج انحناءات العمود الفقري هو اكتشافه مبكراً لأن ذلك يساعد على علاجه بدرجة نجاح أكبر. والاكتشاف المبكر يستدعي عمل كافة الفحوصات اللازمة. وفي الحالات التي يكون التشخيص فيها متأخراً فإن التدخل الجراحي يكون ضرورياً ويتم بنجاح تام مع استخدام التقنيات المتطورة في العلاج ووجود الطبيب المتخصص في علاج هذه الحالات. العلاج الجراحي هو الأفضل ويعتمد التشخيص على الفحص السريري الدقيق، إضافة للفحص الشعاعي لتحديد ما إذا كانت هناك إصابة للعظم. كما تفيد أشعة الرنين في فحص الحبل الشوكي والأعصاب والغضاريف لتبين سلامتهم من الأمراض. ويعد تشخيص هذه الحالات في البداية مهم جداً لوضع خطة علاجية مبكرة لتلافي حصول أية مضاعفات. ويمكن تقسيم شكاوى العمود الفقري العنقي إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول عندما يكون هناك ضغط على الحبل الشوكي عن طريق انزلاق غضروفي أو زوائد عظمية وهذا يؤثر في قوة المريض الحركية ويسبب تنميلاً في اليدين مع احتمال تأخر في المشي في الحالات المتقدمة. وفي هذه الحالات لا يُنصح كثيراً بالعلاج التحفظي بل يفضل العلاج الجراحي لإزالة الضغط عن الحبل الشوكي حتى لا يتطور المرض. آلام العصب الخامس القسم الثاني عندما يكون الضغط على الأعصاب بعد خروجها من الحبل الشوكي بانزلاق غضروفي أو زوائد عظمية. وعادة ما يتبع الآلام العصب المتأثر. فالعصب الخامس يكون آلامه في أعلى الذراع ولوح الكتف بينما يكون تأثر العصب السادس الرقبي إلى الإبهام والسبابة وهكذا. وقد يعاني الشخص قلة في الإحساس أو الضعف مع الآلام. وفي غياب ضعف الحركة عند الفحص السريري يمكن علاج هذا النوع من الآلام بالعلاج الطبيعي والأدوية المسكنة. وإن لم تستجب الأعراض لمثل هذا العلاج، فإن العلاج الجراحي لفك الضغط عن الأعصاب هو المناسب. اختفاء الألم بعد الجراحة ويبدأ العلاج عادة بالعلاج التحفظي بأخذ الأدوية المسكنة والعناية بالظهر فإذا لم تستجب الأعراض لهذا العلاج فإن العلاج يكون جراحياً باستئصال الغضروف المنزلق ويتم ذلك باستخدام المجهر الجراحي. وسرعان ما يختفي الألم بعد الجراحة، ويمكن للمريض الخروج خلال 24 ساعة بعد العملية وباستطاعته الحركة بشكل عادي على أن يكون حذراً في الشهر الأول ويتمثل ذلك في عدم حمل الأشياء الثقيلة، ومن ثم باستطاعته البدء بالعلاج الطبيعي.