كنت واحداً من ملايين اليمنيين المتفائلين ببرنامج حكومة الكفاءات الذي انتظرناه بفارغ الصبر, ولكن بمجرد تصفحنا لمضامينه وجدناه غير موضوعي وغير واقعي.. معبراً في بنوده عن آمال وتطلعات وطموحات الحكومة وليس الشعب اليمني الذي يعيش أوضاعاً بائسة من الجوع والخوف وعدم الاستقرار, وبدلاً من أن تركز الحكومة على لقمة العيش وتوفير الأمن للمواطن ذهبت في برنامجها العام المقدم للبرلمان بعيداً عن أهم قضيتين تهدد وجود اليمنيين في ظل معطيات الراهن العصيب.. إن شعبنا لم يعد يصدق الوعود والبرامج والشعارات الرنانة بعد أن أصبح همه الأول والأخير الحفاظ على حقه في الحياة بعيداً عن الجوع والخوف, وهذا ما كان يجب أن تدركه وتستوعبه حكومتنا الموقرة في برنامج واقعي عملي تنفيذي لتحقيق هذين المطلبين الرئيسيين, وما دون ذلك لا يهم الناس في هذه المرحلة الحرجة غير القابلة للأحلام والتطلعات والأوهام التي سئمها أبناء الوطن وعانوا منها كثيراً.. إن المتناقضات الواردة في البرنامج العام توحي بأن كاتبها يعيش في عالم آخر وليس في اليمن, حيث جعلنا نقف أمام مفارقات عجيبة.. ففي الوقت الذي يوضح فيه البرنامج جسامة التحديات الاقتصادية والأمنية القائمة في البلد, ويحددها بثمانية بنود نجده في الوقت نفسه يقفز إلى قضايا تتطلب عملية تحقيقها اعتمادات مالية خيالية تفوق قدرة وإمكانات اليمن في أوضاع طبيعية, فكيف لها ومن أين ستأتي الحكومة بالاعتمادات المالية لتنفيذ مشاريع خدمية واقتصادية كبيرة, وتحسين الأجور وإنهاء البطالة, وبناء الجيش والأمن, والعمل على تطوير الموانئ وشق الطرقات العملاقة, والسيطرة على عجز الموازنة وغيرها من الأمور التي لم يستوعبها كل ذي عقل راجح ومثل هذا التناقض العجيب والغريب مع احترامنا الكبير لمن بذلوا جهداً في غير محله بإعداد البرنامج العام يفقد مجتمعنا الثقة بحكومته التي علق عليها آمالاً عريضة, لتصيبه في برنامجها المتطلع في مقتل.. بشفافية نقول لحكومة الكفاءات الوطنية المطلوب شعبياً اليوم خطوات عملية غير الوعود التي اعتدنا عليها على الدوام.. إن مسؤولية الأمانة التي تحملتموها بعد أن أديتم اليمين أمام الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي تحتم عليكم عدم تضليل الرأي العام اليمني, بل العمل الجاد والمخلص لتحقيق الأمن ولقمة العيش للمواطن, وما دون ذلك يبقى في سياق الأحلام والآمال.. فهل أنتم فاعلون؟؟؟!!!!!