أكثر من سبعمائة يوم مضت من العدوان تسطرت فيه أحسن القصص التي تجسد ملاحم شعب تعمّدت تفاصيلها بالدم والدموع المالحة بالصبر على فقد الأحبة كما على ضنك العيش الذي تسببت به هذه الحرب البربرية و عرابوها .. تجلت فيها حكاية صمّود لا مثيل له في التاريخ، حكاية شعب صمد في مواجة حربٍ كانت - ولا زالت- من أعقد و أشرس حروب التاريخ استهدفت البشر و الشجر و الحجر، و استهدفت الوطن و المواطن في أهم أسباب الحياة .. لكن الخاتمة - ولا شك – النصر-. سيفتخر الابناء وهم يسردون تفاصيل ما رويناه لهم وسيتداولها الأجيال ليجعلوا من القصص عبرة للمعتدي وفخراً لشعب تصدى بشجاعة وبسالة لأعتى قوة تحالف معها العالم . تحالفوا عسكريا، وكان بعضهم لبعض ظهيرا، مراهنين على ضعف تكنولوجيا الخرسانة العسكرية اليمنية مقارنة بتكنولوجيا تحالفهم العدواني، عازمين على حسم المعركة عسكريا في أقل من اسبوعين، غير مدركين أننا أولو قوة وأولو بأس شديد، فقد سطر شعبنا اليمني العظيم بصموده التاريخي أعجوبة تاريخية، جعلت من "الكلاشنكوف" سلاحاً فتاكاً يعصف بمجنزرات العدو المتقدم تكنولوجيا واستخباراتياً.. ليؤكد للعالم مجدداً بأننا ( أولو قوة وأولو بأس شديد )، لنسفت كل تكهناتهم بحسم المعركة عسكريا في اقل من اسبوعين، فخابوا وخسروا وانقلبت موازين القوى لنغزوهم في عقر دارهم، ونسقط طائراتهم ونغرق بوارجهم مستمدين النصر من الله وحده، وليس يقف امام نصره الاباتشي او F16 والتي اسقطها المرابطون في غرة المائة السابعة من العدوان والحصار. وعلى طول هذه الفترة من الحرب البربرية، الذي صاحبها حصار اقتصادي خانق، ويقينهم بفشلهم عسكريا واستحالة اركاع شعب يمتهن القتال، لجأت قوى الشر من خلال ادواتها الى تضييق الخناق في الجانب الاقتصادي بمختلف الوسائل الى حد تهريب العملة المحلية، ومنع تدفق الايرادات المركزية، لظنهم بأن شعبنا سيركع طالبا منهم قوت يومه على حساب كرامته ومروءته.. لكن هيهات هيهات، فشعب اليمن العظيم بصموده لن يركع لقوى تآمرت على قوت يومه، وحاصرته في معيشته، ليخضع ويضع تأج الحكم على رأس من سعى جاهدا الى تجويعه واذلاله . "لكن هذا المقام يلفت عناية قيادتنا السياسية الى المضي قدما الى رفع معنويات الشعب، ودرء الفتنة الذي تعسى لها ادوات العدوان ببث الشائعات إلى كف أيدي العابثين بأموال الشعب إن ثبت تورطهم، أو معاقبة كل من يروج للأكاذيب وبث السموم لشق الصف الوطني المناهض للعدوان، فالجوع كافر، ولن يغفر شعبنا لمن يتطاول على ماله العام وهو يتضور جوعا بسبب هذه الحرب البسوس." الاستعانة بهامات اقتصادية تبتكر حلولا ومعالجات للمشاكل الإقتصادية التي تواجه الوطن في زمن الحرب بدون حياد بين الوطن وأعدائه، او خوف من العدو، او هروب من مواجهة لحظة الحقيقة، او انسحاب من ساحة المواجهة الى سفرة الطعام في منازلهم. فالشعب في أمس الحاجة الى قادة ووزراء يدرسون تجارب الشعوب والبلدان التي تعرضت للحصار الاقتصادي والمالي في زمن الحرب والسلم ، ويستخلصون منها القواسم المشتركة والدروس النافعة التي تعينهم على سياسة مصالح الشعب. فالقادة الحقيقيون يكتشفون مفاعيل القوة في شعوبهم الصامدة، ولا يتسولون الدعم المالي من العدو الذي يحاربهم ويقتل نساءهم وأطفالهم ويدمر مصادر قوتهم ليلا ونهارا. كما تستدعي المرحلة ضرورة تشكيل فريق من الهامات الدبلوماسية الرفيعة المناهضة للعدوان، للتحرك في جولات خارجية سياسية ودبلوماسية مع الصين وروسيا على الأقل من أجل تدعيم موقف المجلس السياسي الأعلى، وبحث سُبل التعاون سياسيا واقتصاديا. سبعمائة يوم من الخراب، ضحت فيها اليمن وخسرة من خيرة رجالها، لكن لابد أن يحل السلام، ويَعم الأمن والأمان بقاع اليمن السعيد، مستشعرين نحن معشر الشباب مسؤولية إعادة بناء الوطن، والسعي إلى ما من شأنه تصحيح الانحرافات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي خلفتها هذه الحرب، خصوصاً وأن الوهم لا يزال يستبد البعض بانها حرب لاستعادة الشرعية وفرض هيبة الدولة، فعن أي دولة تتحدثون يا هؤلاء وقد أهلكتم الحرث والنسل، وعن أي شرعية تدافعون يا من استبحتم دماء المدنيين العزل، ورضيتم بهدم البيوت على جثث النساء والأطفال. فالشرعية شعب لا تختصر في فرد, وأعلموا أن اليمن بحر لن تغرقه موجه المتآمرين, اليمنبركان لن تحرقه جمرة المتحالفين,اليمن قلعة منيعة على كل الغزاة المعتدين, اليمن حكاية صمود لا مثيل لها في العالمين، فاللهم أحفظ اليمن من كيد الكائدين واحقن اللهم دماء اليمنيين عاشت اليمن حرة أبية موحدة ولا نامت أعين الجبناء.