يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة اليوم لمناقشة تشكيل الحكومة القادمة. كما يجري مشاورات في نفس السياق مع فصائل فلسطينية أخرى لها تمثيل بالمجلس التشريعي.وقال مسؤولون في حماس إنه من المقرر أن يبلغ رئيس الكتلة النيابية للحركة محمود الزهار رسميا الرئيس الفلسطيني أن حماس اختارت إسماعيل هنية مرشحا لرئاسة الحكومة الجديدة.وطلب عباس خلال افتتاح الجلسة الأولى للمجلس التشريعي الجديد أمس من حماس تشكيل الحكومة المقبلة، ودعاها إلى الالتزام بعملية السلام والاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل ونهج المفاوضات كخيار إستراتيجي، لكن حماس سارعت إلى رفض دعوة عباس.وعلق مرشحها لرئاسة الحكومة المقبلة في تصريحات لاحقة على كلمة عباس بالقول "إن التباينات مع رئيس السلطة تحل بالحوار والتفاهم والتنسيق".غير أن المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري أشار في تصريحات للجزيرة إلى أن هنالك تباينا بين برنامج الحكومة المقبلة والرئاسة، وأن حماس ما زالت ترفض التفاوض مع إسرائيل.ومن المتوقع أن يؤكد عباس خلال اجتماعه مع قادة حماس في غزة طلباته التي دعا لها أمام المجلس التشريعي، ولكن مراقبين ومحللين لا يتوقعون أن يجعلها شروطا لتشكيل الحكومة. ورغم الخلافات بين الطرفين لا يبدو أن عباس أو حماس مستعدان لدخول مواجهة فورية.وما زال أمام حماس خمسة أسابيع لتشكيل الحكومة ومن المتوقع أن تسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية رغم إعلان قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أنهم لا يرغبون في المشاركة فيها.وقد بدأت حماس بالفعل مشاورات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى بشأن تشكيل الحكومة المقبلة. وقال متحدث باسم الحركة في المجلس التشريعي إنه لا خطوط حمراء أمام حماس في هذا الإطار سوى مصالح الشعب الفلسطيني.وقالت مصادر في حماس إن الحركة شكلت وفدا مفاوضا للمحادثات مع مختلف الفصائل داخل البرلمان. وأعربت عن أملها في الانتهاء من مفاوضات تشكيل الحكومة في غضون أسبوعين.ومن جهة اخرى ، تبحث الحكومة الإسرائيلية اليوم فرض إجراءات صارمة جديدة على الفلسطينيين لإضعاف حكومة تقودها حماس، ومن ثم محاولة الضغط عليها للاعتراف بإسرائيل ونبذ ما تسميه العنف.وقال مسؤول حكومي إسرائيلي كبير طلب عدم ذكر اسمه إن إسرائيل تفضل عدم اتخاذ موقف متشدد في بادئ الأمر حتى لا تفقد التأييد الدولي وتسمح لحماس بكسب تعاطف ومساعدات مالية خارجية تحتاجها بشدة.وربما تشمل القيود الإسرائيلية الجديدة على الفلسطينيين منع العمال والسلع من دخول إسرائيل من غزة. وفي الأسبوع الماضي أوصى مسؤولو وزارة الدفاع الإسرائيلية بالضغط على السلطة الفلسطينية ماليا من خلال الوقف الفوري لكل تحويلات عائدات الضرائب وممارسة الضغط على المانحين الدوليين لتجميد كل المساعدات باستثناء الإنسانية منها.كما اقترح مسؤولو وزارة الدفاع أيضا منع كل الفلسطينيين من العمل في إسرائيل ومن التنقل بين غزة والضفة الغربية المحتلة.