أوصى المؤتمر العلمي الأول للارتقاء بالعمل المؤسسي في ضوء عهد الإمام علي لمالك بن الأشتر، في ختام أعماله اليوم بتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ مخرجات المؤتمر وتوصياته واستقبال الدراسات والبحوث للفترة القادمة. وطالب المشاركون في المؤتمر الذي نظمته على مدى ثلاثة أيام دائرة التعليم الجامعي بالتعاون مع عدد من الجامعات اليمنية، بمشاركة كوكبة من الأكاديميين والباحثين والعلماء والقيادات الإدارية والفنية لمؤسسات الدولة، بتوجيه البحوث الدراسات في المؤسسات البحثية نحو أولويات التنمية والإصلاح المؤسسي.
وأكدت التوصيات ضرورة تركيز المؤتمر العلمي الثاني على إعداد دراسات وأبحاث علمية لتشخيص واقع المؤسسات وتقديم حلول ومعالجات في ضوء وثيقة العهد .. مشددة على أهمية تشجيع الباحثين بالمؤسسات على إجراء بحوث ودراسات حول وثيقة العهد وإظهار مجالات التميز في الوثيقة وتسليط الضوء على مبادئها وتكثيف المؤتمرات والندوات العلمية وحلقات النقاش حول الأبعاد والمضامين الدلالية للوثيقة.
كما طالبت التوصيات بتصميم برامج ثقافية تستهدف البناء الروحي والإيماني لمنتسبي المؤسسات والارتقاء بالمهام الإدارية وتقييم المتقدين للعمل في المؤسسات وإمكانية تضمين مبادئ وقيم العهد في المناهج الدراسية.
ودعت التوصيات إلى ترسيخ ثقافة تطبيق النظام والقانون وقيم العدالة والمساءلة وتكافؤ الفرص وتطبيق مبدأ الثواب العقاب على الجميع وتحقيق مبدأ النزاهة الشفافية إلى جانب إعداد قيادات تتوافر فيها القدرة على رسم رؤية مستقبلية تسهم في تعزيز الولاء المؤسسي وتطوير المناهج التربوية التعليمية في ضوء العهد.
وشددت على تبني إستراتيجية وطنية للنهوض بالعملية الإدارية في مؤسسات الدولة تعتمد مضامين وثيقة العهد واعتبار الوثيقة من مرجعيات السلطة القضائية وتفعيل دور هيئة الإنصاف ورفع المظالم وإعادة النظر في قانون السلطة القضائية النافذ، وإدراج الوثيقة ضمن مقررات كليات الشريعة والقانون والمعهد العالي للقضاء.
وحث البيان الختام على ضرورة الاستفادة من وثيقة عهد الإمام علي كرم الله وجهه في إصلاح وتطوير نظام المالية العامة في اليمن والجهاز المصرفي والبنكي والسياسة النقدية والتركيز على بناء الرقابة الذاتية لدى العاملين بمؤسسات الدولة لإنجاح وسائل الرقابة الأخرى.
كما حث على معالجة ثقافة المحسوبية والوساطات واعتبار كل من يضع نفسه في صف العدوان في حكم العدو وتطبيق مبادئ العلاقات الدولية التي أسسها الإمام علي وحفظ الكرامة الإنسانية ومنع تعرض الإنسان لأي انتقاص أو استهانة بكرامته.
وكان المؤتمر ناقش في اليوم الثالث عدد من أوراق العمل العلمية برئاسة رئيس جامعة إب الدكتور طارق المنصوب وعضوية الدكتور سامي السياغي والدكتور خالد الذماري، تمحورت حول الجانب السياسي.
حيث تناولت الورقة الأولى المقدمة من وكيل وزارة التعليم العالي الدكتور عبد العزيز الشعيبي المضمون السياسي للسياسات والمسؤوليات العامة لرسالة الإمام علي لمالك الأشتر" فيما استعرضت الثانية مبادئ العلاقات الدولية وأسسها في ضوء العهد مقدمة من الدكتور عبدالله دوام.
وتطرقت الورقة الثالثة إلى الوعي السياسي وإستراتيجية بناء الدولة في العهد مقدمة من الدكتور حمدي الرازحي، فيما ركزت الورقة الرابعة المقدمة من الباحثة نوال حميد، على آلية اختيار ولي الأمر لبطانته في ضوء العهد.
وناقش المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام 30 ورقة عمل ودراسة علمية شملت المحاور" الإدارية، والاقتصادية، القضائية والرقابية، والتربوية والاجتماعية والمحور السياسي بهدف المساهمة في التعريف بالتراث الإسلامي الحضاري بغية الاستفادة منه في العملية التعليمية والبحثية في مؤسسات التعليم العالي والفني.
وفي حفل الاختتام تم تكريم المشاركين والجهات الداعمة والمشاركة بالشهادات التقديرية والدروع التذكارية.
