لم ترحم جماهير كرة القدم الأرجنتينية الأسطورة ميسي أحد أفضل من داعب كرة القدم في التاريخ، بعد اخفاقه في الظفر بلقب كبير للتانجو، رغم كل ما قدمه لعشاق كرة القدم في مسيرته الرائعة. ارحل يا ميسي، عبارة تردد صداها من مدرجات المونومينتال، والاونيكو، والاستاد الأوليمبي والبيسنتيناريو، وكل الأزقة والشوارع في العاصمة الأرجنتينية بوينيس ايرس دفعت البرغوث لإعتزال الكرة المؤقت تارة، وللهروب من ارتداء قميص الألبيسيلستي تارة أخرى. لم ينبر أصحاب المصالح للدفاع عن ليو، ومهاجمة خصومه بالقدح والذم، ردا على تلك العبارة، التي أوجعت صاحب الكرات الذهبية الخمس، قبل ان توجع عشاقه في أحياء كتالونيا وكل بلدان العالم. في بلادنا، صرخ الجمهور الرياضي مراراً وتكراراً، كبارا وصغارا، ارحل ياعيسي، ولا حياة لمن تنادي، وكان الرجل أصم وأبكم، لا يدرك مالذي سببه لأكثر من ثلاثين مليون يمني في مختلف المناسبات وآخرها فضيحة العشرة في كأس اسيا. بل ان أم شيخ أوكل مهمة الدفاع عنه لبعض المرتزقة، وعباد الريال، وهم قلة يعلمهم الجميع، وأنَّى لذلك أن ينسي جماهير الكرة اليمنية مرارة الخسارات المتوالية والمتعاقبة مع كل مشاركة تخوضها منتخباتنا الوطنية. لا أدري إلى متى سيظل احمد العيسي متشبثا بكرسي رئاسة الاتحاد اليمني لكرة القدم بعد 12 عاماً من الفشل الذريع، والفضائح المتلاحقة للكرة اليمنية، وسط صمت مريب من الجمعية العمومية النائمة في مركب ام شيخ دون خجل. لم يكتف اتحاد ام شيخ بتصدير الغثيان للجمهور الرياضي منذ أكثر من عشر سنوات، بل أن الأخبار القادمة من دهاليز شقة العيسي في القاهرة، تشير إلى ذهاب الرجل نحو دورة انتخابية جديدة من المقرر لها ان تنعقد في احدى المحافظات الجنوبية. واذا ما تأكدت تلك التسريبات، فلا شك بأن القادم أشد وأمر على منتخباتنا الوطنية بمختلف فئاتها، وهو ما يوجب تحركاً جاداً من قبل الجماهير الرياضية صوب الأندية الخانعة في كنف تاجر النفط، وممارسة كافة الضغوط الممكنة لإيقاف تلك المهزلة. وقفة.. سكت دهرا، ونطق كفرا، ربما هذا هو التوصيف الأدق ل «قارن زمانه» حين أطبق شفتاه على كل ما يمر بالرياضة اليمنية من تدمير للملاعب والمنشآت والأندية -بالتزامن مع حرب ظالمة دمرت كل شيء- لينبري للدفاع عن ولي نعمته ببحاحة وليته سكت.