التفاوض في كل زمان ومكان هو اجتماع أطراف النزاع للوصول إلى تسويات مناسبة وتحديد الالتزامات التي يتعين على كل طرف تنفيذها لإنهاء حالة الصراع ولكي تكون مفاوضات السلام حقيقية ومجدية يجب أولا أن تكون بين أطراف الحرب الحقيقيين من لهم صلاحية الوفاء بالالتزامات ولديهم سلطة اتخاذ القرارات وثانيا أن تتوافر فيهم إرادة السلام والاستعداد للإنصاف ولهم من العقل ما يكفي لمعرفة أن الطاولة لتقديم التنازلات وليس لفرض الإملاءات وثالثا إلا يكون أحد الطرفين المفاوضين مستفيداً مادياً من استمرار الحرب بعيدا من جبهاتها وأخيرا فإن الرعاية والوساطة التي تساعد على نجاح مفاوضات السلام لا تقتصر على توفير القاعة الفخمة وكرم الاستضافة وانتقاء المرادفات البروتوكولية والاصطلاحات المطاطة والخطابات الوعظية والخلط المفرط بين اللباقة ومداهنة الباطل وإنما تقوم على الإخلاص لإرادة السلام والحيادية والقدرة على ممارسة الضغوط الخلاقة على الأطراف دون محاباة.. فما الذي توفر من كل ما سبق لنقول أن هناك مفاوضات سلام يمنية؟؟ باستثناء تلك المفاوضات مع بعض القادة الميدانيين التي تم بموجبها تنفيذ عدد من صفقات تبادل الأسرى الجزئية ليس في الماراثون الذي ترعاه الأممالمتحدة منذ ثلاث سنوات بدءا بجنيف مرورا بالكويت وحتى السويد مؤخراً ما ينطبق عليه مسمى مفاوضات سلام حقيقية ولا ما يدعو التفاؤل بنجاحها وتعليق الآمال عليها لأنه في كل جولات التفاوض الكلية والجزئية لم نتفاوض كما يتعين مع خصمنا في هذه الحرب وصاحب القرار فيها ومن نتقاسم وإياه أعباءها وحمل تبعاتها وإرادة استمرارها وإيقافها ولديه صلاحية تقديم التنازلات وتحمل الالتزامات التي تتطلبها التسوية السياسية للنزاع وهو التحالف السعودي الإماراتي. .... يتبع