جابرنا عمرو بن براقة الهمداني قال : كان شبل النار ولا يزال .. أكثر طلابي إلحاحا بالسؤال طلبا للمعرفة وهربا من الجهل والسفه .. وفي يوم عيد المعلم جاءني وهو يستفهم قائلا : اعذرني يا معلمي .. فثمة سؤال يجري في دمي .. أطرحه عليك في يوم عيد المعلم وهو المهم .. فقل لي ، من هم ؟! ومن نحنُ ؟! ..قلت : هم الذي نتلقى عنهم . ونحنُ من نفتح لهم .. قال: وكيف لنحن أن نتلقى منهم ونحن نعرف منهم .. قلت: لأنهم صاروا المعلمين ونحن لا نزال المتعلمين .. قال شبل النار : أليس من العيب والعار ألا نتحرى عنهم ونعرف من هم وما هي مصادرهم .. قلت ما هذا الاصرار يا شبل النار .. قل لي ما بك .. العلم صار على بابك .. فخذ منه ما يعجبك ودع ما يعذبك .. قال : ما يعذبني يا عم تلك الآثار الذي يتركها على الصغار والكبار عندما يغزونا ليل نهار عبر الأقمار إلى كل دار من تعليم لا يترك لنا الاختيار وهو يدفع لنا بالإكراه والإجبار كل غث مدرار .. اليس هؤلاء يا عم معلمين أشرار.. كيف ترك لهم معلمونا الأخيار حرية التصرف والعبث بالأفكار حتى احتلوا أناتنا وغيبوا ذواتنا وسلبوا إرادتنا .. هذا التعليم الذي نستقبله .. لا أستطيع يا عم أن أتقبله .. هذا ال «هم» المدلل أصاب ال « نحن « في مقتل .. فكيف نقبل ؟! ألا توافقني يا بن براقة .. أن التعليم المائج الداخل من الخارج قد غير وشوه المناهج وصار من المستحيل لها أن نعالج .. ومانزال نتلقاه من كل باقة .. من هنا وهناك .. عبر الأقمار والأفلاك .. أليس هو سبب ما نحن فيه من شلل وإرباك .. أكاد أزعم أن هم وتعليم هم باقات أشواك لا ورود وأن مصادرها يعود إلى أولئك اليهود الذين يتحكمون في وسائل الإعلام بدون حدود ويريدون لنا أن نبيد عن الوجود كما بادت عاد وثمود .. قال عمرو ين براقة : فقلت دعك يا شبلي من هذا كله .. وجي نلحق بعد الشلة .. فسوف تفوتنا الحفلة .. تعال يا شبلي تعال .. العالم في احتفال .. والمعلم اليوم ينتظر منك التبجيل والإجلال .. لا هذا المقال .. اليوم عيد المعلم وبيان ما له من حق عند المتعلم .. وانت بهذا لا تجله ولا تكرم .. بل تصوره مجرم .. إهدأ يا شبلي اهدا.. فإن من علمني حرفا صرت له عبدا .. فرد علي قائلا : حق المعلم على رأسي ولست بناسي .. لكني أردت أن أبين لك حقيقة ما يعانيه التعليم في بلادي وما يقاسي .. وأعرف ساسي من راسي .. فقلت : كنت يا شبل النار منتظرا منك بمناسبة هذه العيدية .. هدية رمزية .. ترفع من روحي المعنوية .. فدخلت علي هذه الليلة بحقك الدودحية .. عجيبة الدنيا عجيبة .. لقد عرفت الآن لماذا لم يعد للمعلم هيبة .. زمان كان المعلم مثل السلطان .. تحفظ مكانته وتصان .. فصار في عصركم يهان .. أصبح يا شبل النار مثل الدويدار .. قليل المقدار يأتي به الطالب بجرة زرار .. قال: وكيف نرد للتعليم هيبته ونستعيد قيمته .. قلت : ذلك يحتاج إلى قرار ووعي من الكبار قبل الصغار.. قال شبل النار .. وهذا ماردت الوصول إليه من كل هذا الهدار .. وهو الحذر من كل ما يأتي من عند « ابو زنار» الذي يدفع ألينا بزبد البحار ونجيع الغبار .. ليلتهم ويستولي على ما في باطنها من ثروات وما في ظاهرها من ثمار.. ويجب ألا نسمح له أن يتدخل في صناعة صناع الأفكار وصياغة الرؤى والأفكار .. قلت هذا مثير وجد خطير ولا يمكن أن يصير .. قال بل صار ويصير .. فقد وصلوا إلى مراكز التفكير ومعامل صنع المصير وهم من يعدون الخطط والتقارير ولا ينبءك مثل خبير أليس الأمر يا عم جد خطير ؟ّ! .. والمصيبة الطامة المطمة .. أن نستقبله بالهلمة ونعانقه ونظمه وقد صار يتدخل في بناء وصناعة المستقبل .. وفي يده العقد والحل .. والأدهى من المر والحنظل .. ما قيل أنه يعمل على بناء ما زعم أنه حقه الهيكل في معظم الدول .. فهل عرفنا من نحن؟ ومن هم حتى نعرف مكمن الخلل .. وخير الكلام ما قل ودل .. فاصل ونعود