فيما كان الجميع يتهافتون ويتدافعون ويتقاتلون على المال ويحرصون على متاع الدنيا الزائلة، كان هناك فئة طمعت وتسابقت الى رغد لا يفنى ومتاع لا يزول وهناء لا ينقطع، فيما كان الناس ينشغلون بأعمالهم ويكرسون حياتهم لجمع الأموال ويغرقون في مشاكل الدنيا، كان هناك من تحرر من كل هذه القيود وتنقى من كل هذه الشوائب وكانت نظرته أبعد وهدفه أرقى، فيما كان الكثير يتوددون لأرباب عملهم ويحرصون على رضاهم كان هناك من انشغل بالعمل والطاعة طلبا لرضا الله وآملاً في مغفرته وسعياً لجنته، فيما كان الناس يعيشون شقاء الدنيا، صلاح الرمام كان المجاهدون يعيشون لذة وطمأنينة الاتصال بالله، نتحدث عن الأحياء بصفاتهم و أخلاقهم معنا وعن الأحياء بجهادهم و دمائهم التي لا زالت متقدة في ثرى الوطن تزهر ثمار الحرية و المجد، نتحدث عن الأحياء بأرواحهم في دنيا الخلود..نختار نجماً من نجوم الشموخ والإباء المرصعة في سماء التضحية والفداء ونتعرف على مكنون هذا الضياء والإشراق وسر هذا التألق والبهاء نبحر في بحر غزير بمواقف و مناقب الشهيد :عزيز أحمد صبحان الرمام: (ابا زينب) مُحافظة/ صعدة/ حيدان/ فوط/ آل الرمام ولد في قرية (المحدد) بمنطقة فوط مران في العام 1979م متزوج ولديه بنت تُسمى (زينب) درس الابتدائية في مدرسة التقوى بفوط ثُم أكمل المرحلة الثانوية بمدرسة الشهيد غُثاية في خميس مران ثُم التحق بكُلية التربية بمحافظة صعدة قسم اللغة العربية وحصل منها على درجة البكالوريوس بتقدير مُمتاز في العام(2001/2002)م بعدها حصل على درجة وظيفية وتم تعيينه حينها مدرساً لمادة اللغة العربية في مدرسة الوحدة بال شيحان التابعة إداريا لمديرية ساقين وبعدها عمل مدرساً لنفس المادة في مدرسة التقوى الثانوية في نفس المنطقة حتى العام 2004م ينحدر من اُسرة مُتدينة تُدين بالولاء لآل البيت (عليهم السلام).. فما إن بدأ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) بإلقاء الدروس المُتمثلة في دروس من هدي القُرآن الكريم حتى كان من أوائل الحاضرين وبكُل جِد ومثُابرة وبدون آي كلل أو ملل ظل يتنقل بين منزل الشهيد القائد وبين منطقته بفوط يتلقى الهُدي ويعود إلى أبناء منطقته لكي ينقل إليهم ما استوعب من تلك الدروس ونظرا لما يتمتع به الشهيد عزيز أحمد الرمام من أخلاق عالية وقيم نبيلة جعلته محبوبا في مجتمعه فقد استطاع التأثير إيجابا على أعداد كبيرة من الشباب داخل المنطقة وخارجها، كما كان الشهيد مثالاً للتواضع والإحسان وكان رمزا في التدين والإخلاص كان خطيبا بارعا إذا اعتلى المنبر لا يمل المُستمع وإن أطال يتميز بالجد والمُثابرة كل ما كان يهتم به هو كيف يستطيع هداية الناس وحشد الناس حول الشهيد القائد ومشروعه القرآني رجل استثنائي في مرحلة استثنائية يشهد له كُل من يعرفه من الأصدقاء والأعداء بتواضعه وإخلاصه وصدقه وحرصه على هداية الناس يتقطع قلبه ألما على كل شخص يسير بعكس مشروع الشهيد القائد رضوان الله عليه حينها ولا أُبالغ إن قُلت إنني لا أستطيع أن أفي ولو بجُزء بسيط من حياة الشهيد فالمقام لا يتسع لسرد صفاته النبيلة التي تحلى بها طيلة حياته قضى شهيدا في عدوان صيف 2004م أثناء الحرب الأولى في موقع الشرفة بمنطقة مران بتاريخ /9/8/2004م، ولي ان أقول له بمناسبة ذكرى الشهيد لن انساك اخي العزيز لن انسى لحن الخلود الذي كان يُزغرد به لسانك الذي يرتل آيات الحب والحنين وآلام الشوق تملأ نفسك التي تكتظ بالوجع والأنين طيفك الباسم يا عزيز ما زال يرفرف في خواطرنا ووجهك الوضاء أيها الرشيد الذي لم يغب عن نواظرنا يا غريب الغرباء ندعوك بقلوبنا التي علمتها الحب الخالص والعشق الصادق ندعوك بأفئدتنا التي زرعت فيها معاني الكبار والرحيل عن هذه الديار ندعوك يا حبيبنا وهل تدري ماذا فعل بنا فراقك المحزون نناجيك يا عبد العزيز وقد رحلت.. نناديك يا أبا زينب وقد ذهبت لم تركتنا بين أزقة الحياة نطارد الأحزان نذكرك يا أبا زينب، نذكر بسمتك الصافية وإخلاصك الزاهي وصمتك الجميل وقلبك الحنون نذكرك يا عبد العزيز، ولا ننسى حبك الوردي، وروحك الوفية، ونفسك الزكية ودمعك الهتون يا رجل الغربة في زمن الأنس، ويا قرين الأمل في زمن اليأس، أبو زينب قد ينسى الإنسان نفسه ولا يمكن أن ينساك يا عبد العزيز، قد أثمر حبك أملا فأزهر النور من محياك أيها الحبيب، قد هب النسيم يداعب فمك المبتسم لحظة اللقاء وما فتأ الكون يبكي عندما لونت الأفق بلون كالشفق يا صاحب السر العظيم، قد تحقق الحلم قل لي بربك يا ترى ماذا الذي رأيت؟ وفي عينيك سكون الشهداء أيها المحب، سنبقى نرتقب نورك ونحن إليك، ولن تبرح يا حبيبنا قلوب العاشقين ، فما زالت ألسنتنا تشدو بلحن الخالدين كنت تذهلنا يا حبيبنا بصمتك، جئتك اليوم وحيداً، أحمل على كاهلي هما كالجبال، جئتك لألتمس من طيفك شيئا يُنسيني عذابات فراقك المر. أخي العزيز كيف لنا ان ننساك وانت من ضربت لنا المثال في التضحية والفداء والبذل والعطاء وأبيت الا أن تموت أصيلا عزيزا كما هو اسمك يا عزيز.. ألقوك في ظلمة القبر لكنك أضأت في ظلماتها قنديلا. أيها الشهيد كانت حياتك قدوة وستظل روحك هي الدليل الذي نسير علية اليوم.. نم ايها الشهيد قرير العين نم يا شهيد الحق مسروراً وإن كان المنام عليك قبل ثقيلاً وأنعم بلقياك الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. والشهداء والصديقين والصالحين،ولك العهد أن نبقى على الدرب الذي سرت عليه لا نتراجع عن هذا المشروع الذي رسمته مع بقية الشهداء بدمائكم الطاهرة الزكية نواصل المشوار على خطاكم إلى أن نلحق بركبكم شهداء ويجمع بيننا الرحمن بكم في مُستقر رحمته أنتم السابقون ونحن اللاحقون لا نخاف في الله لومة لائم قائلين للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) يا سيدي نحن جُندك ورهن أمرك أضرب بنا أنا تشاء وخوض بنا عمُق البحار فو الله لو قُطعنا اربا اربا او استمرت الحرب حتى قيام الساعة ما تركناك ولا تخلفنا عن نهجك ونهج ابائك الطاهرين لا نترك السلاح لا نترك السلاح هيهات منا الذلة.