اثارت المجزرة الوحشية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في بلدة قانا اللبنانية موجة من السخط والغضب في مختلف الأوساط الرسمية والشعبية في النمسا . فقد وجهت وزيرة الخارجية النمساوية السيدة ( اورزولا بلاسنيك ) نداءً امس الأحد لوقف ما وصفته ( دورة العنف الاعمى في الشرق الأوسط ) . وقالت بلاسنيك في بيان وزعته وزارة الخارجية من موقعها على الانترنت : انني اشعر بالصدمة البالغة للانباء الواردة من بلدة قانا والمعاناة الانسانية للمدنيين العزل التي يصعب وصفها ، ولا يمكن الحديث دائماً عن هفوات واخطاء عندما تهاجم الطائرات الإسرائيلية مواقع يكون ضحاياها بشكل اساسي من السكان المدنيين .. واضافت الوزيرة بلاسنيك تقول : اناشد بقوة الجيش الإسرائيلي وحزب الله ايضاً لوقف هجماتهما وعدم التصدي للجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف اطلاق النار بشكل فوري . أما رئيس حزب التحالف من اجل مستقبل النمسا ، الشريك الاصغر في الحكومة الائتلافية ، حاكم ولاية كيرنتن السيد يورغ هايدر ، فقد ذهب إلى ابعد مما طالبت به الوزيرة بلاسنيك في الرد على مجزرة قانا الجديدة ، عندما طالب باستدعاء سفير إسرائيل في فيينا للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي على لبنان ثم طرده من البلاد . وطالب هايدر في تصريح لوكالة الصحافة النمساوية نشر يوم السبت الماضي بانشاء محكمة دولية لمقاضاة السياسيين الاسرائيليين المسئولين عن الهجمات الوحشية ضد الاطفال والمدنيين العزل في لبنان . ودعا هايدر إلى اطلاق مفاوضات سلام فورية لوقف النزاع الدائر في لبنان ، متهما الولاياتالمتحدة بأنها تدفع من اجل اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط . وحث الزعيم النمساوي هايدر الأوروبيين على تحمل المسئولية وقيادة مفاوضات السلام في الشرق الأوسط وبما يسفر عن تحقيق انسحاب فوري للولايات المتحدة من المنطقة ، واستبدال القوات الأمريكية بقوة حفظ سلام دولية . واعتبر هايدر ، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تستخدم إسرائيل لغرض اشعال النيران في الشرق الأوسط ، بعد أن تسببت في وقوع الفوضى في افغانستان والعراق . ومضى يقول : أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تحلم بقيام شرق اوسط جديد ، إذ يستعد ( صليبيون ) من نوع خاص للعمل على نشر العنف في إطار هذا الوهم الكبير في سياستهم الدولية . وختم هايدر تصريحه بالقول : أن الولاياتالمتحدة لا تحارب ( محور الشر ) ، بل هي نفسها محور الشر . ويذكر أن العاصمة النمساوية فيينا كانت قد شهدت يوم الجمعة الماضي تظاهرة شارك فيها المئات من أعضاء التجمعات العربية والاسلامية والمنظمات السلمية والمناهضة للعولمة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعبين اللبناني والفلسطيني والمطالبة بوقف هذا العدوان بشكل فوري .