كشفت أوساط حقوقية دولية عن محاولة دولة الإمارات اللجوء إلى التحايل والفساد المالي عبر تقديم رشاوي من أجل الفوز برئاسة منظمة الشرطة الدولية (إنتربول). وأتهم المحامي الدولي البارز والمتخصص في القانون الجنائي الدولي "أندروز هيل" الإمارات بأنها "تحاول شراء وبشكل فعلي مكانها في الانتربول"، مؤكدا أن ذلك يمثل "محاولة أخرى من دولة ديكتاتورية لكي تؤمن رجلها كي يرأس انتربول". وقال هيل بحسب ما نقلت عنه صحيفة "تلغراف" البريطانية إن "المال متوفر لدى الإمارات وتحاول استخدامه لتحقيق أهدافها، وقد استضافت اجتماعات الجمعية العامة وحاولت بشكل فعلي شراء طريقها إلى رئاسة المنظمة". جاء ذلك تعليقا على وثائق مسربة أطلع عليها مراسل الصحيفة "جيمي جونسون" تشير إلى أن قائد الشرطة الإماراتي اللواء أحمد ناصر الريسي المتهم بانتهاك حقوق الإنسان وتعذيب المعتقلين مرشح لكي يترأس الشرطة الدولية "إنتربول". وقالت الصحيفة إن الريسي متهم بتعذيب الطالب الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجيز من جامعة درم، ومشجع كرة قدم البريطاني على أحمد بسبب حمله قميص منتخب قطر، وأكد الرجلان للصحيفة أنه لا يجب أن يكون رئيسا للانتربول. وأشارت إلى أن ماثيو هيدجيز، حبس لمدة ستة أشهر في زنزانة انفرادية بعد اعتقاله في مطار دبي في مارس عام 2018 بشبهة التجسس لصالح المخابرات البريطانية الخارجية (MI6 ). وتضيف الصحيفة أن اللواء الريسي كان بصفته مفتشا عاما لوزارة الداخلية الإمارتية مسؤولا عن تنظيم وإدارة قوات الأمن والشرطة في الإمارات وكان في النهاية مسؤولا عن التعذيب والاحتجاز بحسب هيدجنيز. وأكدت الصحيفة على أن الجنرال الإماراتي ضامن للفوز بالمنصب بعد أن قدمت الإمارات ما يشبه "الرشوة" للمنظمة 50 مليون يورو عام 2017 لدعم ما وصف ب سبعة مشاريع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وقال الأمين العام للمنظمة ستوك والذي ظهر في صورة مع الريسي " إن سخاء الإمارات ومساهمتها ستترك أثرا على عمل حفظ القانون وتقويته حول العالم". وستعقد الجمعية العامة للمنظمة اجتماعها في الإمارات في كانون أول/ديسمبر القادم بعد تغيير المكان من أوروغواي، فيما يعتبر الريسي عضوا في اللجنة التنفيذية للإنتربول ولكنه لم يرشح نفسه أبدا للرئاسة. ومؤخرا رصد "المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط" تحذيرات أوساط أوروبية من سعي دولة الإمارات تولي رئاسة منظمة الشرطة الدولية (إنتربول) في ظل السجل الحقوقي بالغ السوء لأبوظبي. وقال المجهر الأوروبي وهو مؤسسة أوروبية تعنى برصد تفاعلات قضايا الشرق الأوسط في أوروبا إن أصواتا سياسية وإعلامية أوروبية متعددة تدعو لمناهضة احتمال ترأس الإمارات الإنتربول وتحذر من مساعي مشبوهة من أبوظبي للتحايل من أجل الفوز بالمنصب. من جهتها نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تقريرا تضمن وثائق مسربة تدين قائد الشرطة الإماراتي اللواء أحمد ناصر الريسي المرشح لرئاسة الإنتربول بانتهاكات حقوق الإنسان وتعذيب المعتقلين.