نت : خاص .. اليمن عراقة وتاريخ ماض ومستقبل يوجد بها كنوز تاريخية ثمينه لاتزال طي الاكتشاف او غير معروفه للعام والخاص. مسجد العباس التاريخي أسناف خولان مكتوب ذات الاحجار والاعمدة بعضها مكتوب بخط المسند (ما قبل الاسلام).. في سقف المسجد من الداخل ( عُمل سقف هذا المسجد المبارك في شهر ذي الحجة من سنة تسعة عشر وخمسمائة). الوصف المعماري لمسجد وضريح العباس ( بأسناف ): المسجد عبارة عن مبنى مستطيل الشكل طول ضلعه ( 7,25 متر ) ، وعرضه ( 6.30 متر ) ، يفتح فيه مدخلان أحدهما يقع في جداره الغربي والآخر في جداره الجنوبي ، وقد اتخذ كل مدخل شكلاً مستطيلاً يعقد على كل منهما عتب من الحجر يعلو كلاً منهما حنية ذات عقد مدبب فتحت فيه نافذة مستطيلة الشكل زينت جوانبها بزخرفة هندسية تتكون من مستطيل أدنى يعلوه أشكال مثلثات ويصعد إلى المدخل بدرجتين ويغلق عليه باب من الخشب يتكون من مصراعين ، كما يفتح في الجدار الشرقي أربع نوافذ لدخول الضوء والهواء إلى المسجد . وقد استخدم معمار مسجد وضريح العباس أحجار مبنى قديم كان قائماً مكانه ، وهو مبنى يعود تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام حيث تشير طريقة البناء والنقوش المسندية أنه كان معبداً قديما.. وقد بُني الجزء السفلي من " المسجد الضريح " بالحجارة الجيرية الضخمة المشذبة من الخارج إذ يشاهد على بعضها كتابات نقوش بخط المسند ، وقد تم عمل ملاط من الجص والنورة بين مداميك الأحجار لزيادة قوة تماسك الجدار.. وتشاهد المداميك المبنية من الأحجار تصل إلى مستوى نهاية فتحة المدخل ، ثم أتم المعمار بالآجر اللبن المحروق وزينه من أعلاه بشرفات مسننة متدرجة ذات خمس أسنان بلغ عددها في الأضلاع الطويلة سبع والقصيرة خمس ، وهي على شكل حلية زخرفية تحلي سقف المسجد من الأعلى ، وهي زخارف مقتبسة من العناصر المعمارية التي ظهرت في العمارة الإسلامية المصرية خلال العصر الفاطمي. ويبدو أن معمار هذا المسجد قد اتبع نفس الأسلوب الذي اتبع في جامع جبلة - في شكل الحُلي الزخرفية التي تزين السقف من الأعلى – والذي يتشابه في كثير من الأوجه مع عمائر الدولة الفاطمية بمصر لما كانت بينهما من علاقات متبادلة . أما ميازيب السقف فقد عمد المعمار إلى عملها من الجص والنورة ، وذلك لتصريف مياه السقف دون أن تتسرب إلى الداخل فتزيل العناصر الزخرفية ، ويتم الوصول إلى داخل المسجد عبر أحد المدخلين اللذين يفضيان إلى قاعة مستطيلة الشكل طول ضلعها ( 6.25 متر ) وعرضها ( 5.30 متر ) ، وهي تتكون من ثلاث بوائك من الأعمدة ، في كل بائكة عمودان كونت البائكات أربعة أساكيب ، أوسعها أسكوب المحراب ، سارت موازية لجدار القبلة ، وثلاث بلاطات متساوية عمودية على جدار القبلة . وهذا التخطيط يشبه تخطيط المساجد الصغيرة التي ليست على نمط تخطيط المسجد النبوي ذي الصحن والأروقة ، وقد استخدم المعمار الأحجار القديمة – من مخلفات المعبد – وكذلك الأعمدة ، المكونة من أكثر من قطعة. ويوجد نوعان منها الإسطواني ومنها المضلع ، وغلب على تلك الأعمدة الإسطوانية بينما نجد اثنين - فقط - مضلعين ، ويقعان إلى الجنوب من بيت الصلاة ، وتحمل هذه الأعمدة تيجانا اتخذت أشكالاً مختلفة ، منها الشكل المربع ، ومنها المدور المزين بزخرفة التسنين والتي ترجع إلى فترة ما قبل الإسلام سواء الأعمدة أو التيجان ، إذ تتشابه هذه الأعمدة وتيجانها مع ما وجد في أعمدة المعابد في مأرب والجوف . وتحمل هذه الأعمدة وتيجانها سقف المسجد " الضريح " مباشرة دون عقود أو أقواس حيث استعاض البناء بعمل عوارض خشبية من جذوع الأشجار لتربط بين الأعمدة ببعضها وحوائط المسجد ؛ مما جعلت السقف يقسم إلى بلاطات مربعة كونت مصندقات خشبية زينت بالزخارف . - المحراب : يتوسط الجدار الشمالي " جدار القبلة " محراب على هيئة مستطيل مكون من مستويين ، الداخلي تتوسطه حنية بسيطة يعلوها عقد مدبب. وقد أقيم العقد على عمودين مندمجين وتشبه بذلك عقود دخلات الحنايا المزينة لضريح السيدة " أروى بنت أحمد " في جبلة ، كما زينت هذه الحنية بالزخارف ، والمستوى الخارجي يشبه السابق حيث يتكون من حنية والمستوى الداخلي يكتنفه عمودان آخران لهما تيجان مستطيلة يقوم على كل منها عقد مدبب الشكل زينت واجهته بزخارف مجدولة . ويتوج الحنية طاقية مزينة بالزخارف ، ويؤطر المحراب شريط كتابي مكتوب بالخط الكوفي المورق نصه : - في الجانب الأيمن : ( بسم الله الرحمن الرحيم إن الله وملائكته يصلو - في الجانب الأعلى : ن على النبي يا أيها الذين آ.. - في الجانب الأيسر : منوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) . ويحيط به شريط زخرفي ضيق ، كما عمد الفنان إلى نقش اسمه في كوشات العقد حيث قام بالتوقيع داخل جامتين ، اليمنى منها نقش فيها : ( عمل محمد بن أبي الفتوح ) واليسرى نقش فيها : ( بن علي بن أرحب ) ، وذلك بالخط الكوفي المورق والمزدهر . - القبر : يقع في الركن الجنوبي الشرقي للمسجد بالقرب من المدخل الجنوبي على يمين الداخل ويسار الخارج وهو عبارة عن حوطة مستطيلة الشكل طول ضلعها ( 1.75 متر ) وعرضها ( 1.25 متر ) ترتفع عن أرضية المسجد بحوالي ( 25 سم ) ، وقد ميز المعمار مكان القبر بأن جعل له علامات حوله وذلك بتثبيت تيجان أعمدة قديمة حوله حتى يمنع الناس من المرور فوقه والصلاة فيه . هذا وترتفع جدران " المسجد الضريح " ( بخمسة مترات ) عن مستوى أرضية المسجد فتح على جداره الشرقي أربع نوافذ صغيرة مستطيلة الشكل وثلاث نوافذ في الجدار الجنوبي ، كما زين أعالي الجدران بأشرطة زخرفية كتابية ونباتية ، بلغ عددها ( خمسة عشر شريطاً ) ، منها أربعة عريضة الشكل ، من بينها شريطان كتابيان ، وبقية الأشرطة ضيقة زينت بالزخارف .