التوسع في الجهات الداخلية وإعلان مستعمرة مصوع رسمياً كمستعمرة إيطالية خالصة تبادلت إيطاليا المذكرات مع بريطانيا بشأن تحديد الحدود الشمالية لمستعمرة مصوع , ورأت بريطانيا أن يكون ( رأس تروبة ) جنوبي تكلا لي خط الحدود بين منطقتي النفوذ الإيطالي والبريطاني أي الخط السابع عشر من خطوط العرض الشمالية ولكن إيطاليا رفضت العرض البريطاني , وعرضت (رأس قصار) عند خط العرض الشمالي (18) , وفي 3مايو 1887م وافقت بريطانيا أن يكون رأس قصار حدا شمالياً لمستعمرة مصوع الإيطالية من جهة الساحل وبعد أن طمأنت إيطاليا إلى حل مسألة تثبيت حدودها اتجهت إلى توسع نفوذها في الهضاب الجنوبية فعقدت عدة اتفاقيات مع محمد حنفري سلطان الأوسة , وفي 8 نوفمبر 1887م وصل مصوع أكثر من ألفي جندي إيطالي , وفي أوائل سنة 1888م أعاد الإيطاليون احتلال ساتي فأخضعوها وربطوها بخط حديدي مع مصوع وحاول الإيطاليون الاعتماد على بعض الزعماء الوطنيين لتوسيع رقعت نفوذهم فتمكن "كافيل " وهو رأس من قبيلة تجري (تيغري ) أن يحتل منطقة كرن لحساب إيطاليا في يوليو1888م وكانت كرن هذه في نظر بعض القادة العسكريين أكثر أهمية من موقع أسمرا , وفي 25يوليو نفس العام أعلنت إيطاليا رسمياً سيادتها على مصوع رغم أن العلم المصري كان لايزال يرفرف في زولا أو زيلع , وفي 9ديسمبر من نفس العام عقدت إيطاليا معاهدة جديدة مع سلطان الأوسه وزعيم الدناكل استكملت بها تعزيز مستعمرة عصب كما أنتزعت منه اعترافاً بتبعية كل ساحل الدناكل من أمفيلا إلى رأس دوميرا , وشعرت إيطاليا بخطر كافيل الذي عاث فساداً في كرن وقرر الإيطاليون غزوه بعد تصفية مشاكلهم مع إمبراطور الحبشة. العلاقات الإيطالية الحبشية : لقد لاحظنا منذ بداية وصول إيطاليا إلى المنطقة أنها قد دأبت على إقامة علاقات طيبة مع منليك ( ملك شوا) وذلك لما تتميز به بلاده من موقع حسن كبير لتجارة أراضي الحبشة الداخلية بالإضافة إلى أن ضمان ولاء منليك لإيطاليا يعني سلامة حدودها في تلك الجهات . هذا ولقد كان ولاء منليك لإيطاليا ورقة رابحة في يد إيطاليا , وذلك لاستخدامها في حالة نشوب حرب بينها وبين يوحنا ملك الحبشة الذي كان يتوجس خيفة من جراء التوسعات الإيطالية في المنطقة وفي نفس الوقت لم تكن العلاقة بينه وبين منليك ملك شوا على جانب كبير من الثقة , بل كان يشوبها نوع من الحذر والخوف , و ذلك لما اتصف به منليك من حنكة ودهاء وطموح. وعند احتلال إيطاليا لمصوع ورغم تخوف يوحنا من التوسع الإيطالي في المنطقة إلا أنه لم يحتج رسمياً , ولكن عقب احتلالهم ل"أرا فلي " و "أركيكو" ثم احتلالهم ساتي في يونيو1885م تخوف يوحنا واحتج لدى إيطاليا فلهذا قررت إيطاليا إرسال بعثة إلى يوحنا لتهدئة خواطره وشرح موقف إيطاليا تجاهه . وتحركت البعثة في يناير 1886م ولكن المخابرات الإيطالية تمكنت من العثور على رسالة بعث بها الإمبراطور يوحنا إلى منليك تؤكد عمق وخطورة نفور الإمبراطور من الإيطاليين.. يتبع