وزير إصلاحي الجنوب لا يمكن أن يتوحد مع نظام امامي في صنعاء    مصر تحصل على عدد من راجمات صواريخ WS-2 بمدي 400 كم    منجز عظيم خانه الكثير    سبب انزعاجا للانتقالي ...الكشف عن سر ظهور الرئيس علي ناصر محمد في ذكرى الوحدة    الهلال يُشارك جمهوره فرحة التتويج بلقب الدوري في احتفالية استثنائية!    اتالانتا بطلا الدوري الاوروبي لكرة القدم عقب تخطي ليفركوزن    بمناسبة يوم الوحدة المغدور بها... كلمة لا بد منها    السفارة اليمنية في الأردن تحتفل بعيد الوحدة    سموم الحوثيين تقتل براءة الطفولة: 200 طفل ضحايا تشوه خلقي    الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن إغراق السوق اليمني بالمبيدات المحظورة    حقيقة افلاس اكبر البنوك في صنعاء    في سماء محافظة الجوف.. حكاية سقوط حوثي.    "أهل شرعب أرق قلوباً و حسين الحوثي إمام بدعوة النبي إبراهيم"؟" حوثيين يحرفون احاديث الرسول وناشطون يسخرون منهم (فيديو)    ساعة صفر تقترب: رسالة قوية من الرياض للحوثيين    أول تعليق حوثي على إعلان أمريكا امتلاك الحوثيين أسلحة تصل إلى البحر الأبيض المتوسط    محاولا اغتصابها...مشرف حوثي يعتدي على امرأة ويشعل غضب تعز    قيادي انتقالي: تجربة الوحدة بين الجنوب واليمن نكبة حقيقية لشعب الجنوب    شاب سعودي طلب من عامل يمني تقليد محمد عبده وكاظم.. وحينما سمع صوته وأداءه كانت الصدمة! (فيديو)    تغاريد حرة .. الفساد لا يمزح    وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل تقر تعديلات على لائحة إنشاء وتنظيم مكاتب التشغيل الخاصة    بيب يُعزّز مكانته كأحد أعظم مدربيّ العالم بِحصوله على جائزة أفضل مدربٍ في الدوري الإنجليزي!    رئيس انتقالي لحج يتفقد مستوى النظافة في مدينة الحوطة ويوجه بتنفيذ حملة نظافة طارئة    إجتماعات عسكرية لدول الخليج والولايات المتحدة في العاصمة السعودية الرياض مميز    للوحدويين.. صنعاء صارت كهنوتية    الهجري يتلقى التعازي في وفاة والده من محافظي محافظات    سيلفا: الصدارة هدفنا الدائم في الدوري الانكليزي    مفاوضات إيجابية بين بايرن ميونخ وخليفة توخيل    اليابان تسجل عجزاً تجارياً بلغ 3 مليارات دولار    الحكومة اليمنية ترحب بقرار إسبانيا والنرويج وايرلندا الإعتراف بدولة فلسطين مميز    رونالدو على رأس قائمة منتخب البرتغال في بطولة أمم أوروبا    نافذون حوثيون يسطون على مقبرة في بعدان شرق محافظة إب    انقلاب حافلة محملة بالركاب جنوبي اليمن وإصابة عدد منهم.. وتدخل عاجل ل''درع الوطن''    أغادير تستضيف الملتقى الأفريقي المغربي الأول للطب الرياضي    إعدام رجل وامرأة في مارب.. والكشف عن التهمة الموجهة ضدهما (الأسماء)    اعلان القائمة الموسعة لمنتخب الشباب بدون عادل عباس    ورحل نجم آخر من أسرة شيخنا العمراني    مفاتيح الجنان: أسرار استجابة الدعاء من هدي النبي الكريم    بطل صغير في عدن: طفل يضرب درسًا في الأمانة ويُكرم من قِبل مدير الأمن!    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    إحصائية حكومية: 12 حالة وفاة ونحو 1000 إصابة بالكوليرا في تعز خلال أشهر    الآنسي يعزي في وفاة الشيخ عبدالمحسن الغزي ويشيد بأدواره العلمية والدعوية والوطنية    الحوثي للاخوان: "اي حرب ضدهم هي حرب ضد ابناء غزة"!!!!    تقرير برلماني يكشف عن المخاطر المحتمل وقوعها بسبب تخزين المبيدات وتقييم مختبري الاثر المتبقي وجودة المبيدات    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسجد الجند والجمعة الأولى من رجب:شرف الزمان وشرف المكان وشرف المناسبة
نشر في 26 سبتمبر يوم 06 - 02 - 2022

جمعة رجب.. الجمعة الأولى من شهر رجب الأصب تعد عيداً ومناسبةً دينية وذكرى خاصة بنا نحن اليمنيين دون غيرنا من الشعوب الإسلامية..
فقد تفرّد اليمنيون بهذه المناسبة العظيمة، لأن الله تعالى منَّ عليهم في هذه الجمعة بنعمة الإسلام.. فبعدما أرسل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- رسله إلى اليمن، دخل اليمنيون في دين الإسلام.. سنعرض هنا في هذه الزاوية فعاليات الإحياء والاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة والذكرى المباركة من رحاب جامع ومسجد الجند التاريخي الذي بناه الصحابي الجليل معاذ بن جبل وذلك حيثما بركت ناقة رسول الله فارتبط هذا المسجد المبارك بمسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة الذي بني ايضا حيثما بركت ناقته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
حيث نظّمت رابطة علماء اليمن ومكاتب الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد والهيئة العامة للزكاة فعاليات ثقافية ودينية متنوعة بذكرى دخول اليمنيين في الإسلام وانشاء جامع الجند الذي أسسه الصحابي الجليل معاذ بن جبل في السنة التاسعة للهجرة.
هذا وكان قد توافد الآلاف من مختلف محافظات الجمهورية على مدى ثلاثة أيام، إلى مسجد الجند المبارك للمشاركة في الفعاليات الاحتفالية السنوية لإحياء ذكرى جمعة رجب..
وعبر المشاركون عن الاعتزاز والفخر بإحياء جمعة رجب في جامع الجند التاريخي وما يصاحبها من حلقات ذكر ودراسات وبحوث ومحاضرات في المجالات العلمية والدينية والشرعية والعلوم الاجتماعية، بمشاركة أكاديميين ومختصين.
وأُلقيت في الفعالية كلمات أشارت إلى أهمية إحياء ذكرى جمعة رجب وإبراز قدسية وعظمة الإيمان يمان والحكمة يمانية.
وقد أكد فضيلة العلامة مقبل الكدهي في خطبتي الجمعة بجامع الجند، أن ذكرى جمعة رجب من أفضل المناسبات التي طُمست هويتها ومعانيها خلال الفترة الماضية.
وقال "إن التطبيع القائم مع الكيان الصهيوني مخالف لتعاليم دين الله وللقرآن الكريم ولهدي رسول رب العالمين وأهل السلف الصالح، ومعركة اليوم، هي معركة الأمة ونحن في اليمن نخوضها نيابة عن الأمة الإسلامية كلها واتخذنا من القرآن الكريم مرشداً لمواجهة الأعداء".
وأضاف "إن الأعداء في الماضي لم يستطيعوا هزيمة الإسلام لتمسك أبناء الأمة بعقيدتهم والوحدة الجغرافية ووحدة الوعاء الاقتصادي، فعّمدت الاستخبارات البريطانية والصهيونية على اختراق أبناء الأمة من خلال إنشاء فرق الوهابية بنزعتها التكفيرية ليسهل القضاء على الإسلام، وأنى لهم ذلك".
ودعا العلامة الكدهي إلى تعزيز التلاحم والاصطفاف لمواجهة الأعداء واستمرار التبرع بالمال للقوة الصاروخية التي أعادت التوازن لمعركة تحرير الوطن من دنس الغزاة والمحتلين.
ترسيخ الهوية الإيمانية
حرصنا خلال فعاليات الاحتفاء والاحياء لهذه الذكرى المباركة ذكرى دخول اليمنيين الإسلام في أول جمعة من شهر رجب الأصب، على الالتقاء بمحافظ محافظة تعز الشيخ صلاح عبدالرحمن بجاش الذي كان حريصاً على المشاركة والحضور في الفعاليات المختلفة التي اقيمت بهذه المناسبة الدينية العظيمة خلال اليومين والليلتين اللتين سبقتا يوم الجمعة، وتحدث لنا عن عظمة هذه المناسبة وأهمية احيائها ودلالات الاجتماع في مسجد الجند المبارك الذي بناه الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، حيث تحدث قائلاً:
الاجتماع في هذا المسجد المبارك مسجد الجند وفي هذا اليوم العظيم أول جمعة من رجب، من كل عام، هو خصوصية لليمنيين وحدهم، لانها ذكرى دخول اليمنيين الإسلام.. ولذا فإن هذه الذكرى العظيمة تعد محطة ومناسبة مهمة لترسيخ الهوية الايمانية لشعبنا اليمني العظيم ليبني مسيرة حياته على أساس هذا الدين الحنيف دين الإسلام الذي بعث به خاتم الانبياء والمرسلين هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وليخرج الناس من ظلمات الشرك وجور الاديان إلى نور وعدل الإسلام ومن عبادة الأوثان إلى عبادة الله الواحد الديان.. مؤكداً أن هذه المناسبة العظيمة المباركة هي أيضاً تسهم بأثرها القوي والفاعل في تجذير وتأصيل وتعزيز الإرادة العظيمة التي يمضي بها اليمنيين الأحرار في التخلص من التبعية والخضوع للطواغيت والمستكبرين، والخضوع والتسليم والاذعان لله وحده.. لأن التبعية للطغاة والمستكبرين لا تنسجم مع الانتماء الايماني وهذا أيضاً هو ما أكد عليه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-.
وأشار محافظ تعز إلى أن هويتنا الإيمانية اليمانية الأصيلة تفرض علينا أن نكون أحراراً، كما أن ديننا الإسلامي الحنيف يوجب علينا الجهاد في سبيل الله ودفاعاً عن الأرض والعرض والدين والتصدي للمعتدين الاثمين والطغاة المجرمين الذين تعمدوا ويتعمدون تدمير وطننا وقتل أبناء شعبنا ولم ينفكوا عن ارتكاب أبشع الجرائم الوحشية والمجازر الدموية المروعة بحق المدنيين الآمنيين وبحق الأطفال والنساء، منذ سبع سنوات خلت وحتى اليوم، ويفرضون حصاراً مطبقاً وخانقاً على شعبنا اليمني العظيم بهدف إخضاعه واذلاله، ولكن هيهات لهم ذلك، فهويتنا الإيمانية فرضت وتفرض علينا مواجهة هذا العدوان والانتصار لوطننا وشعبنا والتحرر من الوصاية والهيمنة الأمريكية وأدواتها القذرة في المنطقة نظام آل سعود ونظام آل زايد.
واضاف الشيخ صلاح بجاش: يجب ان يكون هذا اليوم وهذا الاجتماع السنوي المبارك، منبراً يشترك فيه الجميع للإسهام في حفظ أمن واستقرار الوطن والدفاع عنه والتصدي لأعدائه والحث والتذكير بواجب الجهاد في سبيل الله لاعلاء راية الحق والدين وكف يد وشر الطغاة المعتدين، والعمل على إصلاح أحوال الناس وواقع المجتمع، تجسيداً للمعاني العظيمة التي حملها مبعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن الصحابي الجليل معاذ بن جبل لتظل خالدة تنشر المحبة والسلام والتعاون والتكافل والأمن والأمان.. منوهاً إلى أنه ومن أن أجل أن تُحيى هذه المعاني العظيمة في القلوب وتُجسد في واقع الحياة والمعاملات على النحو المطلوب الذي يرضي علام الغيوب، يحرص اليمنيون على احياء هذه المناسبة العظيمة ذكرى دخولهم الاسلام وامتثال دعوة ورسالة خير الأنام، فيشدون رحالهم من كل فجَّ وصوبٍ نحو هذا المسجد المبارك مسجد الجند، ليحيوا هذه الجمعة بالأذكار والاستغفار والصلاة على النبي المختار، فتخشع القلوب وتتعرض النفوس للنفحات، بما يقام في هذا المكان والمسجد المبارك من حلقات ذكر وعلم ومحاضرات دينية ومدائح نبوية وموالد مصطفوية لأهل العشق الصوفي المحمدي الخالد والتي تختم بخطبتي الجمعة التي يُذّكر فيهما الخطيب بشرف الدعوة والرسالة التي حملها رسل رسول الله إلى اليمن وهم الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام والصحابيين الجليلين معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما، فما كان من اليمنيين إلا أن آمنوا وصدقوا واتبعوا دين الهدى والحق ودخلوا في دين الله أفواجا ومن ثم انطلقوا بكل قوة وشجاعة جندا وانصارا لله ورسوله فاتحين البلدان والامصار ومبلغين هذا الدين إلى مختلف الأقطار.
وعلى هامش فعاليات الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية العظيمة، التقت صحيفة "26سبتمبر" بعدد من الحضور والمشاركين، الذين تحدثوا عن أهمية هذه الذكرى المباركة وما شكلته من تحول تاريخي في حياة اليمنيين انتقلوا معها من واقع مظلم في كل مجالاته إلى واقع نور وعدل ووخير مقيم وهو نور وعدل وخير الإسلام .. فإلى تفاصيل اللقاءات:
شرف الزمان والمكان
الشيخ محمد حمود الأهدل:
عندما نتحدث عن الجمعة الأولى من رجب، فإننا نتحدث عن شرف الزمان وشرف المكان وشرف المناسبة.. ونحن هنا نعيش في هذه الجمعة ولحظاتها المباركة مكرمات جمالية، فنحن في يوم جمعة وهي من أفضل أيام الأسبوع.. ونحن في أعظم وأفضل مناسبة وهي مناسبة دخول اليمنيين الإسلام، فنتذكر نعمة الله علينا التي هي نعمة الإسلام.. أجل وأعظم نعمة حلت بالساحة.. ونحن أيضاً في شهر مبارك من الأشهر المعظمة التي دعانا القرآن الكريم لتعظيمها وربطها باداء حقوق الناس وألا تعود علينا بظلم انفسنا أو ظلم غيرنا، قال تعالى {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم}، فالازمنة المفضلة دعانا الإسلام إلى أن لا تتعدى حدود الله فيها، وهذا درس ينبغي أن ندرسه وأن نتأمله ونخاطب أنفسنا به فلا نظلم أنفسنا بمعصية الله، فهذه الآية تتحدث عن الأشهر الحرم وفيها دعوة لنا جميعاً لنتحرر من طغيان الظلم الذي حل في قلوبنا بسبب معصية الله وسوء ادارتنا لحياتنا.
واضاف الاهدل بالقول: نحن أمام مفردات زمان ومكان وأشخاص، فالزمان ظرف والمكان ظرف والإنسان هو الذي يدير هذا الظرف، فإذا كان منطلق من منهجية الإسلام التي نحن في هذه الجمعة المباركة نعيش ذكراها، سيستطيع أن يفعل الزمان في بناء أمته وبناء ذاته، كما أنه إذا انطلق من منهج الإسلام انطلاقاً واعياً يستطيع أن يفعل المكان، والمكان هنا ليس المقصود به المسجد فقط بل الارض، أي أنه يستطيع أن يفعل المكان تفعيلاً حقيقياً لبناء ذاته وبناء حياته وبناء أمته وبناء حاضره ومستقبله.
تعزيز الصلة والارتباط
الاستاذ محمد علي محمد أحد القيادات التربوية بمحافظة تعز، قال:
الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة والذكرى المباركة -ذكرى دخول اليمنيين الإسلام- يُعَدُّ من القربات التي تعبر عن شكر هذا الشعب العظيم شعب الأنصار وأحباب المصطفى المختار أهل الحكمة والايمان، لله تعالى على نعمته التي أنعم بها عليهم وهي دخولهم في دين الله أفواجا.
هذا الشعب اليمني العظيم الذي تجده على الدوام حريصاً كل الحرص على احياء وتعظيم كافة المناسبات الدينية، فلا يترك فرصةً فيها للدين نصره، ولله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم رضاً، إلا اغتنمها واعطاها حقها من الاحتفاء والاحياء والتعظيم والاجلال وبما يليق بقدرها ومكانتها العظيمة.. ونحن اليوم نفرح ونحيي ونحتفي ونعظم ونتباهي بهذه المناسبة الدينية وبهذه الذكرى المباركة والعالية على قلوبنا، ذكرى دخول أهل هذا البلد الطيب الإسلام، وهي مناسبة تذكرنا بالله وتشدُّنا إلى هذا الدين القويم وتعزز من صلتنا ومحبتنا وارتباطنا برسولنا الكريم سيدنا محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وعلى آله.
تحقق بمعاني الإسلام
فيما تحدث جمال الدين الاسدي - قسم الدائرة الدعوية برباط الهدار تعز قائلاً:
الجمعة الأولى من شهر رجب الأصب ليست خاصة بتعز أو بأهل منطقة الجند وحدهم، بل هي مناسبة دينية هامة وذكرى عظيمة لليمنيين كافة، وللعالم الاسلامي أجمع يتذكر فيها شعبنا اليمني كيف وصل الإسلام إلى بلدهم وكيف كان دخولهم في دين الله أفواجا على يد رسل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى اليمن، فيتحققوا بمعاني الإسلام ويتحققوا بالإيمان بالله وبرسول الله، وبكل ما يجمعهم على القواسم المشتركة التي تقربهم إلى الله عز وجل وكذا في التصدي لكل محاولات الأعداء التي تستهدف الإسلام والمسلمين ومنها محاولات طمس هويتنا الإيمانية واستهداف شعبنا بالغزو الفكري وغيرها من المحاولات وأساليب الاستهداف الشيطانية وصولاً إلى شن العدوان على وطننا وشعبنا اليمني العظيم.
يجتمع اليمنيون هنا في هذا المسجد المبارك وفي هذه المنطقة المباركة، منطقة الجند، من مختلف محافظات ومناطق اليمن للاحتفاء بهذه الذكرى العظيمة، ولإيجاد الحلول لجميع القضايا التي تهم الأمة الإسلامية ومنها القضية الفلسطينية والقدس الشريف وحروب الاعداء على بلدان وشعوب الاسلام كحرب الشام، ومخططات الاعداء والغرب الكافر بتصنيف أنصار الله ارهابيين والذي يعتبر تصنيفاً لجميع أهل اليمن فمنه يريدوا أن يحتلوا بلادنا كما احتلوا العراق ودمروها وارتكبوا أبشع واشنع الجرائم بحق أبنائها رجالاً ونساء.. وما نحتاجه اليوم إصلاح انفسنا، فأول الأمر واساسه هو التزكية والاخوة، فهي أساس إصلاح الشعوب ثم الحفاظ على الكليات الخمس ومنها الأرض (الوطن) والعرض والدين متحققين بالجهاد في جميع مجالاته في المحراب في التعليم في التجارة في الإعلام في جبهات القتال والتضحية والفداء دفاعا عن الوطن والعرض.. فلقد دون التاريخ في انصع صفحاته أن مشايخ التصوف يتصدرون الصفوف الأولى في العلم والعمل والجهاد.
وختاماً أؤكد على جميع أهل العلم وطلاب الأربطة بأهمية إقامة مجالس العلم والذكر ونشر المنهج النبوي متحققين بالإخلاص وبعلم أدب الخلاف، سائرون على أركان الطريق وهي 1- العلم والعمل به 2- أداء الحقوق 3- الورع والخوف من الله 4- النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشروطه 5- نشر المنهج إلى العالم.
إحياء القيم
اللواء الركن/ حمود دهمش كان ممن شارك بالحضور إلى مسجد الجند، لإحياء ذكرى دخول اليمنيين الإسلام، وتحدث عن هذه المناسبة وهذه الذكرى العظيمة بقوله:
ان هذه المناسبة تمثل إحياء القيم التي غرست منذ أن دخل اليمنيين الإسلام في مثل هذا اليوم المبارك أول جمعة من شهر رجب، أي منذ أن منَّ الله على اليمنيين بنعمة الاسلام ودخولهم في دين الله أفواجا، وذلك حينما بعث رسول الله برسله ومبعوثيه إلى اليمن ليخرجوا أهلها من الظلمات إلى النور.
واضاف: بإحيائنا لهذه المناسبة العظيمة والعالية على قلوب اليمنيين كافة، انما نحيي القيم العظيمة والسامية التي كادت أن تضمحل بسبب الفكر الوهابي الضال وبسبب ما يقوم به كل اعداء الإسلام من محاربة لهذا الدين القيم ومن ذلك محاربة هذه المناسبات والعمل على تشويهها وتبديعها وجعلها من الخرافات والاساطير، لكن شعبنا اليمني أهل الحكمة والإيمان يؤكد بأنه سيسير دائماً وأبداً على النهج والدرب الصحيح ومن ذلك احياء المناسبات الدينية العظيمة ومنها هذه المناسبة التي ستكون محطة انطلاقة إيمانية قوية في مواجهة الاعداء.. وعلينا جميعاً العمل على ترسيخ هويتنا الإيمانية الأصيلة والعمل أيضا على إفشال كل مخططات الاعداء والاهتمام في الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية ورفد الجبهات بالمال والسلاح والرجال والاستمرار بفاعلية وسخاء في تقديم كل أشكال البذل والعطاء حتى يتحقق لوطننا وشعبنا الحر الكريم النصر والتمكين والفتح المبين.
تحول تاريخي
الشيخ فيصل عبدالله عقلان الظاهر:
نحمد الله تعالى أن هدانا للإسلام، وهذه الجمعة المباركة تمثل ذكرى نعمة الهداية التي منَّ الله بها على أهل اليمن بدخولهم الاسلام ودخولهم في دين الله أفواجا.. ولذا فهذه الجمعة وهي أول جمعة من شهر رجب تعد عيداً لنا نحن اليمنيين بل هي من أفضل وأعظم أعيادنا نحتفي بها ونتذكر ما شكلته من تحول تاريخي عظيم في حياة أهل هذا البلد الطيب، وذلك بدخولهم الإسلام.
وتابع قائلاً: من أهم ما يتم التطرق إليه والوعظ به في هذه المناسبة الهامة والذكرى العظيمة هو الدعوة إلى التلاحم والوحدة والمحبة والإخاء والتعاون والتكافل ومواجهة اعداء الإسلام، وهذه المواجهة تتمثل اليوم في التصدي لتحالف الشر والعدوان الغاشم والظالم الذي تعمد تدمير وطننا وقتل شعبنا بغير حق، وكذا محاربة كل أشكال التطبيع، ومن ذلك التطبيع الظاهر القائم على الموالاة لليهود والنصارى، وغير الظاهر والتطبيع مع الشيطان والاستمراء على المعاصي والآثام.
وختاماً ندعو الجميع إلى الاخاء والوحدة كما دعا إلى ذلك النبي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، يوم أن أَّخّا بين المهاجرين والأنصار مع انهم كانوا جميعاً مسلمين، لكنه صلى الله عليه وسلم رفع المحبة والاتحاد والإخاء، فعلينا الاقتداء به وبهديه وبسيرته العطره ليتحقق لنا الفوز والفلاح ديناً ودنيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.