أعلن كبير مستشاري البيت الأبيض للشؤون السياسية كارل روف أمس أنه سيستقيل من منصبه نهاية أغسطس/ آب الحالي, فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك إن الوزيرة كوندوليزا رايس ستبقى في خدمة الرئيس بوش حتى نهاية ولايته. وذكر ماكورماك أنه "لا يزال في برنامج رايس الكثير من الملفات" خلال الأشهر السبعة عشر المقبلة ومن بينها الحرب في العراق والقضية الإسرائيلية الفلسطينية وكذلك الملفات النووية لكوريا الشمالية وإيران.ومع استمرار "نزيف" الاستقالات والإبعاد, تكون رايس ونائب الرئيس ديك تشيني آخر مسؤولين كبيرين يبقيان إلى جانب بوش منذ بدء ولايته الأولى عام 2001, فيما اعتبر محللون استقالة روف الذي يوصف أنه "عقل الرئيس" تأكيداً للضعف شبه التام الذي بات يطبع إدارة بوش في الشؤون الداخلية. ويعتبر روف الذي رافق بوش منذ عام 1993 عندما كان حاكما لولاية تكساس, من اقرب مستشاري الرئيس ومهندس حملتيه الانتخابيتين في عامي 2000 و2004, وربما يكون لعب دورا محوريا في الكواليس لإقناع الكونغرس بشرعية التدخل العسكري في العراق في مارس/آذر 2003 وارتبط اسم روف منذ 2003 بقضية فاليري بليم العميلة السابقة في وكالة الاستخبارات الأمريكية, التي يشتبه أن اعضاء في إدارة بوش سربوا اسمها في محاولة للنيل من مصداقية زوجها السفير الأمريكي جوزف ولسون الذي اتهم البيت الأبيض أنه بالغ كثيرا في تقدير الخطر الذي يمثله العراق لتبرير اجتياحه. ومنذ هزيمة الجمهوريين في الانتخابات البرلمانية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2006, توالت عمليات ابعاد او استقالات المستشارين والمساعدين, فقد تمت التضحية بوزير الدفاع دونالد رامسفلد بسبب المعارضة المتنامية للحرب في العراق في الاوساط الشعبية. وغادر البيت الأبيض مستشار آخر من واضعي استراتيجية الإدارة الأمريكية الحالية هو دان بارتليت, ومستشارا الأمن القومي جي.دي. كراوتش وميغان اوساليفان, والمدير الملكف بشؤون الموازنة روب بورتمان, والمديرة السياسية سارة تايلور, ومستشارة الشؤون القانونية هارييت ميرز. وتحدث معظم المستقيلين عن الرغبة بتمضية وقت اطول مع عائلاتهم إلا أن محللين يشيرون إلى أن مثل هذا النزف ليس استثنائيا في نهاية الولاية الرئاسية. ورداً على تساؤل: هل حاول بوش منح إدارته دينامية جديدة عبر التضحية بروف؟ هل خضع لضغوط أصدقائه الجمهوريين القلقين من اثر تراجع شعبية بوش على الانتخابات الرئاسية في 2008؟ قال روف لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية الأمريكية "الأمر يبدو وكأن الديك يدعي أنه صاحب الفضل في شروق الشمس". وقال واين سلاتر, واضع سيرة روف الذي كان بوش يطلق عليه اسم "المهندس", لاذاعة "سي بي اس نيوز", ان "غياب روف سيشبه بعض الشيء وجود بول ماكارتني من دون جون لينون", في اشارة الى مغنيي فريق "البيتلز" المشهورين، إلا أنه أشار إلى أن التغيير سيقتصر على "التلحين".