استقبل الرئيس السوري بشار الاسد، الأربعاء رئيس "التيار الوطني الحر" في لبنان الزعيم المسيحي ميشال عون، فور وصول الأخير إلى دمشق في مستهل زيارة غير مسبوقة له إلى سوريا، تستمر أياماً. وعون وصل الى مطار دمشق الدولي على متن "الطائرة الخاصة للرئيس بشار الاسد", كما ذكر الموقع الالكتروني للتيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون. وكان في استقباله على ارض المطار نائب وزير الخارجية فيصل المقداد. واعلن عون في مقابلة نشرتها صحيفة الوطن السورية، الاربعاء، ان الملفات التي ستكون في مقدمة محادثاته في دمشق هي "عناوين مؤتمر الحوار الوطني المتفق عليها في عام 2006 وهي العلاقات الدبلوماسية التي اتخذ قرارا بإنشائها وموضوع ترسيم الحدود التي تشكلت لجنة مختصة بمتابعته ومسألة المفقودين الذين يعتقد بوجودهم في سوريا". ويزور عون دمشق على رأس وفد يضم قياديين من حزبه بينهم اربعة نواب, والى جانب اللقاءات السياسية تتضمن زيارته جولة على اماكن مسيحية مقدسة من بينها دير مار مارون التاريخي قرب حلب, حسبما ذكر قيادي في التيار. وترتدي زيارة عون، وهي الأولى من نوعها، أهمية كبرى، بالنظر الى تاريخ النزاع الطويل بين الطرفين. ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية سانا عن العماد عون لدى وصوله الى مطار دمشق قوله "انني سعيد جدا بهذه الزيارة وآمل ان تكون بداية مرحلة مشرقة في تاريخ العلاقات السورية اللبنانية (...) ابعث بتحياتي واطيب تمنياتي للشعب السوري". من ناحيته رحب المقداد بالعماد عون معربا عن امله بأن "تكون هذه الزيارة ناجحة وبادرة خير في العلاقات السورية اللبنانية التي يجب ان تكون دائما متطورة ومتينة ووثيقة". والى جانب اللقاءات السياسية تتضمن زيارته جولة على اماكن مسيحية مقدسة من بينها دير ما مارون التاريخي قرب حلب, حسبما ذكر قيادي في التيار. ولم ينشر البرنامج الرسمي للزيارة، بتوقع الإعلان عن جدول كل يوم بيومه. وهذه الزيارة هي الاولى التي يقوم بها العماد عون الى دمشق بعد سنوات التوتر في علاقاته مع دمشق اثناء الوجود السوري في لبنان الذي استمر 3 عقود. وكان عون شن على رأس حكومة انتقالية عسكرية خلال الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) "حرب تحرير" ضد القوات السورية في لبنان في مارس 1989. وقد اطاحته، في اكتوبر 1990، عملية عسكرية لبنانية سورية نفي على اثرها الى فرنسا. وعاد الى بيروت في مايو 2005 بعد شهر على انسحاب القوات السورية من لبنان تحت ضغوط دولية. واثارت زيارة "التعارف والصداقة" الى سوريا, كما وصفها عون, عاصفة من ردود الفعل في بيروت ولا سيما من فريق 14 مارس/آذار.