قال مسؤولون آسيويون اليوم السبت إن الأزمة المالية العالمية مازالت في طور الانتشار وإن تأثيراتها لم تصل بعد إلى مداها داعين إلى ضرورة إعادة التوازن للاقتصاد العالمي وإيجاد الحلول اللازمة لتجاوز التأثيرات السيئة للأزمة. وقال رئيس الوزراء الصيني وين جياباو إن هذه الأزمة التي لم ير العالم لها مثيلا في 100 عام قد تستمر في التفاقم ولم تبلغ مداها بعد, لكن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية حققت نجاحا مبدئيا. وأكد جياباوا أنه إذا لم يكن لدى الصين ثقة فلن يكون لديه أمل جديد في السماح للاقتصاد بالتطور والسماح للناس بالحصول على وظائف. من جهته أكد رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ بأن هناك حاجة لإعادة التوازن في الاقتصاد العالمي، ما قد يعني الابتعاد عن النموذج الحالي لآسيا مصدرا. وقال لي هسين في مقابلة تلفزيونية يجب أن يعاد التوازن العالمي لأننا لا نستطيع أن نتوقع أن يكون الأميركيون مستهلكين لسلع تصنع في كل أنحاء العالم, وأن يكون بقية العالم من المدخرين الذين يقومون بإقراض الأموال إلى الولاياتالمتحدة لشراء السلع منك. وأضاف هسين أن عملية إعادة التوازن ربما تعني أنه يجب أن يكون هناك مزيد من الاستهلاك أو الاستثمارات في آسيا, لكنه اعترف بأن مثل هذا التحول سيكون صعبا، نظرا للقضايا الهيكلية المرتبطة به، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن نطلب من الأسر أن تنفق المزيد من المال، لأن لديها احتياجات الآن، واحتياجات في المستقبل. وفي الوقت نفسه حذر رئيس وزراء سنغافورة، الذي يحضر القمة ال14 لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في تايلند من أن الأزمة العالمية الحالية يمكن أن تعطل خطط إقامة مجموعة اقتصادية لآسيان بحلول العام 2015 حيث إن الدول الأعضاء منهمكة في اقتصادياتها المحلية أو القضايا السياسية. وعلى صعيد متصل قال محافظ البنك المركزي النيوزيلندي آلان بولارد إن العالم يشهد "عملية تدمير للثروة هي الكبرى من أي وقت مضى في ظل الانكماش الاقتصادي الحالي وقدر بولارد حجم الأموال التي فقدت في أسواق المال العالمية بنحو 30 تريليون دولار, وهو مبلغ يكفي للقضاء على الفقر في الدول النامية بالعالم في غضون عشرة أعوام. وأوضح بولارد أمام قمة أزمة لقطاعات الأعمال في نيوزيلندا أنه إذا حولنا كمية الأموال المفقودة هذه إلى أوراق بنكنوت من فئة الدولار الواحد ثم وضعناها بعضها فوق بعض فإنها ستصل إلى الشمس.