أكد منير مقدح قائد الكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان اليوم الإثنين مقتل كمال نائب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية والمسؤول في إستخبارات حركة فتح سابقا مع أربعة من مرافقيه في انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه عند مدخل مخيم المية ومية للاجئين قرب مدينة صيدا جنوب لبنان. وقال مقدح مسؤول الامن في مخيمات اللاجئين ال12 في لبنان ان "كمال مدحت قتل الى جانب اربعة من حراسه الشخصيين عندما انفجرت عبوة ناسفة اثناء مرور موكبه بالقرب من مدخل المخيم". وأكدت ممثلية السلطة الوطنية الفلسطينية في لبنان مقتل اللواء كمال مدحت. ويعتبر أعلى مسؤول فلسطيني يتعرض للاغتيال في لبنان منذ مقتل جهاد جبريل، النجل الأكبر للأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة - أحمد جبريل عام 2002، في حين يعتبر الحادث ككل أكبر خرق أمني في لبنان منذ مواجهات مايو/أيار الماضي. وكان مخيم المية ومية قد شهد السبت اشتباكات عنيفة أدت إلى سقوط قتيلين، أحدهما مسؤول اللجان الشعبية في حركة فتح، وقد جرى آنذاك تطويق الإشكال بدعوى أنه عائلي. ويخشى مراقبون أن تؤدي عملية الاغتيال إلى إعادة التوترات في المخيمات الفلسطينية، التي تشهد انقساماً حاداً بين تنظيمات مختلفة تعكس الاختلاف داخل الأراضي الفلسطينية، وخاصة بين منظمة الحرير والقوى الموجودة خارجها. كما تمتاز مخيمات لبنان بانقسامات داخل التنظيم الواحد، حيث تتصارع عدة قيادات على النفوذ في أحياء أكثر من عشر مخيمات تنتشر في لبنان. وإلى جانب القوى الفلسطينية التقليدية، من فصائل منظمة التحرير، وحماس والجهاد الإسلامي والصاعقة وفتح الانتفاضة والجبهة الشعبية - القيادة العامة - تتواجد في مخيمات لبنان تيارات إسلامية قوية على صلة بما يعرف ب"الخط الجهادي"، تتجمع ضمن أطر أبرزها عصبة الأنصار وجند الشام (التفاصيل.) يشار إلى أن لبنان شهد طوال السنوات الأربع الماضية الكثير من الأحداث الأمنية والسياسية، وعمليات الاغتيال لشخصيات سياسية وأمنية وصحفية، كما كادت الأمور تتجه نحو الصراع الأهلي المفتوح في مايو/ أيار الماضي، بالمواجهات المسلحة بين مناصري الحكومة ومعارضيها، غير أن الأوضاع استتبت بعد مفاوضات جرت في الدوحة، أفضت إلى تقاسم النفوذ ضمن حكومة وفاق وطني. وتستعد البلاد حالياً لانتخابات نيابية في الثامن من يونيو/حزيران المقبل، يتفق جميع الأطراف على أنها "مفصلية."